📁 تدوينات جديدة

"جماجم غاضبة بسبب الطقس البارد" للشاعر المغربي مبارك وساط

"جماجم غاضبة بسبب الطقس البارد" للشاعر المغربي مبارك وساط
 في ديوان "جماجم غاضبة بسبب الطقس البارد"، يقدم مبارك وساط كتابا شعريا لا يشبه كثيرا ما نراه في كثير من دواوين النثر العربية اليوم؛ إنه مزيج من التأملات الذاتية والفانتازيا، من صور تنزلق بين الحسي والرمزي، لتعيدنا إلى تلك الأزمنة التي تهتز فيها الروح أمام برودة العالم وظلاله.

الديوان، الصادر عن دار جدار (الإسكندرية ـ مالمو) في غشت 2025، يضم ثمان وثلاثين قصيدة تمتد عبر حوالي سبعين صفحة. بدايته تشد القارئ بخاصية غريبة: راقصات من زمن قديم بلا أجساد، تنادي ببرودة عابرة تحمل أسماءهن، وأحذية تصدر طقطقة كأن الموت لا يزال يتعلم كيف يراني.

من أهم ما يميز هذا العمل:

• اللغة المشبعة بالمجاز، حيث لا يكفي أن تحس، بل يجب أن ترى الأشياء من جهة أخرى: الثلج ليس فقط بردا، بل ذاكرة، عطش، ربما محنة الروح.

• الانزياحات البصرية: يحول وساط الأشياء اليومية ـ امرأة تمسح طاولة، كتاب، طاولة، حتى مصباح محترق ـ إلى علامات تستدعي أسماء جبال، مواسم، قصصا مفقودة.

• الحضور القوي للغربة والبرودة كحالة روحية لا تنتهي بانتهاء الشتاء؛ فهي عزلة الإنسان، وهي الموت البطيء، وهي الصمت الذي ينبض داخل القارئ أكثر مما ينبض داخل القصيدة.

هذا الديوان لا يهمس فقط، بل يصرخ في برودة الوجود: إن البرد ليس عابرا، وإن الضباب الذي يكسو الأيام يمكن أن يصبح مأوى أو شهادة أو رفضا. هو دعوة للنظر إلى الهفوات، إلى الظلال، إلى الأجساد الغائبة، وإلى الاسم الذي لا يزال يلوح خلف كل هذا الغياب.

مقتطف:

أَيّ حكاية

يهمس لي بها هذا البهلوان

المُطِلّ من نافذتي؟

وَلِماذا يموت أطفال كثيرون

في نهايتها؟

لِماذا يَمُور زَبَد

في أحشاء هذه السّاعة؟

هل تَغمرني الآن مياهُ البَحر

وأنا جالس في غرفتي

فيما قِطّي العجيب

يُثْلج مِن عينيه؟

تعليقات