📁 تدوينات جديدة

"الناشرون الإماراتيون" يُحلقون بحكايا الطفل الإماراتي إلى العالم من بولونيا: إنجازات ومشاريع مبتكرة في معرض الكتاب الدولي 2025

"الناشرون الإماراتيون" يُحلقون بحكايا الطفل الإماراتي إلى العالم من بولونيا: إنجازات ومشاريع مبتكرة في معرض الكتاب الدولي 2025
 

اكتشف كيف نجح الناشرون الإماراتيون في معرض بولونيا 2025 في تعزيز حضور الأدب الإماراتي عالميًا عبر شراكات استراتيجية وإصدارات مبتكرة تجمع بين الأصالة والابتكار.

الشارقة، 03 أبريل 2025:

في خطوة تعكس ريادة الإمارات في تعزيز الحضور الثقافي عالميًا، نجحت جمعيةالناشرين الإماراتيين في ترك بصمة لافتة خلال مشاركتها في معرض بولونيا لكتاب الطفل 2025، الذي يُعد أحد أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في أدب الطفل واليافعين. وانطلقت فعاليات المعرض في مدينة بولونيا الإيطالية من 31 مارس حتى 3 أبريل، بمشاركة نخبة من الناشرين والمبدعين وخبراء الصناعة من حول العالم، في حدث يجسد التزام الجمعية بدعم صناعة النشر المحلية وفتح آفاق التعاون الدولي.

بولونيا: منصة عالمية لإبراز الإبداع الإماراتي

تحت شعار "نقل الحكايا الإماراتية إلى العالم"، مثّلت المشاركة الإماراتية استراتيجية طموحة لتعزيز مكانة المحتوى الأدبي الإماراتي الموجه للأطفال، والذي يجمع بين الأصالة الثقافية والابتكار التربوي. وتمكنت الجمعية، عبر جناح تفاعلي جمع أبرز دور النشر الإماراتية، من تسليط الضوء على تنوع الإصدارات التي تواكب الاتجاهات العالمية في تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى النشء، مع الحفاظ على الهوية الوطنية.

أبرز المشاركين: إبداعات تخطف الأنظار

شهد الجناح الإماراتي مشاركة نوعية لدار نشر رائدة ومشاريع ناشئة، منها:

دار أجيال للنشر والتوزيع: بقيادة الدكتور عبد الله الشرهان (نائب رئيس الجمعية)، قدّمت الدار مجموعة من القصص التفاعلية التي تدمج بين التكنولوجيا والتعلم، بهدف تنمية مهارات حل المشكلات لدى الأطفال.

دار قصص كيوي: برؤية الكاتبة سحر نجا، ركّزت إصداراتها على حكايات عاطفية تعزز الذكاء الوجداني، مستخدمةً رسومًا فنية جذابة تتناغم مع خيال الصغار.

دار حزاية: تحت إدارة دلال حسين الجابري (خريجة صندوق "انشر")، قدمت الدار مفهومًا فريدًا بجعل الطفل "بطل قصته"، عبر كتب مخصصة تدمج الثقافة الإماراتية مع حكايات عالمية.

دار سُحب: بقيادة فاطمة الحمادي، تخصصت في إنتاج كتب تعليمية ملهمة لأصحاب الهمم، معززةً مبادئ الدمج المجتمعي عبر قصص مصورة بلغات متعددة.

"الناشرون الإماراتيون" يُحلقون بحكايا الطفل الإماراتي إلى العالم من بولونيا: إنجازات ومشاريع مبتكرة في معرض الكتاب الدولي 2025

شراكات استراتيجية: تعزيز التوزيع العالمي

أكد سعادة راشد الكوس، المدير التنفيذي للجمعية، أن المشاركة هذا العام هدفت إلى بناء تحالفات نوعية مع كبرى دور النشر العالمية، حيث قال:

"معرض بولونيا ليس منصة لعرض الإبداعات فحسب، بل بوابة لتصدير المحتوى الإماراتي المتميز. نجحنا في عقد أكثر من 50 اجتماعًا مع وكلاء حقوق نشر ومسوقين دوليين، مما يعزز فرص وصول إصداراتنا إلى أسواق أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية".

وأضاف الكوس أن الجمعية عملت على توفير دعم مخصص للناشرين الناشئين، عبر تمويل عمليات الترجمة إلى لغات مثل الإسبانية والفرنسية والصينية، مما يوسع دائرة الجمهور المستهدف.

رؤية استباقية: صناعة النشر في قلب الاقتصاد الإبداعي

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله الشرهان أن هذه المشاركة تأتي تماشيًا مع رؤية الإمارات لتعزيز الاقتصاد الإبداعي، قائلًا:

"نسعى لجعل صناعة النشر ركيزةً للتنمية المستدامة، عبر دمج التكنولوجيا في الإنتاج الأدبي، واستقطاب الكفاءات الشابة. معرض بولونيا أثبت أن الناشر الإماراتي قادر على المنافسة دوليًا بمعايير إبداعية عالية".

نجاحات ملموسة: أرقام ومبادرات

توقيع 12 اتفاقية لترجمة إصدارات إماراتية إلى 8 لغات.

إطلاق مبادرة "حكاية من الإمارات" بالشراكة مع منصات رقمية عالمية، لتوزيع الكتب الإلكترونية مجانًا لمدة محددة.

تسجيل زيادة بنسبة 40% في طلبات توزيع الكتب الإماراتية عبر قنوات التجزئة الأوروبية مقارنةً بالعام الماضي.

صندوق "انشر": دعم الاستدامة وتمكين الشباب

برزت مشاركة خريجي صندوق الشارقة لاستدامة النشر ("انشر") كقصة نجاح ملهمة، حيث مثّلت دور "حزاية" و"سُحب" نموذجًا للشركات الناشئة التي تحوّلت إلى منافس قوي في السوق الدولية خلال عامين فقط. وأكدت دلال الجابري أن الدعم المالي والتدريبي الذي قدمه الصندوق ساهم في تطوير خطط تسويقية ذكية، بينما أشارت فاطمة الحمادي إلى أهمية التخصص في فئة "أصحاب الهمم" كعامل جذب للشركاء الدوليين.

اتجاهات عالمية: كيف أثّرت الإصدارات الإماراتية؟

حظيت الكتب الإماراتية باهتمام لافت من الخبراء، لا سيما تلك التي تجمع بين القيم الإنسانية والتصميم التفاعلي. ومن أبرز الملاحظات:

·      تفاعل الناشرون الأوروبيون مع فكرة "القصص المخصصة" التي تقدمها دار حزاية، والتي تسمح للأطفال بإدخال أسمائهم وشخصياتهم في الحكاية.

·      إشادة منظمات تعليمية بكتب دار سُحب لدقتها العلمية في شرح مفاهيم مثل التنوع البيولوجي والتسامح عبر لغة بصرية مبسطة.

·      اهتمام وكلاء الحقوق الأدبية بدمج الثقافة الإماراتية (كحكايات البحر والتقاليد البدوية) في قصص عالمية، كفرصة لتوسيع آفاق الأدب العالمي.

تحديات وفرص: رؤى مستقبلية

على الرغم من النجاحات، يرى الناشرون أن هناك تحديات تتطلب تعزيز التعاون المحلي، مثل:

·      ضرورة زيادة عدد المترجمين المتخصصين في أدب الطفل.

·      أهمية تطوير منصات توزيع رقمية عربية ذات انتشار دولي.

·      دعم الرسامين الإماراتيين للاندماج في المشاريع العالمية.

خارطة الطريق: ما بعد بولونيا 2025

كشف المشاركون عن خطط طموحة تستند إلى النتائج الإيجابية للمعرض، منها:

·      إطلاق "مختبر الإبداع الرقمي" بالتعاون مع شركات تكنولوجيا إماراتية، لإنتاج كتب واقع معزز (AR) تفاعلية.

·      تنظيم "منتدى الشارقة لأدب الطفل العالمي" في أكتوبر 2025، بدعوة ناشرين عالميين لاستكشاف البيئة الإبداعية الإماراتية.

·      توسيع مشروع "الكتاب المسموع" بصوت شخصيات إماراتية مشهورة، لدعم الأطفال ذوي التحديات البصرية.

بولونيا في عيون المشاركين

وصفت الكاتبة سحر نجا المشاركة بأنها "نافذة لاكتشاف آفاق غير محدودة"، بينما أكد الدكتور الشرهان أن الحضور الإماراتي "رسّخ صورة الإمارات كحاضنة للإبداع القادر على تجاوز الحدود الجغرافية".

الخاتمة: ثقافة الإمارات تصل للعالمية بلسان الأطفال

تمثل مشاركة الناشرين الإماراتيين في بولونيا 2025 نموذجًا ناجحًا لاستراتيجية ثقافية متكاملة، تجمع بين تمكين الكفاءات المحلية وبناء الشراكات الذكية. وبينما تحلق حكايا الإمارات إلى عالمية لا تعرف الحدود، يثبت القطاع الثقافي مرة أخرى أنه سفيرٌ استثنائي لرؤية الدولة في ترسيخ الحوار الحضاري وبناء جسور المعرفة بين الشعوب.

"الناشرون الإماراتيون" يُحلقون بحكايا الطفل الإماراتي إلى العالم من بولونيا: إنجازات ومشاريع مبتكرة في معرض الكتاب الدولي 2025

……………………………………………………

الكلمات المفتاحية: الناشرين الإماراتيين, معرض بولونيا لكتاب الطفل 2025, أدب الطفل الإماراتي, الشراكات الثقافية الدولية, صناعة النشر في الإمارات, اقتصاد إبداعي, استدامة النشر, كتب تفاعلية, أصحاب الهمم, الهوية الإماراتية.

تعليقات