📁 آخر الأخبار

"سمّني ما شئت" وقصائد أخرى حصرية للشاعرة اللبنانية آمنة ناصر

"سمّني ما شئت" وقصائد أخرى حصرية للشاعرة اللبنانية آمنة ناصر
 

آمنة ناصر | لبنان

سمّني ما شئت 

سمّني ما شئت

شرط أن أكون من أشيائك

سمّني قلادتك

حيث حفرت اسمك

سمّني مفتاح بيتك

لأسبقك قبل دخولك إليه

سمّني عطرك

الذي يلامس قمصانك

ومسامك

سمّني قلقك

لأبقى فكرة تراودك

سمّني ظلّك

الذي لا يتعب من مرافقتك

سمّني مظلّتك

لتتأبّط فيها يداك

وكأننا نرقص تحت المطر

سمّني التنهيدة

في تعبك

ونقطة العرق

المتسلّقة على جبينك

سمّني أزرار سترتك

لأحتمي بك

وأتأكّد بأنّك في غماري

سمّني شمعة ليلك الحالم

والطّيف المرسوم على جدرانك

سمّني الثنية في جفونك

والغمّازة في خدّك

سمّني نور عينيك

أو حتى الظلام

سمّني

خبزك الطازج

وفنجان قهوتك الصّباحية

سمّني الشقاء

إن شئت

والبقاء

سمّني عمرك

في طفولته وشبابه

وأول الشيب في شعرك

سمّني حروف لغتك والكلام

والمقود في سيارتك

دعني أبقى معك

تحت أي مسمّى

ولا تقل بأن حبك أعمى

بل هو نظّارتي

التي أرى عبرها

وهو هوائي

الذي يشرّع بابي

نحو الحياة

سمّني أيّ شيء

حتى ثقباً في الفراغات

وابقني معك

بعيداً كنت

أو قريباً

لأني أحيا بالقرب منك

والبعد عنك يساوي الممات

فأيّ صفة اخترتها لي

أجبني

حتى لو كرهتني

أو أحببتني؟

هل أكون الأمان

أو الإدمان؟

هل أكون الشرّ

الذي لا منه مفر؟

هل حبيبة

أو غريبة؟

هل أكون عابرة سبيل

أم أني فقط ابنة الجيران؟

أيّ مسمّى تطلقه

في سلسلة حول جيدي سأعلّقه

لكن الباب إلى قلبي

أبداً ما عشت

لا أُغلقه

فقل لي يا بسمة أملي

بدونك كيف الدرب سأكمله؟

سأنسى النفس في صدري

فأنت الهواء الذي أتنشّقه

وأنت أنت ثم أنت

إلى انقطاع النفس أعشقه

ودون سبب أعشقه.

آمنة ناصر

الأربعاء ١١ كانون أول ٢٠٢٤


تغيّرت جداً

تغيّرت جداً

وما عدت غبيةً جداً

لكنّي ما عدت أهتمّ

إذا أمطرت السماء أم لا

ما عدت أهتمّ

إن سألت عني أم لا

أتدري لماذا؟

لأنّ قلبي يمطر دائماً

كما يهطل المطر فوق مدينتي

ولأنّه يسألني عنك دائماً

لكنّك بعيد وبعيد

ويحدث لقلبي

أن يتوقّف نبضه

عدّة مرات

كلّما راودته فكرة الغربة

لدرجة أنّه صار غريباً عن روحي

لم يحدّثني أحدٌ عن غربتي

بل لمستُها حقيقة بين يديك

وفي عينيك

سرقتَ منّي نظرتي

في ظلّ القمر

قتلتني بكلمة فقط

وكان قلبي اليتيم الشّاهد على غدرك

أو تدّعي إلى الآن بأنك بريء

وبأنك لم تخنّي يوماً

لأنّك لم تحبّني يوماً

فما أنكرتَ إلا حقيقة

غرّبتني عنك

كنت طفلة صغيرة

عجز لساني عن الدفاع والنطق

تلعثم لساني

وتعثّرت خطاي

وما عساي أن أقول؟

وإلى أين أذهب؟

وكنت تائهةً فيك

وموجوعةً منك

وما زلت أنتظر!

ما زلت أنتظر جرحك

وأنتظر انكسار روحي

اعتدت على خداعك

واعتاد رأسي أن يستند إلى كتفيك

اللذين لم يكونا يوماً لي

إلا ألواحاً من جليد

لم أستطع أن أقتلك في قلبي

كما وعدتك

أعتذر منك

لأنّي لم أتعلّم من خساراتي

في كل مرّة

ولأنّي بقيت تلك الساذجة في الحب.

آمنة ناصر

الأحد ٩ شباط ٢٠٢٥


وجهي من غبار

أحلامي على رصيف الانتظار

تشحذ ملامح وجهي

لتطعمها للطيور

ملامحي بعض فتات من نور

لكنّها لا تخترق ذاكرة أحبائي

ولا أحلامهم الباكية قبل قدوم الشتاء

ما عاد وجهي ينعكس على مراياهم

ولا يخترق شراعهم الأبيض

ولا ليلهم

ما عاد يوقظهم لشرب قهوة الصباح

صار وجهي كغراب أسود في نظرهم

كشيطان دميم

وجهي صار شراعاً غافلاً عن هداية الصباح

وعن هدير الموج الأزرق

شتلة دوّار الشمس

التي يئست من كثرة التفاتاتها نحو الضوء

لكنّ قلبها بقي مطلياً بألوان الظلام

كم راهن الكثيرون على التوائها!

على يأسها من النظر في أعين الشمس

لكنّها ما تغيّبت ثانية عن مراقبة حبيبتها

لكنّ تلك الأخيرة غطست في غياهب البحر دون عودة

فغاب اللون عن وجهي

كما غابت الابتسامة عن قرص دوّار الشمس

الذي صار مرتعاً للطيور

لتسرق منه بذرةً بذرة

حتى فرغ من البذار

ذات نهار

صار قرص دوّار الشمس كما وجهي

واحةً من غبار

آمنة ناصر

الجمعة ٣ كانون الثاني ٢٠٢٥

تعليقات