📁 تدوينات جديدة

"قبل الولادة" ونصوص أخرى للشاعرة نسرين بريطع

تواصل الشاعرة اللبنانية نسرين بريطع إبهار قرّاء منصة "أصداء الفكر" بجماليات شعرها التي تتسم بالعمق والصدق العاطفي. في نصوصها الجديدة، "قبل الولادة"، "مجرم حب"، و"على شرفات العمر"، تتجلى قدرتها على التعبير عن تفاصيل النفس الإنسانية بتشابك بين ألم الفقد وحنين الذكريات.
تُبحر نسرين بريطع في عوالم الحنين والفقد، مرسومةً بخطوط من المشاعر المتدفقة، حيث تتراقص الكلمات على إيقاع شجنٍ صادقٍ يأخذ القارئ في رحلة بين الماضي والحاضر. ومن خلال صورها الشعرية الغنية والمفعمة بالإيحاءات، تستدعي الشاعرة أسئلة وجودية حول الحب والخسارة، وتقدم لوحات إبداعية تنبض بالإحساس العميق والتأمل.
تُثبت نصوص نسرين مرةً أخرى أنها شاعرة تمتلك نبرة مميزة وصوتًا قادرًا على التأثير في القارئ، بما يعكس رؤيتها الإنسانية والتزامها الجمالي، لتبقى أعمالها شاهدة على إبداع شعري يتسم بالأصالة والتميز.

"قبل الولادة" ونصوص أخرى للشاعرة نسرين بريطع

نسرين بريطع | لبنان

قبل الولادة

كان فيما كان

كان من عادةِ العرب

أن يئدوا بناتهم عند الولادة

أما أنا

ولعلّي الأكثرُ حظاً

بين قريناتي

سُلِبت مني روحي

يوم أكملَ القمرُ

من عُمرِهِ الورديّ

خمس عشرَة نبضةً

وبسمة

قُبيلَ مراسِمِ تَتوِّجِهِ مَلِكاً

على عرشِ العِشق

ذُبِحَ.... قبلَ الولادة

ولِتكتمِلَ طقوسُ الحفلِ العظيم

رُحتُ أتمايلُ على وقعِ

صَهيلِ ذاك الذّبيحِ

المُشَظّى بين أضلعي

 صهيلُ فرحٍ مِن فرطِ السعادة!!

ورُحتُ أرقُصُ

على إيقاعهِ الصّاخب

أرقُصُ وأرقُصُ...

 دون هوادة

ولازلتُ أرقُصُ من حينها

 فرحاً

تأخُذُني النَّشوةُ

كُلَّما ارتشفتُ من نبيذِ دمي

أيها السادة!!

مجرم حب

مُجرِمُ حُبّ

لِمَ عُدت يا قاسي القلب

لِتفتح كتاب الماضي الأليم

لِمَ...؟!

لِمَ ترجَّلتَ عن صهوةِ جوادك

وامتشقت يراعك الأثيم

لِتسلُبَ عُذريَّةَ أوراقيَ البيضاء

وتخُطَّ عليها

حروفَ اسمك

ترسم ملامح وجهك

وتَضُخَّ في شرايين أوصالها المقطعة

سيلاً

من الشَّوقِ والحنين

لِمَ...؟!

لِمَ أيقظتَ الحُلمَ النَّائم

بين السطور

وقد غفا مُتعباً

على هَدهدةِ الأنين

لِمَ...؟!

لِمَ عدت لِتنفُخَ فيه الروح

وقد تلوتُ عليه صلاتي

وكفَّنتهُ بأشفار مقلتيَّ

وأرقدتهُ بسلام

في حنايا القلب

أنتظر لقياه حين مماتي

لِمَ...؟!

لِمَ عدت

لتحْييه ما دُمتَ سترحل

أيلذُّ لَكَ عذابي؟

أم أنَّ حياتك بذا غدت أفضل؟!!

وأيُّ مجدٍ في صرعِكَ قتيل الهوى

يا ملِكَ الهوى؟

إذن

اِغمد نصلك في دمي

وسجّل قبل رحيلك

على أوراق عمري الذابل

نصرك

بحروف من دمٍ ودمع

ودَعِ الصدى يُردِّدُ على طول المدى

آهات روحي التائهة

في زوايا الماضي المعتمة

سلام عليك

أيها الراحل إلى الماضي الأليم.

على شرفات العمر

ترَجَّلَ عن صَهوَةِ الماضي الجَميل

وَمَضى...

يَمشي على دُروبِ آلامِها وآمالِها...

 بِخطىً حَنونَةٍ دافئة

يَتَحَسَّسُ جَمرَ أشواقِها

ويُفَتّشُ في شُقوقِ الزمن

بينَ ضُلوعِها

 على " أُمنيةٍ "

قد غَفَتْ على شُطآنهِ الحالمةِ

ليرويها مِن فَيضِ روحِهِ

رَشفَةَ حنينٍ

هُناك...

وفي مُنتَصَفِ الطريق

عِندَ مُنعَطَفِ الحُلُم...

....غابَ طَيفُه....

وغابت معهُ

على شُرُفات العُمر....

قَصائدُ روحِها الهائمةِ...

تعليقات