📁 تدوينات جديدة

فراس حج محمد يستكشف سحر الصور في كتابه الجديد "فتنة الحاسة السادسة"

إصدار جديد: فراس حج محمد يستكشف سحر الصور في كتابه "فتنة الحاسة السادسة"
 

تم نشر كتاب بعنوان "تأمّلات حول الصور - فتنة الحاسّة السادسة" للكاتب الفلسطيني فراس حج محمد مُؤخرًا عن دار الفاروق للثقافة والنشر في مدينة نابلس، فلسطين. يتألف الكتاب من 220 صفحة من القطع المتوسط ويقع تحت تصنيف "تحليل ونقد". يتميز الغلاف بتصميم فني للفنان الفلسطيني ظافر شوربجي، حيث يبرز بصورة ثلاثية الأبعاد ليد، مما يعبر عن فكرة الكتاب وجوهره.

يتناول الكتاب تأثير الصور على المستوى الثقافي، السياسي، والتعليمي، ويستند إلى تجربة الكاتب الشخصية مع الصور، سواء كانت صوراً حقيقية أو متخيلة. يرتكز المؤلف في أجزاء كبيرة من الكتاب على استعراض تجربته الذاتية مع الصور منذ الطفولة، حيث يوضح كيف أن الصور كانت عنصراً مهماً في حياته العاطفية والنفسية، خاصة في علاقاته مع والديه وتجارب طفولته. يستمر الكاتب في استكشاف تأثير الصور على المستوى العاطفي، بما في ذلك علاقاته العاطفية مع النساء، ويستعرض بعض الصور الفاضحة التي تلقاها أو شاهدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يشير المؤلف إلى أن هذا الانفتاح غير المسبوق على الصور في العصر الرقمي يعكس تطورًا جديدًا في استخدام الصورة كأداة للتأثير النفسي.

يمتد الكتاب إلى مناقشة موضوع الصورة وتأثيرها في الحروب، مع تركيز خاص على العدوان على فلسطين وقطاع غزة. يتناول الكاتب كيف أصبحت الصور أداةً فعالة في توثيق الأحداث وتشكيل الوعي السياسي والفكري، ويحلل مجموعة من الصور التي التقطت خلال الحروب. يشير الكتاب إلى دور الصور في حملات مناصرة القضية الفلسطينية عالميًا، حيث استخدم العديد من المشاهير تلك الصور لدعم القضية على الساحة الدولية.

في قسم آخر من الكتاب، يناقش المؤلف الصورة الثقافية من خلال تحليل معنى الصورة في اللغة العربية ومقارنتها بالرسم والصورة الفنية في اللغة الإنجليزية. كما يستعرض الكاتب المعنى الشرعي للصورة في الإسلام، ويبرز أهمية الصورة في المناهج التعليمية، وكيف يمكن أن تكون أداة فعالة في تعلم اللغات والعلوم.

يتطرق المؤلف أيضًا إلى مجموعة من المؤلفات التي تناولت موضوع الصورة، مثل كتاب "مدينة بير زيت- كتاب الصور" للدكتور موسى علّوش، وكتاب للباحثة مريم المصري تحت عنوان "جماليات الفن التشكيلي في الخطاب الأدبي". كما حلل قصة "سر في صورة" للقاص محمود سيف الدين الإيراني، وقدم قراءة لقصيدة شعرية للدكتورة آلاء القطراوي، والتي نظمتها في رثاء أبنائها الأربعة الشهداء.

في المجال الإعلامي، يبرز الكتاب دور الصورة في وسائل الإعلام، سواء التلفزيونية أو الرقمية. يتناول الكاتب تأثير الصور الإعلامية على الرأي العام، وكيفية تأثير بعض الصور على الشخصية والمجتمع. كما أفرد المؤلف مساحة لمناقشة الصور الساخرة والكاريكاتورية، مشيرًا إلى أهميتها كوسيلة للنقد الاجتماعي والسياسي.

يتنوع الحديث في الكتاب حول أنواع الصور المختلفة، سواء كانت صوراً واقعية أو سردية، شعرية، فوتوغرافية أو لوحات فنية، وأيضاً الصور الذهنية. وينهي الكاتب كتابه بفصل شيق حول تأثير الصور في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يناقش فضول المتصفح لمتابعة سيل الصور المختلفة التي تتدفق عبر هذه الوسائل، خاصة فيما يتعلق بصور النساء.

على الرغم من غلبة الجانب الذاتي في الكتاب، إلا أن المؤلف استند في تحليلاته إلى مجموعة من المراجع والمصادر العلمية القديمة والحديثة، مما يضيف بعدًا علميًا يعزز من قيمة الكتاب النقدية.

تعليقات