📁 تدوينات جديدة

"سفينة الشوق" وقصائد أخرى من إبداع الشاعرة ليلى الراضي إيدن

تُطلّ الشاعرة المغربية ليلى إيدن الراضي على قرّاء منصة "أصداء الفكر" لأول مرة بنصوص شعرية غارقة في عذوبة الحنين وعمق المشاعر الإنسانية، حيث تتأرجح قصائدها بين عواصف الاشتياق وهدوء لحظات التأمل. في هذه الرحلة الأدبية، تنسج الشاعرة لوحات شعرية تتمايل فيها الأشرعة على أنغام العشق ونسائم الأمل، لكنها لا تخلو من انكسارات الألم ووجع الفراق. كلماتها تحمل بريق الحلم رغم ظلال الحزن، وتُظهر براعتها في التعبير عن أدقّ أحاسيس النفس البشرية. هذا النصّ يمثل انطلاقة واعدة في مسيرة إبداعية تستحق المتابعة، ويؤكد أن ليلى إيدن الراضي قادرة على المزاوجة بين جمال اللغة وصدق الشعور بأسلوب يُلامس القلوب. 

سفينة الشوق وقصائد أخرى من إبداع الشاعرة ليلى إيدن الراضي

ليلى الراضي إيدن | المغرب 

سفينة الشوق 

أبحرَت في بحر الهوى 

سفينة الشوق 

تداعب أشرعتها 

نسائم العشق 

تحذوها...

تراتيل العصافير

وحفيف التوق

يطوقها بعقود

من بساتين

ويتوجها بأكاليل

من ياسمين

أنظر إلى الشمس

ومطلعها

فلا أجد غيرك

روحا لقلبي

وبين أضلعي مسكنها

الحنين إليك

يسري بوريدي

يداعب صمت الاشتياق

كرياح تهب بأرق الهمسات

لا... لا... بل كطوفان

يغزو الأعماق

فيجعل الروح تئن

والقلب من الشوق يحن

فتتدفق العبرات

من الأحداق...

ستورق أشجار الهوى

في نظرتك حنين وشوق

رماها الجوى

 في حقل شبابي...

في بسمتك بريق نور

أضاء حولي ليالي عذابي...

فاضت العبرات صبابة مني

مع كل نبضة تتدفق

خلايا عشقك في شراييني ...

آه كم أشتاقك

 يا كلي حد الإدمان

حبيبي لا زلت أرعى مودتك

وفي الحنايا لك لوعة

حنين وآهات...

يخفق الفؤاد كلما ذكرتك

وألزم الدعاء رغم المسافات

ستورق أشجار الهوى وتثمر

ويتبعها ربيع يزهر بالمسرات

 إني أراك بنبض القلب

 لا بنظري

ونظرة القلب فوق

 الريبة والعثرات...

لقاء السحاب

حين يأتي الشتاء

أذرف دمعا

لعل حرقته تدفئني

أضرب عن الطعام

أعلن العصيان

لعلك تدنيني

هل سنكمل مشوارنا

أم نلتقي فوق السحاب

خذلتني قهرتني

طويت شراع الهوى

سقيتني ألوان العذاب

 أشعلت النيران

 وكأن ما كان بيننا

سراب

لملمت بقايا جراحي

كما يلملم الشاعر

قوافي الشعر

ولم تعد سوى الذكريات

تحرق بقايا العمر

تركتني للشجون

وخلفت وراءك

الحزن والقهر

هلا أتيت

ورفقت بحالي

فطيفك يجول

بين جنباتي

ها هو العمر يمر

وتقتل أمنياتي

اهجر كما تشاء

وإياك أن تفتش على مكاني

دعني أموت حسرة

وأعيش على الذكريات

سوف أدفن أحلامي

ورغباتي

وأمنّي النفس بلقاء

في السحاب

أمارس فيه طقوس

عاداتي...

تعليقات