هذه الرواية المثيرة والمشوقة لا تتوقف عند هذا فحسب فهناك من المواقف
والأحداث والعبر والدلالات والصور في سردها ما يجعل الرواية هذه بمثابة دستور للحب
والعشق والجمال لكل طفل وطفلة وفتى وفتاة ويافع ويافعة ولكل راشد التمسك بوطنه
وحبه والتفاني من أجله دائما وأبداً ليظل في علو وفي أمن وأمان واطمئنان دائم. وقد
أهدى الكاتب روايته هذه كما جاء في الإهداء إلى: (إلى وطنٍ متخيّلٍ. إلى وطني أنا.
إلى وطنك أنتَ! إلى وطننا معاً، من وطننا هذا ينطلقُ هذا العمل، لينطقَ بهِ
ويحملهُ مرفرفاً كطائرٍ مُحلِّقٍ، ثمَّ يأتي إليهِ مغرِّداً يشدو لجلالهِ
ولجمالهِ!)
هذا وجاء في الصفحات الأولى من الرواية أشارة مهمة كتبها الكاتب بلغة شعرية
رائعة يجلب انتباه اليافعين فيها إلى معنى الوطن وقيمته لكل فرد وأينما كان جاء
فيها: (إنَّهُ الوطنُ يا فتيانْ: هُنا، وهُناكَ، وفي كلِّ مكانْ. أنَّهُ الوطنُ يا
فتيان: أحلى، وأحبُّ، وأنقى، وأوفى، وأبرّ، وأصدقُ ما يهوى، ويُحبُّ، ويعشقُ،
ويحملُ الإنسان! إنَّهُ الوطنُ يا فتيان: بسمائهِ وأرضه، بمائهِ وهوائهِ، بحلاوتهِ
ومرارتهِ، بحنانهِ وقسوتهِ، بحرِّهِ وبردهِ، بأنهارهِ وسواقيهِ، بليلهِ ونهارهِ،
بناسهِ وأهلهِ، بتاريخهِ وذكرياتهِ، بما جادَ وبما لم يجد، بعَلَمِهِ وشرفهِ،
بكتبهِ ومدارسهِ، ببيوتهِ وقصورهِ، بعماراتهِ وأبراجهِ، بمدنهِ وقراه، بأريافهِ
وصحاريه، بشوارعهِ وساحاتهِ، بمدنهِ وحاراته، بشمالهِ وجنوبهِ، بشرقهِ وغربهِ،
بعُرضهِ وطولهِ، بعمرهِ وأعمارنا فيهِ، وبكلِّ ما فيهِ وفينا منهُ، يجبُ أن يظلَّ
فينا ومنّا، ونظلَّ لهُ وفيهِ، أينما كانَ وكنّا، وأينما حَلَلْنْا وارتحلنا،
لأنَّهُ الوطن، لا يبنى، ولا يرقى، ولا يسعد إلا بكمْ، ومنكمْ، ولكمْ، فكونوا لهً
في الحاضرِ حلقةَ وصلٍ لمستقبلِ الأجيال القادمةِ فيهِ!
هذه الرواية هي الرواية الثامنة للكاتب
الكعبي التي كتبها للفتيان اليافعين وهي من بين 200 كتاب أصدره بالإبداع المتنوع
الموجه للأطفال بين ديوان الشعر والحكاية الشعرية والقصص والمسرحيات إلى جانب
إصداره 32 كتاباً علمياً في الدراسات الفكرية والنقدية المتخصصة التي تعد من بين
أبرز المراجع لأدب ومسرح وثقافة الأطفال في الوطن العربي. ويذكر أن الكاتب المبدع
الدكتور فاضل الكعبي كاتب مفكر وشاعر وناقد وأديب وباحث متخصص في أدب ومسرح وثقافة
الأطفال، تجاوزت خبرته أكثر من خمسة وأربعين عاماً في الكتابة للأطفال وعن الأطفال إبداعاً:
في الشعر والقصة والمسرحية والحكاية وقصص وروايات اليافعين، وتنظيراً: في الدراسات
والبحوث المتخصصة في أدب ومسرح وثقافة الأطفال بشكل عام. ويعد من الباحثين
والشعراء والنقاد والكتاب والأدباء الذين يكتبون الآن للأطفال وعن الأطفال في
العراق، ومعروف على مستوى الوطن العربي. مثلما تعد كتبه ودراساته المتخصصة في أدب
ومسرح وثقافة الأطفال من المراجع المهمة والأساسية لعشرات الدراسات والأبحاث
العلمية والفكرية والأكاديمية المحلية والعربية في هذا المجال، وهو كاتب خبير
ومحكم، منح درجة باحث دولي متخصص بامتياز من المعهد العربي الأوروبي في فرنسا
تقديراً لإبداعه الدولي في مجالات الكتابة للأطفال وعنهم، عضو هيئة استشارية لبعض
المجلات العلمية المحكمة، ومستشار ثقافي وعلمي وأدبي في أكثر من مجلة علمية ومؤسسة
ثقافية ورابطة أدبية، رئيس فرع أدب الأطفال في رابطة الأدباء والمثقفين العرب وعضو
الهيئة الاستشارية فيها. يحمل دكتوراه في أدب الأطفال ودكتوراه في الثقافة العلمية
وأكثر من دكتوراه فخرية وعلمية في أدب وثقافة الأطفال منحت له – كما جاء في قرار
الهيئة العلمية فيها: تقديراً لإسهاماته في حركة التنوير مفكراً مرموقاً، ناقداً
موضوعياً، باحثاً عاشقاً للغة العربية وللأدب العربي، أكاديمياً متميزاً بدراساته
واهتماماته العلمية والفكرية والإبداعية، مع ماستر في الأدب وأكثر من دبلوم بالأدب
والإبداع وشهادة تخصص بالصحافة، شغل مناصب عديدة أبرزها: رئيس رابطة أدب الأطفال
في العراق، وأمين سر الجمعية العراقية لدعم الطفولة، ومسؤول نادي أدب الأطفال في
الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، ومستشار وكاتب خبير ومحكم في العديد من
الجوائز والمسابقات العربية والمحلية الخاصة بأدب ومسرح الأطفال، ورئيس تحرير
لأكثر من مجلة ومطبوع للأطفال ومجلة فكرية وأدبية وعلمية متخصصة، ونال العديد من
الجوائز الإبداعية من أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال في مجال
الدراسات النقدية عام 2010، وجائزة تازة الدولية الثانية في الكتابة المسرحية للأطفال
عام 2015 والجائزة الأولى في شعر الأطفال من وزارة الثقافة العراقية عام 2010 وغيرها
العديد من الجوائز الإبداعية، كما صدرت عن تجربته العديد من الكتب النقدية
والفكرية في الدراسات المتخصصة لباحثين أكاديميين ونقاد وكتاب عرب وأجانب إلى جانب
عشرات الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه التي درست تجربته الإبداعية
والعلمية.