📁 تدوينات جديدة

اشتياق، لا تحترق وأجمل الكلمات | للشاعرة عائشة المحرابي

اشتياق، لا تحترق وأجمل الكلمات | للشاعرة عائشة المحرابي

 مقدمة

تتشكل قصائد عائشة المحرابي كأطياف من نسيج الروح، حيث يتقاطع الشوق مع الصمت، وتندمج الأنهار الهمسية ببحور الكلمات. هنا، يغدو الاشتياق كفراشة تتراقص بين نبضات قلبٍ لا يعرف الهدوء، فيما يرتسم الخوف كشبح يحوم حول محبٍ على حافة الاحتراق. بين الضباب والأصداء، تعزف الكلمات سمفونية الحنين على أوتار الزمن، ويصبح الحب لغة تتجاوز الأبعاد. من خلال رمزية تتجاوز الواقع، تحاكي الشاعرة عالماً من الأطياف والأمواج، حيث تُكتب الكلمات على هواء الفجر وتمحها أنامل الشوق الخفية.

اليمن | عائشة المحرابي

اشتياق

أشتاقُكَ بِقَدْرِ الخوفِ مِنْ فَقْدِكْ

وبحَجْمِ البَوْحِ في صَمْتِكْ

وبسِعَةِ الكلامِ في عِيْنيْكْ...

أشتاقُكَ بمَدىٰ الحَنينِ في نبْضِ حُرُوفيْ

وبخَريرِ نَهْرِ حُبِّكَ في جَوانحِ وَجْدِيْ...

أشتاقُكَ هكذا،

أفَبَعْدَ ذلِكَ تَسألُنيْ

عَنْ حُبِّي؟

لا تحترق

أخافُ عليكَ من الاحتراق

فغولُ الأسىٰ والندم

يشبُ حرائقَهُ،

عندَ تخومِكَ من ألفِ عامْ...

أخافُ

علىٰ نبضِ قلبٍ يهيمُ

ويَدوي علىٰ مدنِ الذكرياتْ

أخافَ من الآهِ

وهي تَجوبُ الشوارع،

 تغدو

 تُطاردُ أمْسَكَ ذاكَ الذي قدْ

طواهُ المَماتْ...

أخافُ عليكَ

تسافرُ نحو أفياءِ الرمادِ

تضيعُ هناكْ

تُساكنُ اشباحَها

وبقايا شجيراتِها الكالحاتْ

ولا شيء يحرسُكَ

غيرُ دخانِ سجائرِكَ العابثاتْ

وأفكارٍ تكتبُها من فراغٍ

على صفحاتِ الهواءِ

تحاولُ عبثاً

أنْ ترسمَها الكلمات

أخافُ عليكَ رياحَ التحسُّرِ

 تسوقُكَ صوبَ الجنونِ

وتُرديك في وادي الهلوساتْ

فينفطرُ القلبُ خوفاً عليكْ

وتنتحرُ الأمنياتْ

فمن ألفِ عامٍ

وأنتَ على جرسِ الشكِ متكئٌ، ولاتخافْ!

أخافُ عليكَ

من غضبِ وجنونِ

نرجسيتِكَ المُترَعة بالغرورْ،

ومن عشقِ ذاتِكَ

يااااا سيّدَ العثراتْ.

أجمل الكلمات

ماذا تقول لهُ؟!

يعزف على أوتار الثواني

يرسو على شط روحها الخضراء

ثم يهمس مشتاقا

أجيبيني:

ألم يقرأ أمواج جفونها

ألم يفحْ من قاربها نسيم اللهفة؟

الصباحات تشرق من عينيه

وفي المساء يفتح أبواب أناقته

يعزف

ويعزف

أما شَدَتْ الحرب من فمهِ

بألحان البهاء؟

يعزف

يعزف

ليرد صدى الشطآن

لك في الروح مقامات المحبة

ولك من البوح شلالُ الكلمات...

 

تعليقات