📁 تدوينات جديدة

لحظة وداع | شعر: سناء شجاع

لحظة وداع | شعر: سناء شجاع

 لحظة وداع

سناء شجاع | لبنان

الباخرة... تقرع إنذارها

 كلهم يرتصفون:

 الباب...

 أمواتي أحيائي

قصائد مراهقة وكهلة

كنا في لحظة وداع

 الحقيبة... تناديني

 على عجل أودعتها أمري

قبلت... المرآة

 نثرت عطر وشاح

 أهدتني إياه يد حبيبة

 رمقت بطرف وسادة:

"إياك أن تفشي سري"

 جدتي تنتظر وجهي...

 وقبلة الحفيدة

وتبحر السفينة...

قراءة "أصداء الفكر"

قصيدة "لحظة وداع" للشاعرة اللبنانية سناء شجاع تعبر عن مشهد إنساني مفعم بالمشاعر المختلطة التي ترافق لحظات الوداع. في هذه القصيدة، تظهر الباخرة كرمز للفراق والرحيل، حيث "تقرع إنذارها" لتشير إلى اقتراب لحظة الانفصال. تتكدس الذكريات والأشخاص في مشهد يوحي بثقل الزمن وعمق العواطف، بين "أمواتي أحيائي" وبين القصائد "مراهقة وكهلة"، مما يعكس تداخل الماضي والحاضر.

الحقيبة، رمز الرحيل، تنادي الشاعرة وتستعجلها لتترك وراءها أحمال الروح الثقيلة. لكن الشاعرة، بدلاً من الانشغال بالرحيل المادي، تعبر عن تعلقها العاطفي بما يحيط بها: "قبلت... المرآة" و"نثرت عطر وشاح" الذي يمثل هدية من يد محبوبة، ويأتي العطر هنا كرمز للرائحة التي تحمل الذكريات والمشاعر.

المرآة، كرمز للتأمل الذاتي والبحث عن الذات، تتضافر مع اللحظات الحميمية مثل النظر إلى الوسادة التي تحمل سراً، وكأن هذه اللحظات تحمل عبء الوداع والتجربة الإنسانية العميقة.

ينتهي النص بصورة جدتها التي تنتظر الوداع والقبلة من حفيدتها، لتستكمل الشاعرة مشهد الفراق العائلي والإنساني. الرحلة ليست فقط فيزيائية بل نفسية، تبحر السفينة حاملة معها المشاعر والذكريات، مغلفة بلحظة وداع مؤثرة تعكس الحنين والانفصال.

عن الشاعرة:

سناء شجاع، شاعرة لبنانية.

أستاذة تعليم ثانوي.

ناشطة ثقافية اجتماعية.

لها ديوان شعري بعنوان "غجرية على شَفَةِ قصيدة".

 

تعليقات