صرخة ألم
مؤلم هذا الاجتياح
صم تجاويف الآه،
اختنق صدى الصراخ،
شلت تراتيل الألم،
إلا من أنين،
لا مأوى يختبئ فيه الجرح.
سواد يحيط كفردوس مفقود.
تحت ثقل الدموع،
يتراقص الألم،
كأشباح تطوف في الزوايا،
تتلاشى الروح،
تنادي بلا صوت،
تستجدي لحظة فرار،
لكن الأمل غائبٌ.
وفي عمق الخسارة،
تئن الأرض تحت وطأة الألم،
كالسيف يقطع أوتار القلب،
فتبقى الجروح عارية،
تتوق لمسة شفاء،
كل الأذان صماء،
وفي كل صمتٍ
تتساقط الأوجاع كالأوراق،
تناثر الزيتون اقتلعت الجذور.
سكون قاتل،
ضباب ملتف يحجب النجوم،
لا أحلام،
ذكريات كالخناجر،
تترك آثارها في الروح،
لا مفر من الألم،
ولا سبيل للفرار،
ويبقى الأنين،
كالموج الثائر
وكل الذكريات في العدم،
تتراقص الظلال كئيبة،
كأنها تروي حكايات صمت
من فوهة البركان...
ذكريات في محراب القلب
في هاوية الكون
حيث يتلاشى الزمان
وتتلاشى الأشياء،
ترتسم شقوق صمتية
في وجدان اللاشيء.
ينطلق القلب في رحلةٍ سرمدية
عبر أفق الحنين،
يبحث عن بقايا الأمل
في المتاهات المتلاشية.
وسط ثغرات الفراغ
تتلألأ ذكرياتك
كنجمٍ في عتمة الوجدان
تشعل أضواء الذكرى
في عتمة النسيان.
وفي لجج الظلام العميق،
يتسلل صدى
صمتي
لينعي صرخة الغياب.
في هذا الخواء العقيم،
يتأرجح القلب
كأوراق الشجر
في عاصفة لا تهدأ،
يهوى ويحتضر بين أضلع الألم،
ويعانق الأمل بين وهم الوهم.
وفي الغياب،
تتلاشى الذات
ولا يبقى سوى جنون
الانتظار
أطلالك في برج الذاكرة
تتسع وتتراقص في أفق العمق،
كلما اشتعل لهيب الحنين
يتجدد العهد
وتستفيق الروح.
أقبل بعضًا من ذاك الماضي
وأغوص فيه
حتى يمتلئ الفر اغ...
عبير الحب
في أعماق اللحظات
تتسلل الأشواق كأنها أوراق خريفية
تتمايل على
وجنات الذكريات،
تحمل بين
طياتها ألوان الحنين
وأصداف الأمل
المتناثرة
في فضاء الزمن.
يعلو الصمت
كسارعة النهر
في عتمة
الليل،
ينطلق صوت الروح
كقوافل المسافرين
في دهاليز الحياة،
يتشابك الوهم بالحقيقة
كالغموض الذي يختبئ
في زوايا الوجدان.
عاريًا أمام شموخ الكلمات،
يتلاطم صداها كأنها ألحان
مفقودة في صحراء الوجد،
ترتسم على شفاه الزمان
أشكال الغياب والحضور،
تتلاطم أمواج الذكريات
تحمل بين طياتها
لغة الصمت
والصرخة، تندحر
بين سحب الشوق
وأفق الانتظار.
وفي هذا البحر المتلاطم
بأمواج العواطف،
يغرق كراهب
تائه في دهاليز الوجد،
يسبح بين
صفحات
الألم
والأمل
يرسم لوحات من الشوق
على جدران
الزمن،
ينحت قصائد
الحب
بأدوات الحنين
كمسافر يبحر
بين شواطئ الأحلام
وميناء الواقع.
وفي ظل هذا البحر الهائج،
يتلاشى كل شيء
أمام عبير الحب وعمق الإحساس
تتحول الأحلام إلى واقع
والواقع إلى أحلام،
يتجلى الجمال
في زخات المطر
وضياء القمر،
تتسابق الأفكار كالفراشات
في بساتين الخيال،
تتأرجح المشاعر
كأغصان الصفصاف
في رقصة الحياة الجميلة...