سعاد الرايس | المغرب
أمانة الحرف
حين تنقر الحروف على الباب
تقف عند العتبات
هل تأتي في جولة استكشاف
أم نحن
من نحتاج إليها لترجمة الحال
وآفاق تحليقها
هل تفسحها أجنحتها
أم نحن نفسح لها المجال..
هل نرسم الكلمات
أم ترسمنا؟
هل تفيض علينا بمائها
أم تفيض بها الصدور
واللوحات المرسومة
هل هي التي تشكلها
أم هي المعاني التي تسكن الذات
تؤثث فضاء السطور
هي أسئلة شتى
تثير خفايا الأمور
لكن الأكيد
أننا الأمناء على حروفنا
وعلى حياتها بسلام
وهي الأمينة على ما نكتبه
توثقه في كل عبور
هي أمانة كبرى لنسمو
ويحيا كل حرف مسطور.
عجيبة أنت
أيتها الحروف
بطاقتك تدفأ الذات
تضيء الشموع
تذوب ونذوب سويا
لحد الانصهار
لحد الاحتراق
ولأنك حروفي
من شجرة مباركة
من أنقاض احتراقك
ينبعث الربيع
تتجدد شعلة الروح
عجيبة أنت أيتها الحروف
في برد الأيام
تدفئينني
في فرحي تضمينني
ولما الزمان يوجعني
في جمرك ألقي أوجاعي
فتحيلينها رمادا
لأحيا بسلام.
لغة الورود
بينما ورود
بعطرها تتباهى
على مرأى العيون
بأسرارها تتناجى
عبر الهواء
تنشر قصص عشقها
وجداول الكلام جذلى
تتدفق بدلالها
ورود أخرى.. خجلى
تكاد تكتم أنفاسها
في صمت
تعاتب نفسها
فما مزجت عطرها
بالمياه المنسابة
وما تركت
بين الجداول توقيعها
لكن للصمت لغة
وأوراق الورد عيون
يغازلها النور
فتلمع في المرايا
وينتشر العطر
تميزه شفافية العبور.
ريشة من جناحيك
سأعود إليك يا حمامتي
وأروي لك حكايتي
أنا المنفية في زمن الاغتراب
أنا ريشة من جناحيك
طارت بها الرياح
مهما بعدت
إليك تعود بي الأشواق
بإلهامك أحلق
أرتاد الآفاق
ثم آوي إلى عش الأمان
يا حمامة السلام
سأعود إليك
ريشة ترسم محبتك بالألوان
تهديك لوحات
من صميم الوجدان
من وحي عشقك
للفن والجمال
سأعود لأهديك لحنا
من عزف الأشعار
على أوتار الحنين
وأجنحة الأسفار
مهما بعدت عنك
أنت يا حمامتي
من تلهمينني
تنعشين ذاكرتي باستمرار.