المغرب | حسن امحيل
ملخص:
يتناول هذا المقال العلمي دراسة شاملة للإعاقات والاضطرابات
النفسية-المعرفية وتأثيرها على العملية التعليمية، مع التركيز على التربية الدامجة
كمقاربة فعالة للتعامل مع هذه التحديات. يبدأ المقال بتحديد مفاهيم الإعاقة والاضطرابات
النفسية-المعرفية، ويستعرض تصنيفاتها المختلفة وتأثيرها على أداء المتعلمين في البيئة
التعليمية.
ينتقل المقال إلى دراسة الأسس السيكومعرفية للإعاقات، موضحًا
كيف تؤثر هذه الإعاقات على العمليات المعرفية مثل الانتباه والذاكرة والتفكير النقدي،
ويبرز التحديات المرتبطة بها. يستعرض أيضًا دور الأبحاث السابقة في فهم الخلفية السيكومعرفية
وأثرها على الاستراتيجيات التعليمية.
يركز المقال بعد ذلك على مفهوم التربية الدامجة كاستراتيجية
للتعامل مع الإعاقات، موضحًا كيف أن الدمج التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة يعزز من
أدائهم الدراسي والاجتماعي.
يتم عرض أمثلة على نجاح التربية الدامجة في أنظمة تعليمية مختلفة، مشيرًا إلى النتائج
الإيجابية التي تحققت من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات.
ثم يُناقش المقال أهمية المشروع البيداغوجي الفردي كأداة
لتخصيص الأهداف والخطط التعليمية للمتعلمين ذوي الإعاقات، ويستعرض استراتيجيات تعليمية
فعالة في الأقسام الدامجة. كما يتم تناول التحديات التي تواجه المدرسين والمتعلمين
في هذه الأقسام، مثل نقص الموارد والدعم النفسي.
يُختتم المقال بمراجعة الأدبيات العلمية ذات الصلة بالتدخلات
التربوية، مسلطًا الضوء على الدور الذي تلعبه الأبحاث في تطوير استراتيجيات تعليمية
مبتكرة. يُقدّم المقال توصيات للتربويين وصناع القرار لتحسين الدمج التعليمي، ويقترح
توجهات بحثية مستقبلية لمعالجة الثغرات الحالية في الأدبيات التربوية حول هذا الموضوع.
الكلمات المفتاحية للمقال:
1. الإعاقة: تشير إلى
الحالات التي تعوق النمو الطبيعي للفرد وتحد من قدرته على التعلم وعلى التفاعل مع المجتمع.
2. الاضطرابات النفسية-المعرفية:
تتناول الصعوبات في العمليات العقلية والنفسية مثل التفكير والانتباه.
3. التربية الدامجة:
استراتيجية تربوية لدمج الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم العادي.
4. المشروع البيداغوجي
الفردي: خطة تعليمية فردية مصممة للمتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة.
5. القسم الدامج: الفصول
الدراسية التي تشمل المتعلمين ذوي الإعاقة وغيرهم.
6. التدخلات التربوية:
أساليب واستراتيجيات لدعم التعليم وتطوير قدرات المتعلمين.
7. التعلم المتمايز:
تكييف التعليم لتلبية احتياجات المتعلمين المختلفة.
8. التكنولوجيا المساعدة:
أدوات وتقنيات لدعم التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة.
9. استراتيجيات تعليمية:
أساليب متنوعة لتحقيق أهداف التعلم.
10. التعليم الشامل:
نموذج يهدف إلى توفير فرص متساوية للتعليم لجميع المتعلمين.
11. الأداء الدراسي: مستوى التحصيل الدراسي* للمتعلمين.
12. الدمج التعليمي:
إشراك المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية.
13. التحديات التربوية:
العقبات التي تواجه تطبيق استراتيجيات التعليم.
14. التدريس الفعال:
مجموعة أساليب تدريسية تركز على تحسين مخرجات التعلم.
15. التحصيل الدراسي:
النتائج التي يحققها المتعلمون في مسيرتهم التعليمية.
المقدمة:
1. تحديد المشكلة:
في ظل التحولات العميقة التي يشهدها النظام التربوي المغربي
نحو الشمولية والإنصاف، برزت قضايا الدمج التربوي للأطفال ذوي الإعاقة والاضطرابات
كأحد التحديات الكبرى التي تواجه المؤسسات التعليمية. يطرح هذا المقال قضية حيوية
تتعلق بتأثير الإعاقات والاضطرابات النفسية والمعرفية على العملية التعليمية،
ويستعرض أهمية تبني أساليب تدريسية وتربوية تضمن دمج هذه الفئات في النظام
التعليمي بشكل فعّال ومثمر. من هنا، يصبح التركيز على الأبعاد السيكومعرفية
للإعاقات والاضطرابات ضرورة ملحّة لفهم مدى تأثيرها على التحصيل الدراسي وتفاعل
الأطفال مع المناهج الدراسية وبيئة التعلم.
2.أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل وفهم العلاقة بين الإعاقات،
سواء كانت جسدية أو نفسية أو معرفية، والقدرات المعرفية للأطفال في إطار التعليم.
كما تسعى إلى تقديم مراجعة نقدية للتحديات التي تواجه التعليم الشامل وتقديم
اقتراحات تربوية للنهوض بالتربية الدامجة. إلى جانب ذلك، تهدف الدراسة إلى استعراض
استراتيجيات التدخل التربوي الفعّال وتطوير برامج تعليمية فردية موجهة لدعم هؤلاء
المتعلمين، مما يسهم في ترسيخ تكافؤ الفرص التعليمية.
3. أهمية الموضوع:
تنبع أهمية معالجة هذا الموضوع من الحاجة الملحة لتمتين
مبدأ العدالة التعليمية وضمان حق التعليم الشامل لكل طفل، بغض النظر عن احتياجاته
الخاصة. يمثل الدمج التربوي تحديًا متجددًا يستدعي تفكيرًا معمقًا في كيفية تحقيق
التوازن بين متطلبات النظام التعليمي واحتياجات الأطفال ذوي الإعاقة والاضطرابات.
في السياق التعليمي الحالي، يصبح البحث في الأساليب التربوية والسيكومعرفية
الموجهة نحو دعم التربية الدامجة أمرًا أساسيًا لتوفير بيئة تعليمية تعزز النجاح
الدراسي والشخصي لهذه الفئات.
المحور الأول: تعريف الإعاقة والاضطرابات
1. تعريف الإعاقة والاضطرابات
النفسية-المعرفية:
الإعاقة والاضطرابات النفسية-المعرفية هما مصطلحان يشيران إلى جوانب متعددة تؤثر على النمو الطبيعي للفرد وتحد من قدرته على التفاعل مع المجتمع، بما في ذلك المجال التعليمي. من منظور تربوي، تُعرّف الإعاقة بأنها الحالة التي تؤثر على القدرات الجسدية أو العقلية للفرد، مما يؤثر سلبًا على أدائه التعليمي. تشمل هذه الإعاقات الجسدية (مثل الإعاقة الحركية والبصرية) والعقلية (مثل اضطراب النمو العصبي).
من جهة أخرى، الاضطرابات النفسية-المعرفية تتعلق
بالصعوبات التي يواجهها الأفراد في العمليات العقلية والمعرفية، مثل الانتباه،
الإدراك، التذكر، والتفكير النقدي، والتي يمكن أن تؤثر على الأداء الدراسي
والاجتماعي للفرد.
2. تصنيف الإعاقات والاضطرابات:
تتنوع الإعاقات والاضطرابات التي قد يواجهها المتعلمون،
ويمكن تصنيفها إلى مجموعتين رئيسيتين:
أ. الإعاقات الجسدية:
- الإعاقات
الحركية: تشمل تلك التي تؤثر على الحركة الجسدية والتفاعل البدني مع البيئة، مثل
الشلل.
- الإعاقات
الحسية: مثل الإعاقة السمعية والبصرية التي تعيق حواس السمع أو البصر وتؤثر على
تفاعل المتعلم مع المواد التعليمية.
- الإعاقة
العقلية: تشمل الإعاقات الذهنية التي تحد من قدرة الفرد على التفكير المنطقي وحل
المشكلات.
ب. الاضطرابات النفسية:
- اضطرابات
النمو العصبي: تشمل اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) التي تؤثر على التواصل والانتباه والسلوك.
- الاضطرابات
السلوكية: مثل اضطرابات القلق والاكتئاب، والتي قد تؤثر على قدرة المتعلم على
الانخراط في البيئة التعليمية والاستفادة منها.
3. أثر الاضطرابات على التعلم:
تؤثر الاضطرابات النفسية والمعرفية بشكل كبير على أداء
المتعلمين داخل الفصول الدراسية، إذ يمكن لهذه الاضطرابات أن تعيق قدرة المتعلم
على التركيز والتفاعل مع المناهج الدراسية وجماعة الفصل. على سبيل المثال، المتعلمون
الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يجدون صعوبة في التركيز لفترات
طويلة، مما يؤثر سلبًا على أدائهم التحصيلي. بالإضافة إلى ذلك، المتعلمون الذين
يعانون من اضطرابات القلق قد يجدون صعوبة في المشاركة في الأنشطة الجماعية أو
التواصل مع مدرسيهم، مما يحد من قدراتهم الدراسية والاجتماعية.
الأثر الشامل لهذه الاضطرابات يتطلب استراتيجيات تربوية
فردية ودامجة لدعم المتعلمين وتحقيق تقدمهم المدرسي.
المحور الثاني: الخلفية السيكومعرفية للإعاقات والاضطرابات
1. الأسس السيكومعرفية للإعاقات:
الإعاقات تؤثر بشكل مباشر على العمليات المعرفية
الأساسية مثل الانتباه، الذاكرة، والتفكير النقدي، مما ينعكس على التحصيل الدراسي
للمتعلمين. على سبيل المثال، المتعلمون الذين يعانون من اضطرابات في الانتباه
يجدون صعوبة في التركيز لفترات طويلة، مما يؤثر على استيعابهم للمعلومات الجديدة.
كذلك، الإعاقات التي تؤثر على الذاكرة قصيرة أو طويلة الأمد تعرقل قدرة المتعلم
على الاحتفاظ بالمعلومات أو استرجاعها عند الحاجة. أما التفكير النقدي، الذي يعتمد
على التحليل والتقييم، فقد يتأثر بالإعاقات العقلية التي تقلل من قدرة المتعلم على
معالجة الأفكار المعقدة أو الاستجابة للمواقف التعليمية المتغيرة.
2. التحديات السيكومعرفية:
الإعاقات النفسية والمعرفية تفرض تحديات كبيرة على قدرة
المتعلم على التعلم والتفاعل مع المناهج الدراسية. المتعلمون الذين يعانون من
اضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب طيف التوحد، قد يواجهون صعوبات في التواصل
الاجتماعي والتفاعل مع زملائهم ومعلميهم. هذا قد يؤثر على قدرتهم على المشاركة في
الأنشطة التعليمية التقليدية. من جهة أخرى، الاضطرابات النفسية مثل القلق
والاكتئاب تؤدي إلى تراجع مستويات التركيز والدافعية للتعلم، مما يزيد من صعوبة
تحقيق المتعلمين لأهدافهم التعلمية. التحديات المعرفية قد تتطلب تدخلات تربوية
مخصصة ومرنة لضمان دعم التحصيل الدراسي لهؤلاء المتعلمين.
3. الدراسات السابقة حول الخلفية السيكومعرفية:
أظهرت الدراسات المحكمة التي تناولت الخلفية
السيكومعرفية للإعاقات والاضطرابات تأثيرًا عميقًا لهذه الحالات على التعلم. على
سبيل المثال، أظهرت دراسات نشرت في SpringerLink أن المتعلمين
الذين يعانون من [1]ADHD والإعاقات الذهنية يواجهون تحديات في الحفاظ على الانتباه والتحكم في
الاندفاعات، مما يؤدي إلى تدني الأداء الدراسي ما لم يتم تقديم استراتيجيات تعليمية
ملائمة مثل التعليم التعاوني أو التدخلات السلوكية التي تركز على تطوير المهارات التنظيمية
والانتباه[2].
أوضحت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن الأطفال المصابين
باضطرابات طيف التوحد يواجهون تحديات كبيرة في المشاركة الاجتماعية، مما يؤثر بشكل
مباشر على قدرتهم على التعلم في البيئات التعليمية التقليدية. التحديات تشمل صعوبات
في التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما يتطلب استراتيجيات تعليمية متخصصة تركز على تحفيز
المهارات الاجتماعية والمعرفية[3].
في دراسة أخرى نُشرت في مجلة "PLOS
ONE"، تبين أن الأطفال ذوي التأخر النمائي غالبًا
ما يواجهون صعوبة في المشاركة الكاملة في الأنشطة الصفية والمدرسية. هذه الدراسة تُظهر
أهمية العوامل النفسية والاجتماعية، مثل التحفيز والاتصال الاجتماعي، في تشجيع مشاركة
هؤلاء الأطفال في التعلم[4].
تظهر هذه الدراسات أهمية اعتماد نهج سيكومعرفي مخصص لتطوير
أساليب تدريس تساعد المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة على تحقيق النجاح الدراسي، وذلك
من خلال تقديم استراتيجيات مصممة بناءً على فهم عميق لاحتياجاتهم السيكومعرفية.
المحور الثالث: التربية الدامجة كاستراتيجية للتعامل مع الإعاقات
1. مفهوم التربية الدامجة:
التربية الدامجة هي نموذج تعليمي يهدف إلى دمج المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك الإعاقات والاضطرابات، في الفصول الدراسية العادية مع زملائهم من غير ذوي الإعاقة. يتمثل الهدف الرئيسي للتربية الدامجة في تحقيق تعليم شامل، حيث يتلقى جميع المتعلمين نفس الفرص للتعلم بغض النظر عن الفروق الفردية. تعتمد التربية الدامجة على مبدأ توفير بيئة تعليمية مهيأة ومتنوعة تراعي الاحتياجات الفردية لكل متعلم، وتوفر لهم الدعم النفسي والتربوي المطلوب لتحقيق النجاح الدراسي والشخصي.
2. أثر التربية الدامجة على التحصيل الدراسي:
تشير العديد من الدراسات إلى أن التربية الدامجة تساهم في تحسين التحصيل الدراسي للمتعلمين ذوي الإعاقات والاضطرابات. أظهرت الأبحاث أن المتعلمين الذين يتعلمون في بيئات دامجة يتمتعون بفرص أكبر للتفاعل الاجتماعي والتعلم من زملائهم، مما يعزز لديهم مهارات التواصل والتكيف مع بيئة تعليمية متغيرة. كما أكدت بعض الدراسات أن الدمج التربوي يساعد في بناء الثقة بالنفس لدى المتعلمين ذوي الإعاقات، مما ينعكس إيجابيًا على أدائهم الأكاديمي. بالإضافة إلى ذلك، تمثل التربية الدامجة فرصة لتطوير مهارات التدريس لدى المدرسين من خلال اعتماد استراتيجيات تعليمية متعددة لتلبية الاحتياجات المختلفة للمتعلمين.
3. أمثلة على نجاح التربية الدامجة:
توجد العديد من الأنظمة التعليمية حول العالم التي نجحت
في تطبيق التربية الدامجة بشكل فعّال. على سبيل المثال، في فنلندا، تعتبر التربية
الدامجة جزءًا أساسيًا من نظام التعليم، حيث يتم توفير دعم فردي لكل متعلم حسب
احتياجاته. هذا النموذج حقق نتائج مبهرة في تحسين الأداء الدراسي لذوي الإعاقات.
كذلك، نظام التعليم في كندا يعتمد بشكل كبير على مبدأ الدمج، حيث يتم تدريب
المعلمين على التعامل مع تنوع الاحتياجات في الفصول الدراسية، مما أدى إلى تحسين
نتائج المتعلمين ذوي الإعاقات وتحقيق بيئة تعليمية شاملة.
المحور الرابع: المشروع البيداغوجي الفردي والقسم الدامج
1. المشروع البيداغوجي الفردي:
المشروع البيداغوجي الفردي هو خطة تعليمية خاصة يتم
تصميمها خصيصًا للمتعلمين ذوي الإعاقات والاضطرابات، بهدف تلبية احتياجاتهم
الفردية وتحقيق تقدم ملموس في مستواهم الأكاديمي. يُعد هذا المشروع ضروريًا لأنه
يأخذ في الاعتبار قدرات المتعلم وظروفه الخاصة، ويحدد أهدافًا تعليمية قابلة
للقياس والتطبيق. يشمل المشروع تقييمًا مستمرًا للتقدم وتعديلات مرنة في
الاستراتيجيات التعليمية لضمان أن المتعلم يستفيد من التعليم بشكل يضمن نموه
الأكاديمي والشخصي. يوفر المشروع البيداغوجي الفردي فرصة للمدرسين وأولياء الأمور
لمتابعة تقدم المتعلم والمساهمة في تحسين أدائه.
2. استراتيجيات تعليمية فعالة في القسم الدامج:
في الأقسام الدامجة، من المهم اعتماد استراتيجيات
تعليمية مرنة تلبي احتياجات المتعلمين ذوي الإعاقات وتساعدهم على الاندماج بنجاح
في العملية التعليمية. من أبرز الاستراتيجيات:
1. التعليم المتمايز: تعديل طرق التدريس وفقًا لقدرات
ومستويات المتعلمين المختلفة لضمان فهم الجميع للمحتوى.
2. التعلم التعاوني: تشجيع العمل الجماعي بين المتعلمين
ذوي الإعاقات وزملائهم غير المعاقين لترسيخ التعاون والتفاعل الاجتماعي.
3. التكنولوجيا المساعدة: استخدام الأدوات التكنولوجية
المساعدة، مثل البرامج الحاسوبية والتطبيقات التي تدعم تعلم المتعلمين ذوي
الاحتياجات الخاصة.
4. التدريس التفاعلي: تقديم المحتوى الدراسي بطريقة
تفاعلية باستخدام الأنشطة العملية والمرئية، مما يساعد المتعلمين ذوي الإعاقات على
استيعاب المفاهيم بسهولة أكبر.
3. التحديات التي تواجه القسم الدامج:
رغم أهمية التربية الدامجة والمشروع البيداغوجي الفردي،
إلا أن هناك عدة تحديات تواجه الأقسام الدامجة. أبرز هذه التحديات هي:
1. نقص الموارد: تعاني العديد من المدارس من نقص في
الموارد اللازمة لدعم المتعلمين ذوي الإعاقات، مثل الأدوات التعليمية المتخصصة
والمدرسين المتخصصين.
2. ضعف التكوين: يواجه المدرسون في الأقسام
الدامجة تحديات كبيرة في التعامل مع تنوع الاحتياجات الخاصة للمتعلمين، وقد يفتقر
البعض منهم إلى التدريب الكافي لإدارة هذه الفصول بفعالية.
3. الدعم النفسي والاجتماعي: غالبًا ما يعاني المتعلمين
ذوو الإعاقات من ضغوط نفسية واجتماعية نتيجة عدم القدرة على الاندماج بسهولة في
البيئة المدرسية، مما يتطلب تقديم دعم نفسي مستمر.
4. التفاعل مع المناهج: يواجه المتعلمين ذوو الإعاقات
صعوبات في التكيف مع المناهج الدراسية التقليدية التي قد لا تكون مصممة لتلبي
احتياجاتهم الفردية، مما يتطلب جهودًا إضافية لتكييف المواد التعليمية.
المحور الخامس: توثيق علمي للتدخلات التربوية الموجهة للاضطرابات والإعاقات
1. مراجعة الأدبيات العلمية:
تناولت العديد من الأدبيات العلمية التدخلات
التربوية الموجهة للإعاقات والاضطرابات النفسية والمعرفية، وقد أظهرت نتائج ملموسة
في تحسين أداء المتعلمين في البيئة التعليمية. الدراسات المحكمة، سواء العربية أو
الأجنبية، أشارت إلى أهمية توفير تدخلات تعليمية متخصصة، مثل التعليم المتمايز،
استخدام التكنولوجيا المساعدة، والتقييم المستمر. على سبيل المثال، ناقشت بعض
الأبحاث العربية أهمية التربية الدامجة في تحقيق العدالة التعليمية، نذكر منها على
سبيل المثال الدراسة التي قام بها المفتش التربوي، والباحث في مجال التربية والتكوين
عبد الرحمان زيطان، تحت عنوان "التربية الدامجة ورهان الإنصاف والجودة والارتقاء"[6].
في حين تناولت الأدبيات الأجنبية مثل أبحاث "كوفمان"
و"ليبسكي"[7]
أهمية تطبيق استراتيجيات متعددة الحواس في الفصول الدراسية لضمان استيعاب
المعلومات من قبل المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة.
2. دور الأبحاث في تطوير أساليب تعليمية جديدة:
تلعب الأبحاث الأكاديمية دورًا حاسمًا في تطوير أساليب
تعليمية مبتكرة للتعامل مع الإعاقات والاضطرابات النفسية والمعرفية. من خلال
التحليل المستمر للأداء الأكاديمي والسلوكي للمتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة، يمكن
للباحثين التوصل إلى استراتيجيات تعليمية جديدة تُطبق في البيئات التعليمية. على
سبيل المثال، أظهرت الدراسات أهمية التدخل المبكر في معالجة الإعاقات، وأهمية
التعاون بين الأهل والمدرسين لتطوير خطط تعليمية فردية فعالة. تسهم الأبحاث أيضًا
في تحسين فهم المدرسين لكيفية التعامل مع التحديات النفسية والمعرفية للمتعلمين،
مما يؤدي إلى تحسين الجودة الشاملة للتعليم وتوفير بيئة تعليمية أكثر شمولًا
واستجابةً لاحتياجات المتعلمين المتنوعة.
الخاتمة
1. ملخص النتائج:
خلصت الدراسة إلى أن الإعاقات والاضطرابات
النفسية-المعرفية تؤثر بشكل كبير على التحصيل الدراسي للمتعلمين، مما يتطلب
استراتيجيات تعليمية مخصصة، مثل التربية الدامجة والمشاريع البيداغوجية الفردية.
كما أظهرت أهمية التركيز على الخلفية السيكومعرفية لتطوير خطط تعليمية تأخذ في
الاعتبار التحديات النفسية والمعرفية التي يواجهها المتعلمين ذوو الإعاقات.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة عن الفوائد الأكاديمية والاجتماعية للتربية
الدامجة، ودورها في تكريس الاندماج والتفاعل بين المتعلمين.
2. توصيات:
1. للتربويين: ضرورة تنمية مهارات المدرسين في تطبيق
استراتيجيات تعليمية دامجة من خلال تدريب متخصص في التعامل مع المتعلمين ذوي
الإعاقات والاضطرابات.
2. لصناع القرار: توفير المزيد من الموارد المالية
والبشرية لدعم الأقسام الدامجة، وتطوير برامج تعليمية مرنة تستجيب للاحتياجات
الفردية للمتعلمين.
3. للأسر: تشجيع الأهل على المشاركة الفعالة في تطوير
وتنفيذ المشاريع البيداغوجية الفردية الخاصة بأبنائهم.
3. توجهات بحثية مستقبلية:
للتعمق في معالجة الثغرات الحالية في الأدبيات التربوية،
يمكن التركيز على البحث في:
1. أثر التدخل المبكر في تحسين أداء المتعلمين ذوي
الإعاقات في البيئات التعليمية.
2. استراتيجيات تطوير مهارات المدرسين في التعليم الدامج
بشكل فعال.
3. تحليل التحديات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على تطبيق التربية الدامجة في المجتمعات المختلفة.
المراجع
1. Kaufman,
J. S., & Hallahan, D. P. (2015). Handbook of special education (2nd ed.).
Routledge.
2. Lipsky,
D. K., & Gartner, A. (1997). Inclusion and school reform: Transforming
America's classrooms. Paul H. Brookes Publishing Co.
3. Riddell,
S., & Weedon, E. (2010). Equality and diversity in education 2: National
and international contexts. Routledge.
4. Smith,
T. E., Polloway, E. A., Patton, J. R., & Dowdy, C. A. (2016). Teaching
students with special needs in inclusive settings (7th ed.). Pearson.
5. Werner,
S., & Shulman, C. (2013). Does education change attitudes towards persons
with disabilities?. Disability and Rehabilitation, 35(12), 1009-1015.
6. Handbook
of Intellectual Disabilities, Integrating Theory, Research, and Practice,
Book©2019, Editors: Johnny L. Matson
7. بولحية زهيرة، (2021)، واقع الدمج المدرسي
وأثره على التحصيل الدراسي لفئة المصابين بطيف التوحد في المدارس العادية، مجلة الحكمة
للدراسات الفلسفية، المجلد 09، العدد 02، ص 177-196.
8. محمد عبد التواب معوض أبو النور، آمال جمعة
عبد الفتاح محمد، (1438)، استراتيجيات التدريس والتعلم الفعال لذوي الإعاقة الفكرية،
دار الزهراء، الرياض.
7. عوض، ح. م. (2021). الخلفية السيكومعرفية لذوي
الاحتياجات الخاصة وأثرها على التعلم. مجلة البحوث التربوية، 10(1)، 72-85.
[1] تشمل اضطراب طيف التوحد
واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
[2] https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-030-20843-1_48
[3] https://www.frontiersin.org/journals/education/articles/10.3389/feduc.2022.864752/full
[4] https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0210511
[7] المرجعان أعلاه (1 و2).