📁 تدوينات جديدة

قصيدتان حصريتان للشاعرة المغربية نعيمة قصباوي: نسيان، حصاد الذاكرة

قصيدتان حصريتان للشاعرة المغربية نعيمة قصباوي: نسيان، حصاد الذاكرة 

المغرب | نعيمة قصباوي

نسيان

هُشّ بعصا النسيان

على كبدي

يا ليلَ آذار الشريد

اطرح عشبَ الموجةِ الجافلة

من غُصّة العمر

على أرصفةِ البيدِ والقطارات 

فكّ أزرارَ التّجلّي

واصنعْ من خرَزِ الأنين

سريرا لحتفي

***

بيني وبين ما كتمَ الكتاب

من جنوني

هدهد يشي

بما عبَّ الصولجانُ من نجيع

في سُرّة الوريد

***

خيطٌ عائمٌ بين الأفق والنار

خواءٌ فاضحُ الألوان

يُدَجّنُ سِربَ الحصى لْيعربد

في زغبِ العيون

يوغِرُ صدرَ الشمسِ على حلمي

فيذوي

يهوي

إلى أعالي الانهيار...

كلُّ شيء في التيهِ واضح

الخسارات

لا نرسيسُ فطنَ لِغورِ الماء

ولا (ماذا لو) طواني

على قارعةِ الحريق...

حصاد الذاكرة

راكضًا يحكي

لِمن علّقُوا أثداءَ مدينَتِهم

إلى فروعِ الشمس

ومضَوا في السديم

أنّ نواياهُ تقارعُ الريحْ

وأنّ لحمَ صوْلاتِهِم

ربّاهُ صمتُ الرّافلين

فيما اسودَّ من حصادِ الذاكرة

ومنَ النعيم... 

***

فُرادى نحنُ، يقول

نقتاتُ من زغَبِ المنافي

ومن صدإ السنين...

جماعاتٌ همُ من فولاذ

وطينْ

يصنعون من صُوفِ الغمام

قِيانًا لأحلامنا

ولهم نجمةً في الريح

تباركُ نهْشَ النسور

لنشيدنا القديم

***

شهيدا يحكي:

ما يزالُ للبحر مد

والجزرُ روتينُ السماءِ اليومي

مداعبةُ القمرِ لحبيبتهِ الأرض

عند الوداع...

حيارى نحن

والشمسُ تشربُ أغوار

اليقين...

***

ما شاءَ حلاَّجُنا كان

ونعلُه الفضفاضة

تُدوزِنُ البلاد

على مزاجِ خطوطِه

الزرقاء...

شاعرا يحكي

أنا الصّابِئُ المنفلت

من دِيانة الخنوع

أرشُقُ طائرَ الفينيق

بحجرٍ ظاهرُهُ هشاشةُ الموج

وباطنُهُ الحريق

 ***

 هنيةُ الراكضُ

 الشهيد

 ِالشاعرُ

 ِالمطرودُ منْ فراديس

الكلام

هنيةُ وسامةُ الموت

في الحقول

ترنيمةُ اللهِ للمنبوذينَ من قومي

وقومي كلُّ السّواعِدِ في واحد

يُردي الوجود

بالقذْفةِ الواحدة...

السيرة الذاتية للشاعرة

نعيمة قصباوي، شاعرة وأستاذة اللغة العربية، ولدت في مدينة مكناس. حصلت على الإجازة في الأدب العربي من جامعة المولى إسماعيل، ومنذ ذلك الحين كانت رحلتها مع اللغة والشعر مفعمة بالإبداع. أصدرت ديوانًا شعريًا بعنوان "للمليكة يضحك الغمام" الذي يعكس رؤيتها الفنية المتميزة، وتعمل حاليًا على إصدار ديوانها الثاني "قلق الماء".

تميّزت نعيمة بحضورها القوي في المحافل الأدبية والمهرجانات الشعرية التي جابت مدن المغرب، مما عزّز من مكانتها في الساحة الثقافية. كما أنها عضوة فعّالة في مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام بخنيفرة، وتساهم في تطوير المشهد الثقافي من خلال عضويتها في هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع.

إلى جانب إنجازاتها الأدبية، أتيحت لها الفرصة للمشاركة كعضو في لجان التحكيم في تحدي القراءة العربي والمشروع الوطني للقراءة، وهو دور يعكس التزامها العميق بنشر الثقافة وتشجيع القراءة بين الأجيال الشابة.

تعليقات