حنان الفرون/ بلجيكا
لن أشحذ منك ذرة بقاء
عندما كنتُ أداعبُ
خصلات المساء
وأضع مساحيق حمراء
لأبدد موت غرفتنا
الجرداء..
كنتُ أنتظرك كل ليلة
ك طفلة تهفو للعبة
العيد
كقطعة خشب يابسة
ترسو عليها كل أحلامي
الموؤودة
كنتَ تخاتل موج
ثباتي ليردم مراكب
نجاتي
كنتَ تقتات
من كبد صبري
وتنزعُ إرب نهاراتي
من تجاويف
صدري العليل
ثم تخلد إلى نوم
عميق
مغلول الوجدان
مبتور الشريان
بارد ك قطعة ثلج
لا تعرف الذوبان
تتركني فريسة
أشرب نخب الحرمان
وأراقصُ خفافيش
الأوهام
تغزو براءة الكيان
تُسيج المدى المترامي
تطفئ آخر لفافة
خذلان
على جسدي العاري
وتقدم عشقي المتفاني
في مأدبة هجران
كنتُ وقتئذ
أبتلع نزيف رقعة
الأرض
أسكبه في أقداح
الليل البهيم
وأضرم خافقي بآخر لسعة
وعدٍ أصم
هل تساءلت يوما
عن بقايا الكبرياء
الجريح والعنفوان
وأنت تلتهم بنهم
ثبات قلبي؟
هل تساءلت عن الشوق
الذي أطال نظره إلى
قلبك
الضرير
لا مجيب إلا صدى
الجدران
وقتئذ
كنتَ تعد أصابعك
العشر
وتردد معزوفة بلا
وتر
لنتهاوى دون صدى
على رابية القدر
لا تلم قلبي
إن غاب وهجر
والتهمه الهم والكدر
فقد فاض حسرة
وانشطر
لم يعد أسير
قلعتك الماجنة
فقد كسر الأصفاد
أبى واستكبر ...
الأنثى المُحال
قال:
أنتِ أنثى المُحال
عالم في عالم
بمقدمك أكتفي
وأحتفي ...
لكِ تنحني غصون
البوح هيبة وإجلالاً
ففي غضون الليل
تتناسل القوافي
على وجنتيك وتتورّد
ترتسم أجراما وهلالاً
تتلذذ ثمالة القصائد
وتتجدد
تتمرّد المساءات
إقبالاً
على جدار روحك
تتمدّد
لا جدال..
أنتِ الأنثى المُستبدة
أنتِ القصيدة الخالدة
سطرتها بدم وتيني
وفي عز هذياني
يستوطنُ اسمك
ثغر لساني
يحتل الأماكن والأوطان
سميتُكِ شمسي
سميتكِ قمري...
في مبسمكِ تُسترد
العهود المنسية
مُقتطفات أحلام
نرجسية...
أنتِ قدري المُقنّع
قمري المُمتنع
اقتربي
لا تتوانَيْ...
عمري يتيم
حضني قبر هرم
جمري مُتقد شرس
كفاكِ عزوفاً
كفانا غروراً...
فقأتُ عين قلبي
كل بيارق التخلي
رُفعت على سفح
جسدي
والدمع حبيس المآقي
والوهم شيطان جانٍ
يحوم على خاصرة الذكرى
نفحات المدينة صارت
من غبار قاتم ...
فقأتُ عين قلبي
ومددت ذراعي للشوق
المدمر
وجدتُ زنابق الحكايات
تنبثق من جِيد الحنين
وجدٌ يسكن الروح
والأضلع
ولعنة تُعثر بريق
الأماني
تبعثر الحيرة على شطآني
تمزق أشرعة هدياني
تغتال بسمتي وتنثر
أشجاني
في كل لحظة وآنٍ
تُرديني قتيلة على
عتبات
قصائدي
لقنته بلاغات العشق
ميثاقاً وعهدا
فبدا مثال الحبيب الولهان
تبا لنبض سريع الذوبان
أدفع دم وريدي قرباناً
وأحملُ حفنة هزائمي
أنثرها على الكثبان
عيناه...
شباك عينيه نبيذ
تُثمل كل القوافي
وأنا محمومة مُتعبة
وحبل الوصال بيني وبينه
جبال وأغلال
وعنادٌ عتم نسفَ بوح
القصيدة...