📁 تدوينات جديدة

خداع الأرفف | قصة: نورة طلحة

 في مدينة مزدحمة، كان سامي، رجل عادي يعمل بجد لتأمين احتياجات عائلته، يتجول في أحد الأسواق الكبرى. كلما نظر إلى الأسعار المرتفعة للأشياء البسيطة، شعر بالإحباط.

كان دائمًا ما يذهب إلى السوبر ماركت القريب من بيته لشراء احتياجاته.

وفي أحد الأيام، بينما كان يتجول في الممرات المليئة بالمنتجات المبهرة، بدأ يشعر بالقلق من ارتفاع الأسعار. اقترب من قسم البقالة، واختار مجموعة من المنتجات وأخذ يسأل نفسه بصوت عالٍ: "لماذا يجب أن تكون الأسعار بهذا الارتفاع؟ هل أحتاج حقاً إلى دفع كل هذا المال؟"

فجأة، وفي لحظة غير متوقعة، بدأ يتحدث إلى علبة من الحليب، التي بدا وكأنها قد أجابت على تساؤلاته. في البداية، اعتقد سامي أنه يتخيل، لكنه سرعان ما أدرك أن السلع تتحدث إليه بالفعل.

قالت علبة الحليب بصوت هادئ: "أهلًا سامي. أنا هنا لأساعدك في فهم ما يحدث. جميعنا هنا، من منتوجات التنظيف إلى الزيوت، نعرف السر وراء هذا الغلاء."

سأل سامي باندهاش: "ما هو هذا السر؟ لماذا كل شيء هنا صار غاليا جدًا؟"

ردت علبة الحليب: "الأمر ليس كما يبدو. نحن، والعديد من المنتجات الأخرى، جزء من خطة اقتصادية تهدف إلى إغراقك بالكماليات والماركات. لدينا ملايين الأسماء والملصقات هنا لجعلك تعتقد أنك تحتاج إلى المزيد لتكون سعيداً أو صحياً."

تابع سامي الاستماع بتفاجؤ، بينما قنينة الزيت بدأت في الحديث أيضًا. قالت: "الأسعار المرتفعة ليست بالضرورة دليلًا على الجودة. إنها مجرد حيلة لجعلك تدفع أكثر. هناك بدائل أبسط وأرخص."

أدرك سامي تدريجياً أن السلع التي كان يراها على الأرفف لم تكن سوى أدوات لترويج استراتيجيات تسويقية. استمع إلى نصائحها، وبدأ يفكر في كيفية الاستغناء عن الكماليات والتوجه إلى الخيارات الأساسية والأكثر عملية.

قرر سامي أن ينظم رحلته التالية إلى السوبر ماركت بشكل مختلف. بدأ في شراء منتجات من العلامات التجارية المجهولة، وأصبح يركز على الجودة بدلاً من العلامة التجارية. اكتشف أن الكثير من الأشياء التي كان يظن أنها ضرورية كانت في الواقع مجرد رفاهيات.

مع مرور الوقت، بدأ سامي يشعر بالتحسن المالي، ووجد نفسه يعيش حياة أكثر بساطة وسعادة. لم يكن بحاجة إلى دفع مبالغ طائلة للماركات الباهظة، وكان قادرًا على شراء كل ما يحتاجه بأسعار معقولة.

في النهاية، فهم سامي أن وراء كل ارتفاع في الأسعار هو نظام يحاول إقناع الناس بأنهم يحتاجون إلى أكثر مما هو ضروري. وبدلاً من الانجراف وراء هذه الحيل، أصبح يعيش حياة أقل تعقيدًا وأكثر إشباعًا، مستفيداً من الدروس التي تعلمها من "حوار" الأرفف.

نورة طلحة | المغرب

تعليقات