📁 تدوينات جديدة

إلى أين ستمضي بنا الكتب؟ | حسن امحيل

إلى أين ستمضي بنا الكتب؟ | حسن امحيل

حسن امحيل | المغرب 

يستعد معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 لإطلاق دورته الـ43 تحت شعار "هكذا نبدأ"، محوِّلًا بذلك "الكتاب" إلى محورٍ يعبِّر عن بداية كل شيء – بداية المعرفة، الحوار، وتبادل الثقافات. هذا الشعار يتجاوز كونه عبارة أدبية، ليصبح دعوة مفتوحة للاعتراف بأن الكتب ليست مجرد كلمات مطبوعة، بل هي جسور تتواصل عبرها المجتمعات وتتلاقى الثقافات. ويأتي اختيار المغرب كضيف شرف ليضفي بُعدًا ثقافيًا عميقًا، مقدماً فرصةً لاستكشاف التراث المغربي الغني والفكر الأدبي العريق، ما يفتح آفاقًا للتأمل حول كيف تندمج الثقافات وتتلاقى تحت سقفٍ واحد.

إن المعرض، الذي يضم أكثر من 2500 ناشر من 112 دولة، يقدم منصةً واسعة للحوار المعرفي، ويشمل فعاليات تعليمية وتفاعلية متعددة تجمع الكتّاب، القراء، والمثقفين من مختلف الجنسيات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكن أن تستمر الكتب في أداء دورها في عالم يتسارع فيه التطور الرقمي والتكنولوجي؟ وهل تظل الكلمة المكتوبة وسيلة أساسية لبناء الحضارات وصياغة القيم في عصر تتضاعف فيه وسائل الترفيه والتسلية؟

في هذا السياق، تدعو مجلة "أصداء الفكر" قراءها للتأمل في هذه الأسئلة الجوهرية، والتفكير في الدور المتجدد للكتاب كأداة لبناء الإنسان وصياغة المستقبل. فبين ورش العمل، والجلسات الحوارية، والفعاليات الثقافية، يبقى الكتاب هنا أكثر من مجرد صفحات، بل هو بذرة لبداياتٍ جديدة، وطريق للتواصل الذي تتوق إليه الإنسانية.

فإلى أين ستمضي بنا الكتب؟ وهل سنتمكن من الحفاظ على شغفنا بالقراءة في عالمٍ يزداد تعقيداً كل يوم؟

تعليقات