سناء يماني | المغرب
النت دولة عظمى
عظمى هي دولة النت
دولة كبرى... مغارة كبرى
الإنترنيت حوانيت
سوق بلا أطياف ولا حدود
ضمت الشعوب
والدول الكبرى
مدن وقرى
ألقت رجالا ونساءا
في قبضتها أسارى
شيوخ وأطفال
باتوا تحت إرادتها جهارا
آآآه كم هي أقوى
لم ينج من سطوتها إلا
رضيع نائم أو أحمق غافل
الكل أصبح في بحرها عائم
لغات شتى تتلاقى
تنسج الفضائح
بين السر والعلن
تصل درجة الفضائح القصوى
أصبح الجميع أسرى
زنزانة لا حاكم فيها
إلا العقل الذوق
ومبادئ أخرى ...
كلمات قلبي
هل تراك عيوني أم أراك بقلبي؟
أم تقيم خيالا في ضلوعي ودربي؟
قد نظرت إليك بعين الهوى
فرأيتك نجما في سماء حبي
كلما غبت عاد الحنين سحابا
يمطر الشوق فوق أيامي
أنت الذي تسكن الأعماق مني سرا
كيف أخفيك عن نبضي وقلبي؟
إن تكن عن عيوني بعيد المنال
فأراك بروحي أقرب من قربي...
أقول للحياة
أقول للحياة أحبيني
رغم التعب دلليني
فلا شيء فيك صار يغريني
سئمت غربتي
وصوت نزيف شراييني
كنت ملاكا أسبح في السماء
ولا أنام في الطين
أيها السلام الذاخلي
قل للحياة تمهلي
أطرق باب عمري
لعله يكفيني
وأقول من جديد
يا معذبتي
عانقيني
لبست الثوب الأبيض الحريري
على أمل أن لا تهجريني
كتبت سطوري
على حافة الأمل فضميني
سلام أغني
خجولة أنا سأغني
متمردة أحيانا
أنا سوف أغني
على أوثار صبري
يا صمت قلبي
أغدا ألقاك
فيا خوف فؤادي
من غد...
قراءة أصداء الفكر
تجمع هذه القصائد الحصرية للشاعرة المغربية سناء
يماني بين نبض العصر وحرارة الوجدان، إذ تتأرجح بين نقد عالم افتراضي اكتسح الإنسان
وجعل الجميع أسرى فضائه المفتوح، وبين بوحٍ عاطفي ينسج حضور الحبيب بعيون القلب وعمق
الروح. وفي قصيدة أخرى، تخاطب الشاعرة الحياة من موقع الإنهاك، طالبةً مهلة من الألم
وفسحةً من الحنان، قبل أن تعود لترفع صوتها بالغناء رغم الخجل والتمرد والخوف من الغد.
تكتب يماني بنبرة شفافة تجمع بين بساطة التعبير وعمق الإيحاء، فتجعل من كل نص نافذةً على توترٍ داخلي بين الرغبة في الفهم، وحاجة الروح إلى الطمأنينة، وقلق الإنسان أمام عالم متقلب. قصائدها هنا تعكس وعياً حديثاً ووجداناً شخصياً يلتقيان على حافة الألم والأمل معاً.
