📁 تدوينات جديدة

1.غربة روح 2.مشاعرة مقيدة | بقلم: فاطمة الزهراء دحماني

1.غربة روح 2.مشاعرة مقيدة | بقلم: فاطمة الزهراء دحماني
 فاطمة الزهراء دحماني | المغرب

غربة روح

رحلت إلى هناك...

أبحث عن نجمي الغائب

في غسق ليل بهيم ملتهب

لأنسج منه للنسيان أثوابا

فصلها وبها كساني سقما

مشيت على رمال الحنين

بمجذاف أتعبته السنين

غريقة قد شط بي النوى

وهام في حشاي كاللظى

أعانق آنات الفراق بمر الطعنات

ألملم بقايا نعشي من الصدمات

أسامر جمر الغضا بصرخات

دثرتها تنهيدة أمنيات

وحيدة بلا عكاز ولا كتف

في ثنايا الهجر أرتجف

ما لي غطاء بدفئه ألتحف

أسير حافية فوق ركامي المنجرف

على ضوء قنديل البوح

يتسرب من مسامات الروح

صمت منكسر وعجز مكبوح

على أعتاب وسادتي الخالية

تسند شظايا أحلامي المتعبة

والعيون مسهدة من لظى كمد

 دموعا... فيضها عتب

 عبثت بها أشواق تحتضر

حين غابت عن أبراجها أقمار

طال الغياب والبعد أضناني

وتلاشت على الأرجاء أمساج أفكاري

تلحفت اليتم والهجر ردائي

دفنت أمنياتي بسراديب انطوائي

 لأهرب من شوق يتدفق في لحد آلامي

إلى أعماق محيط غدرت بمراكبه الشطآن...

أيها الشوق الناضج على الأغصان

تريث...

 لعل الغائب يسمع حفيف أشجاني

فعصفه قد كواني أنينا

فاضت مشاربه في جيوب أكفاني

من شدة النوب يتسيدني

أفتش فيه عن سنبلة خضراء...

أزرعها أكواما من الشوق

ألهبت أشجاني بسهم أرداني

في أكف الضياع وغربة الأركان 

همسات كئيبة تناثرت حباتها

على رصيف الحرمان

تتردد في خافقي والوجدان

وجه أمي ...

ظل أبي ...

ابتسامة إخوتي...

وبعض صور طفولتي..

المكسورة على تلك الأرض

التي لا تعرف الموت ولا النسيان...

مشاعر مقيدة

إحساس غريب يراودني

بداخلي طفلة لا تريد أن تكبر

وكأني ما زلت في عالمي الطفولي

أحس ببراءة الأطفال

أريد أن أجري

أقفز، بل أحيانا

أريد أن أطير

وأحلق بعيدا

لأهرب من واقعي المؤلم

أنني أنثى لا تقبل أن تضعف

فكبريائي يجعلني أصمت

فأنا لا أحب الكلام المنمق

ولا أعرف قراءة ما وراء السطور

لذلك أختار الصمت

لأنه قد يكون أحيانا

رسالة موجهة

كما أنه قد يكون جوابا لبعض الظنون

أستطيع من خلاله

قول ما لم أقله

والكلام فيما لم أتكلم فيه

أجمعه لأخلعه كما أشاء

أجعله في نفسي

منتظرة صدوره

كلمات حية تمشي أمامي…

كلمات… رغم الصمت

تعبر بصدق عما يخالج صدري

الذي يصل أنينه عنان السماء

فيحتضن النجوم المشعة

تتحول إلى غمام كالح

معلنا تضامنه

بسقوط عباراته على أرض قاحلة

لتفوح منها لغة الكلام

فرغم صرير الذاكرة المتعب

ما زالت أقلامي تكتب

تدون الشوق الذي يعتريني

من مشاعر مقيدة

وأحاسيس العدم

لكنها ظلت

وستظل حبرا على ورق…

تعليقات