📁 تدوينات جديدة

ثلاث قصائد حصرية للشاعرة اللبنانية مريم أبوزيد

ثلاث قصائد حصرية للشاعرة اللبنانية مريم أبوزيد: يا زهرة، يأتي الصباح، لعبتي.

 لبنان | مريم أبوزيد

يا زهرة

قَالَ لَهَا... 

أَيَا زَهْرَةً لَهَا عَبَقٌ لَيْسَ لَهُ مَثِيلْ..

يَا نَسْمَةً مَا غَيْرُهَا يُشْفِينِي وأَنَا العَلٍيلْ.

قُلْتُ لَهُمْ: طَبِيبٌ يُدَاوِي مَنْ كَانَ بِهِ مَريض.

قَالُوا: عَجَبًا، أَنْتِ مَنْ تَقُولِينَ هَذَا؟ إِنَّهُ لَغَرِيبٌ..

فَقُلْتُ بِلَوْعَةٍ: لَيْتَكُمْ تَعْلَمُونَ كَمْ مِنْ حَنَانٍ يُشْفِي فُؤَادِي العَلِيل

دَعُونِي أَعْشَقُ دُنْيَاهُ وإِنْ كَانَ غَرِبًا

أَيْنَ السَّعَادَةُ وأَنَا مِنْكَ القَرِيبُ البَعِيد؟

رَبَّاهُ رَحْمَاكَ مِنْ عَذَابِ وَجْدٍ ولَهِيب

رَحْمَاكَ قَلْبِي والأَشْوَاقُ تَعْصِفُ بِي

وحَنِينِي إلَيْهِ يُرْهِقُنِي...

يأتي الصباح

لِمَاذَا يَمُوتُ الظَّلَامُ وتَنْتَحِرُ الشُّمُوعْ؟

الأَحْلاَمُ رُكِنَتْ في زَوَايَا الطُرُقَاتِ

الأَبْوَابُ مُوصَدَةٌ...

وشُمُوعُ الأَمَلِ تَأْتِي بِنَا هُنَاكَ...

حَيْثُ يَفْلِتُ العُمْرُ النَّدِيُ مِنْ بَيْنِ شِفَاهِ سَعَادَتِنَا...

فَتِلْكَ الشُمُوعُ هِي الَتِي خَجِلَتْ مِنْ أَنْ تُضِيءَ لَيَالِينَا...

فَانْطَفَأَتْ... وقَدْ خَطَفَتْ الكَثِيرَ من النُّورِ...

وعَمَّ الظلاَمُ أَرْوَاحَنَا

وقَبَعَتْ أَحْزَانُنَا في زَوَايَا الخَوْفِ،

والعُمْرُ قَدْ رَسَمَ هُمُومَهُ عَلَى مَلاَمِحِنَا...

فَهَلْ سَبِقَتْنَا أَعْمَارُنَا؟

أَمْ نَجَعَلُهَا عُمْرًا يَسْتَحِقُ الانْتِظَارْ...

أَمْ يَأْتٍي الصَّبَاحُ ويُشْرِقُ في رَبِيعِ أَحْلاَمِنَا...

بكاء الأطفال

كُنتُ أُحِبُّ لُعْبَتِي 

حِينَما كُنتُ طِفْلَةً 

أَتَمَسَّكُ بِهَا 

وأَخَافُ أَنْ يَأْخُذَهَا أَحَدٌ مِنِّي 

والآن أُغْمِضُ عَيْنَي 

فَأُعِيدُ ذِكْرَيَاتِي 

وأَبْتَسِمُ.... 

يُلاحِقُنِي خَيَالُ طِفْلَةٍ 

مَا زَالَتْ تَعِيشُ بِدَاخِلِي 

لَمْ تَعْصِفْهَا الرِّيَاحُ 

ولَمْ يَكْسِرْهَا الزَّمَنُ 

عَاشَتْ لُعْبَتِي بَيْنَ زَوَايَا أَحْلَامِي 

وغَرَّدَتْ مَعِي حِينَما طِرْتُ 

أَلْعَبُ بَيْنَ الأَغْصَانِ 

فَأَقْطِفُ وُرُودِي مِن كُلِّ الأَلْوَانِ 

ويَجْرَحُنِي الشَّوْكُ فَأَبْكِي 

بُكَاءَ الأَطْفَالِ...

فيديو كليب القصائد

قراءة "أصداء الفكر"

القصائد الثلاثة للشاعرة اللبنانية مريم أبوزيد تتناول مواضيع متنوعة من الحب إلى الطفولة، مستخدمة أسلوبًا عاطفيًا يتراوح بين الحنين والألم.

في قصيدة "يا زهرة"، تستعرض الشاعرة الحب العميق متحدثة عن شفائه لأوجاع القلب. يُظهر النص حيرة الشاعرة بين القرب الجسدي والبعد الروحي عن المحبوب، ويبرز الصراع الداخلي الذي يعيشه المحب.

أما في "يأتي الصباح"، تتناول الشاعرة موضوع الأحلام المفقودة في عالم مظلم، حيث يتلاشى الأمل ويعم السواد، متسائلة عن إمكانية استعادة السعادة وإشراق صباح جديد في حياة ترزح في الهموم.

وأخيرًا، تعود الشاعرة إلى طفولتها في "بكاء الأطفال"، مستحضرة ذكريات بريئة مع لعبتها، حيث يظهر النص الحنين إلى أيام الطفولة البريئة والأمان الذي كانت تشعر به.

تقدم الشاعرة تأملات عميقة في معاني الحب والحنين للزمن الجميل، ما يجعل القصائد مؤثرة ومليئة بالعواطف.

تعليقات