وشوشة صباحية
المغرب | نبيلة بيادي
ولأني أحبك...
حدثت عنك المرايا،
أخبرت الموج عنك...
وشوشت للزهر،
للأشجار...
كلمتهم عنك...
حتى الطرقات،
والشوارع المظلمة...
والأرصفة الباردة
نثرت اسمك،
في كل حي ونافذة،
همست للعطر الذي جف
على نبضي،
لأحمر الشفاه،
للكحل المغترب،
في جفْنيَّ
حتى في سجدتي
تمنيتك لي
ثرثرت كثيرا
أحببتك كثيرا
حتى مل الكون مني...
وجف الصوت،
وتعبت منك ومني...
قراءة "أصداء الفكر"
في قصيدتها "وشوشة صباحية"، تبرز الشاعرة المغربية نبيلة بيادي
تجليات الحب العميق بأسلوب رومانسي يعتمد على لغة تصويرية مشبعة بالرموز والهمسات.
يبدأ النص بجمل قصيرة وتكرار "لأني أحبك"، مما يعكس الشعور الداخلي المتكرر
والملازم تجاه الحبيب، ويظهر هذا التكرار كأنه وسيلة للتأكيد على قوة هذا الحب.
تستخدم الشاعرة الرموز الطبيعية مثل "المرايا"، "الموج"،
و"الزهر" لتحكي عن الحبيب وتنسج معه علاقة بين الذات والطبيعة، مما يضيف
إلى النص بُعدًا حسيا ويجعل المشاعر متصلة بالبيئة المحيطة. الزهر، المرايا، والأشجار
هم شهود على الحب، في إشارة إلى الرغبة في جعل هذا الشعور جزءًا من الوجود اليومي والحياة
الطبيعية.
لكن مع سيرورة النص، نجد تحولًا دراميا في المزاج، حيث تبرز حالة من التعب
والإرهاق العاطفي. العبارات مثل "تعبت منك ومني" تعبر عن الإشباع العاطفي
والإنهاك الناتج عن استمرارية الحب من طرف واحد. هنا، يدخل عنصر الشك والارتباك، مما
يعكس عمق التجربة الإنسانية التي تمزج بين الحب والإنهاك العاطفي.
الشاعرة تمزج بين الرمزية والواقعية، حيث تنتهي القصيدة بإحساس بالتعب من
هذا الحب المكثف، مما يضفي على النص نغمة ميلودرامية حزينة تعبر عن إرهاق الروح من
عبء المشاعر المتدفقة. الأسلوب البسيط والمباشر لا يخفي العمق العاطفي الذي يعكسه،
مما يجعل القصيدة نموذجًا للتعبير عن الحب العاطفي بأبعاده المتناقضة.