📁 تدوينات جديدة

المغرب ضيف شرف مهرجان باريس للكتاب 2025: تعزيز الشراكة الثقافية بين ضفتي المتوسط

أكثر من 300 فعالية تجمع بين الأنواع الأدبية والمواضيع المختلفة في هذه الدورة لعام 2025!

يستكشف برنامج مهرجان كتاب باريس 2025 العالم من خلال الرواية، والنثر، والشعر، والقصص المصوّرة، وأدب الأطفال واليافعين، بمشاركة أكثر من 400 كاتبة وكاتب في لقاءات تدور حول القضايا المعاصرة الكبرى.

كما تحتفي دورة 2025 بالأدب المغربي، ضيف الشرف لهذا العام، إلى جانب الأدب العلمي من خلال "العلم للجميع"، والأدب البحري في "معرض البحر"، والأدب الحيّ عبر "الكباريه الإضافي!"، والأدب السينمائي في "القاعة الكبرى للتكييف" و"المدرّج"، والأدب العالمي في "الصالون الدولي".

وكما في كل عام، تنقل إذاعة فرنسا استوديوهاتها لتبث مباشرة وتسجّل برامج فرانس كولتور وفرانس إنتر (البرنامج).

دورة شاملة وغنيّة، منفتحة على الحوارات بين الأنواع الأدبية. إنها احتفال كبير بالكتاب بكل تجلياته.


أصداء الفكر

بتاريخ: 11 أبريل 2025  

المقدمة 

في إطار الشراكة الثقافية المتجددة بين المغرب وفرنسا، احتضن مهرجان باريس للكتاب (Livres Paris) في دورته الـ 43 (11-13 أبريل 2025) المغربَ كضيف شرف، وذلك بمشاركة رسمية رفيعة المستوى، وتحت شعار "الثقافة جسر بين الضفتين". جاء هذا الاختيار تتويجًا للعلاقات الثقافية المتميزة بين البلدين، والتي أرست دعائمها القيادتان السياسيتان، الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. 

السياق السياسي والثقافي للاختيار 

أكدت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، في كلمتها خلال افتتاح الجناح المغربي بالقصر الكبير في باريس، أن اختيار المغرب ليس مجرد حدث عابر، بل هو "تتويج لشراكة استثنائية تعكس الإرادة المشتركة لتعميق الحوار الثقافي". وأشارت إلى أن هذا الاختيار يأتي في إطار خارطة الطريق الثقافية الموقعة بين البلدين في أكتوبر 2024، والتي تشمل مجالات متعددة مثل: 

- التراث والأرشيف (بما في ذلك التعاون في ترميم المواقع التاريخية). 

- السينما والإنتاج السمعي البصري (بدعم مشترك للمشاريع السينمائية المشتركة). 

- الترجمة والنشر (من خلال دعم ترجمة الأدب المغربي المكتوب بالعربية إلى الفرنسية، والعكس). 

الجناح المغربي: إبراز التنوع الأدبي والإبداعي 

تميز الجناح المغربي بعرض أكثر من 500 عنوان، تمثل إنتاجًا أدبيًا متنوعًا بين: 

1. الرواية والقصة: مثل أعمال ليلى سليماني (الحاصلة على جائزة غونكور)، ومحمد برادة، وعبد الكريم جويطي. 

2. الشعر: بإبراز دواوين محمد بنيس وفاطمة الزهراء بنيس. 

3. الأدب الفرنكوفوني: مثل كتابات طاهر بن جلون وأحمد التوفيق. 

4. الكتب الفكرية: كإصدارات عبد الإله بلقزيز وعبد الفتاح كيليطو. 

كما خصص ركن للأطفال، عرضت فيه إصدارات دار النشر المغربية "يونيبوك"، التي تروج للثقافة العربية والأمازيغية عبر قصص مصورة ثنائية اللغة. 

مبادرات تعزيز التبادل الثقافي 

1. دعم الترجمة 

أعلنت السيدة داتي عن تمويل يصل إلى 70% من تكاليف ترجمة الأعمال المغربية من العربية إلى الفرنسية، وذلك عبر المركز الوطني للكتاب في فرنسا، بالتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية. 

 2. بيع الحقوق الأدبية 

تم توقيع اتفاقيات بين دور نشر مغربية وفرنسية لتسهيل تداول الحقوق الأدبية، مثل: 

- بيع حقوق رواية "حرائق الأسئلة" للكاتبة المغربية زهور ونيسي إلى دار غاليمار الفرنسية. 

- ترجمة أعمال الكاتب يوسف فاضل إلى اللغة الفرنسية. 

 3. الرباط عاصمة الكتاب 2026 

أكدت داتي أن فرنسا ستكون شريكًا أساسيًا في فعاليات الرباط عاصمة الكتاب العالمية (اليونسكو 2026)، عبر: 

- تنظيم معارض مشتركة. 

- ورشات تكوينية للناشرين المغاربة. 

ردود الفعل والتغطية الإعلامية 

1. الإعلام الفرنسي 

- وصفت صحيفة "لوموند" الحدث بأنه "اعتراف بالأدب المغربي كجسر ثقافي بين أوروبا وإفريقيا". 

- سلطت قناة "فرانس 24" الضوء على تصريح السيدة داتي بأن "المغرب هو بوابة فرنسا إلى إفريقيا ثقافيًا". 

2. الإعلام المغربي 

- ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا الحدث "يعكس المكانة المتجددة للمغرب كقطب ثقافي إقليمي". 

- نقلت قناة "ميدي 1 تي في" آراء كتاب مغاربة أشادوا بالفرصة لتعريف الجمهور الفرنسي على الأدب المغربي المكتوب بالعربية. 

تحديات وانتقادات 

رغم النجاح الكبير، واجه الحدث بعض الانتقادات، مثل: 

1. غياب بعض الأسماء الأدبية المغربية الفرنكوفونية، مما أثار تساؤلات حول معايير الاختيار. 

2. نقص الدعم اللوجستيكي لبعض الناشرين المغاربة المستقلين، الذين وجدوا صعوبة في تغطية تكاليف المشاركة. 


الآفاق المستقبلية 

 1. مشروع "موسم المتوسط" 

أعلنت داتي أن المغرب سيكون في صدارة هذا المشروع، الذي يهدف إلى: 

- تعزيز التبادل الثقافي بين دول البحر المتوسط. 

- إنتاج أعمال فنية وأدبية مشتركة. 

 2. تعاون أكاديمي 

جرى التوقيع على اتفاقية بين جامعة السوربون وجامعة محمد الخامس لإنشاء برنامج مشترك لتدريس الأدب المغربي في فرنسا. 

 الختام: لماذا يعد هذا الحدث علامة فارقة؟ 

يؤكد اختيار المغرب ضيف شرف على: 

- التحول في السياسة الثقافية الفرنسية نحو تعزيز الشراكات مع إفريقيا. 

- الدور المحوري للمغرب كنموذج للتنوع الثقافي في المنطقة. 

كما قال الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي: 

"هذه فرصة لفرنسا لاكتشاف أن الأدب المغربي ليس فرنكوفونيًا فقط، بل هو أيضًا ناطق بالعربية والأمازيغية، يحمل تنوع الهوية المغربية الأصيلة." 

---

للزوار: 

- مواعيد الفعاليات: حتى 13 أبريل 2025، من 10 صباحًا إلى 8 مساءً. 

- الموقع الرسمي: Accueil - Festival du Livre de Paris

تعليقات