📁 آخر الأخبار

قصائد حصرية للشاعرة التونسية أميرة فهري

قصائد حصرية للشاعرة التونسية أميرة فهري 

أميرة فهري | تونس 

ظلُّ الحنين

حينما أرحلُ بعيدًا، يبقى ظلُّ الحنينِ يلاحقُني، كأغنيةٍ عتيقةٍ تُعيدُني حيثُ كنتُ. أعانقُ فراغَ الصمت

حينما أمضي بعيدا عنك
يظل الحنين عالقا بي
كعطرٍ لا يُنسى
كأغنيةٍ عتيقةٍ تسكنُ الروح
أتأرجحُ بين فراغٍ عميقٍ
وأثرِ قدميك على درب الذاكرة
كيف أنسلُّ من ظلِّك؟
وأنت في كلِّ زاويةٍ
تنسج قصائد لم يكتبها أحد
أعانق الصمتَ
وأكتبُ اسمك على الماء
لكني كلما ظننتُ أنني نسيت
عاد صوتك يناديني
.من بين أصواتِ الريح

أغصانٌ يابسة

هجرَتْنا الفصولُ كما يهرب النهار من عينيك، تركتنا أغصانًا يابسةً، نتأرجحُ بين الريحِ وحلمِ المطرِ المفقود

على أغصانِ الذكرى نقفُ
نهتزُّ مع الريحِ بلا قرار
كلُّ حلمٍ كانَ نديًّا
صارَ حطامًا بين أيدينا
كيف غادرتنا يا فصولُ الأمل؟
وكيفَ استحالَ المطرُ سرابًا؟
ننتظرُ العودةَ كما تنتظرُ الأرضُ البذور
لكنَّ الرياحَ تقسو
ولا تحملُ إلا رمادًا
أيتها الشمسُ التي غابت
هل سترجعين يوما
لتنثرين ضياء
في حقولِ أرواحنا؟

نافذةُ الأمس

من نافذتي أراقبُ الأمسَ يعودُ متسللا، يكتبُ على زجاجِ القلبِ قصصا لم نُكملها. أين ذهبَت أجنحةُ الأمل؟

من نافذتي الصغيرة،
يعودُ الأمسُ متسللا،
يُعيدُ ترتيبَ الفصولِ في دفترِ العمر.
على زجاجِ القلبِ،
تنمو قصصٌ لم تكتمل،
مثل أحلامٍ تائهةٍ بينَ الغيمِ والمطر.
أين أجنحةُ الأمل؟
هل كسرتْها ريحُ البُعد؟
أم غمرها صمتُ الرحيل؟
أُراقبُ ظلَّ الوقتِ،
وأُحاولُ القبضَ على اللحظاتِ.
لكنَّ الأمسَ يهربُ دائمًا،
يتركُ خلفهُ صدى الذكريات،
ويأخذُ معهُ كلَّ أجنحتي.

همساتُ الغياب

لا صوت بعد صوتك، لا ألوان سوى رماد الفقد. كيف يحتملُ القلبُ هذا الفراغ الموجع؟

الصمتُ يهمسُ في أُذني،
يروي قصصا عنك،
لا ألوانَ بعد صوتك،
فكلُّ شيءٍ رماد.
كيفَ يحتملُ القلبُ هذا الثِقل؟
كيف يواجهُ فراغًا بحجمِ الغياب؟
كلُّ ركنٍ يحملُ أثرك،
كلُّ زاويةٍ تُعيدُني إليك.
لكنَّ المسافاتِ قاسية،
تُجردُ الروحَ من دفءِ الأمل.
أمدُّ يدي إلى الفراغ،
لعلني أمسكُ بظلك،
لكنهُ يذوبُ مثلَ السراب،
ويتركُني في وحشةٍ بلا حدود.

وجهٌ غريب

بينَ الجموعِ أبحثُ عنك، فأصطدمُ بوجوه غريبة، كلها تملك ملامحَك، لكنَّها لا تشبهك أبدا.

في الزحام تائهةٌ،
أبحث عن وجهِك بينَ الوجوهِ.
أجدُ ملامحك في كل غريب،
لكنَّها ليست أنت.
العينانِ تحملانِ حزنك،
الشفتانِ تُخبئانِ صمتك،
واليدُ... ليستْ يدك.
أعيد رسم وجهك
في ذاكرتي الممزقة.
لكنَّ الصور تتلاشى،
وتتركُني بينَ الحقيقةِ والخيالِ.
أهذا هو الفقدُ؟
أن ترى العالمَ مرآةً
تعكسُ ملامحَ لا تكتمل؟

تعليقات