المملكة المغربية | زهرة أحمد بولحية
زكام
1
القصيدة أصابها الزكام
وعكة النص في عملية التفاهة صارت أجناسية
ترجمان لتشيخوف
بلسان عربي استهجن اللعب
سك الممرات
ومن براري الثلج رقص النص في خلوة المجاز
2
على حافة الكلام الكل صار بهلوانا
كراكيز تمضغ الوحل
وتغص بالكلام
ما جدوى أن تكون شاعرا إذا لم يصبك النص بالزكام
إذا لم يحك جلدك هاتف
يلهمك جريدة
أو حتى حديثا عن نهاية العالم
3
قليلون من يتنبؤون بمصير قصيدة
وهي امتلاء بالمكاشفة
بالمسارح الطلقة
والحقول المفخخة
لا كناية عن تعريض تنقد ماء وجه اللغة
صارت مقامرة ملعوبة على سخرية العادة
حيث الأشياء الناعمة
والمطر وكل ملامح الغجر
طيور سنونو تطعم الحروف
لترسم على جبين الماء لوحات
ليال شتوية وانسياحات...
الليل بهيم
تمشي نحو السيارة الداكنة وألبيرتي شاهد
غرناطة على الضفة
تناجي الوادي الكبير
تُقرع نواقيس غريبة
النجوم بحسرتها
في السماء جريحة
الجمال أغواه صمت الأغاني
فسكن أشعار لوركا
بين الزيتون والياسمين... ترك الغصن شاحبا
تشرحه سكاكين الحنين
يئن بحسرة معلقة...
وعلى جذع شوكة انغرست صورة
عديمة الأنفاس...
هكذا نحن المتغيرين
لنا قلوب الصغار
قطعة حلوى تفرحنا
ضحكتنا لا تموت
قد نخبئها خائفين
من أرادنا فليحفر في الجبين
اسما على شاكلة باب...
ننفخ غضبا
فتتجعد الشفاه بابتسامة عيد
والليل بهيم...
شد وِقفتك في عرس الغمام
ما يفتح شهية السؤال...
وجه الهروب
كلنا شاربون من حمإ الهاربين
ضاجون من الضجة
و نشيج الحنين
ما عاد يغوينا
بريق الحالمين
يكشف وجهه الهارب...
و على ضفة الخذلان...
جسم يافع...
يرقص على مقص الوقت...
هكذا تحكي العصافير
قصة نتف الريش...
عندما جلستْ مرة على الشرفة تتسلى
في انتظار عودة عفريت
يعيد الزبد للبحر
اقتعدت الصخور
وبدأت تعد ريشها...
وصلت المليون... وليلة حمئة
هرب فيها الظلام
وأبقى الحلكة تحرس الوجوم...
حين فجأة طفا على السطح جسم غرير
هارب من الريح...
ومن ضرام المتفرجين...
حدود داري
حدود داري
حدود الرؤيا
حيث تصل الرياح
حيث تطوف الفكرة
ويبلغ البحر مداه في الارتجاج...
لن تَضُرَّ النار
إذا شغف المقاومة
غلب المساومة
وبلغت المحاربة
حدود الإعياء...
مواطئ الغمام
لقاء ساعة
فيَمِّموا السير ... حان القيام...
الوقت شاهد
والرياح عقارب
تناثرت كالحظوظ
قصارى الأماني
موالاة الأحلام..
أين تذهب هذه
حين تطأ الأبواب
كيف تعجز معها سواعد الرجال
الوجوه مسافرة
والمساءات درب بعيد
هل الأحلام أروع من الحقيقة
نأكل من حبرها
وتأكل من رماد ما بقي
من وميض جمر.. له ضرام..
قد نحسن الصيد
قد نحسن الغمز
وتصويب السهام..
والسهام لسان
لا ترمى عبثا
تصيب وما قد تصيب بحر من عناد...
أو قدرا من محب
غدر الكأس
والمصبوب
في عُقره كمشة حبر
لمجاز بارد كقطر الغاب...