📁 تدوينات جديدة

رقصة وداع / شعر: وفاء الزايدي

رقصة وداع / شعر: وفاء الزايدي

رقصة وداع

صُبَّ كأساً

ودع الآخر لشهقتي

فكأس العشق ليله طويلُ

اُهربْ...

ورتلْ سور القرآن

فحسبُ الشك ظن

والآخر يقينُ

ضمني ضمة أخيرة

كأنك صيادُ يودع النيل

لا تقف هناك مترنحا

فحضرتي لا تقبل التأويل

اجمعْ تجاربك والقي بها

فوجودي لم يكن له مثيل

كن شجاعا واهرب

لقد أصبحت بالنصر بخيل

الآن عرفت...

لِما أسميت نفسي فراشة

وأسميتك تنينا...

شعر: وفاء الزايدي (تونس)

وفاء الزايدي

.............................................................

قراءة للقصيدة

في قصيدتها "رقصة وداع"، تقدم الشاعرة وفاء الزايدي لوحة شعرية تعبر عن الفراق والوداع، حيث تتداخل مشاعر الحب، الحزن، والقوة في نسيج متكامل. النص يعكس تأملات عميقة في العلاقة بين الذات والآخر، ويمزج بين الرمزية واللغة القوية.

العنوان:

يعبر العنوان "رقصة وداع" عن اللحظات الأخيرة في علاقة ما، تلك اللحظات التي تجمع بين الحركة والجمود، بين الحياة والموت الرمزي للعلاقة.

المضمون:

الكأس والشهوة:
تستهل الشاعرة النص بطلب صب كأس، مما يرمز إلى رغبة في الانغماس في الشهوة والنسيان. تعكس الشاعرية هنا استخدام الكأس كرمز للحب والعشق اللذين يطول ليلهما، مما يشير إلى العلاقة المعقدة بين الحبيبين.
الهروب والدين:
تدعو الشاعرة الحبيب للهروب وترتيل سور القرآن، مما يعكس التناقض بين الحب الذي قد يشوبه الشك والدين الذي يمثل اليقين. تستخدم الشاعرة الدين كرمز للطهارة واليقين، في مقابل العشق المشوب بالشكوك.
الضمة الأخيرة:
تصوير الضمة الأخيرة كوداع الصياد للنيل يعكس العلاقة الحميمة والعميقة بين الحبيبين. النيل، كرمز للحياة والخصوبة، يجعل الضمة الأخيرة بعمق إضافي، حيث يرمز إلى المرحلة النهائية من العلاقة التي تمثل الحياة والنمو.

الخلاصة:

"رقصة وداع" هي قصيدة تجسد ببراعة اللحظات الأخيرة في علاقة حب مضطربة، حيث تختلط مشاعر الفراق بالأمل في التحرر. وفاء الزايدي تستخدم لغة شعرية غنية بالرموز لتعبير عن مشاعر متناقضة ومعقدة، وتنجح في خلق نص يتجاوز البعد الشخصي ليعبر عن تجربة إنسانية شاملة. القصيدة تعكس بوضوح قدرة الشاعرة على استحضار مشاهد مؤثرة ونقلها بطريقة تجعل القارئ يعيشها ويشعر بها.

تعليقات