📁 تدوينات جديدة

رحلة نحو الضوء، امرأة من سُلالتي | خواطر: سعاد بازي

رحلة نحو الضوء، امرأة من سُلالتي | خواطر: سعاد بازي

مدخل

في الخاطرتيْن "رحلة نحو الضوء" و"امرأة من سُلالتي"، تأخذ الكاتبة سعاد بازي القارئ في رحلة تأملية عميقة، إذ تستكشف في الأولى التناقضات الإنسانية وسعي الروح نحو الكمال والتوازن، بينما تسلط الضوء في الثانية على معاناة المرأة وقوتها الكامنة في مواجهة تحديات الحياة اليومية.

رحلة نحو الضوء

إلى الجانحين إلى الصمت، المنزوين بركن التأمل ...

إلى الطامحين للصدق ...

نحن في مجتمع لا يحمينا إلا إذا لبسنا ثوبه، وقد لا يتردد في أخذ عود يعمي به أعيننا إن خالفناه ...

أحيانا نعلن عجزنا التام عن إصلاح ما تردى منه، لذا علينا أن نحفظ منه ما صلح ...

كأن نعتني بما لا زال في طور التردي ...

كما نعتني بالنبات نعطيه النور والماء ...

وننتظر، لأن التغيير الجذري يستحيل، فكل ما نطمح له هو التأقلم والبحث عن الأفضل بدل الهروب ...

كما قال جلال الدين الرومي:

"هروبك مما يؤلمك، سيؤلمك أكثر ...

تألم حتى تشفى..."

لذلك نستحضر دوما الثنائيات المتضادة التي تطوق أعناقنا وندور في فَلَكِها كالثواب والعقاب ...

كالصواب والخطأ ...

كالنور والظلام ...

كالصمت والكلام ...

ولنتابع السعي الدؤوب نحو الكمال، وذلك بالبحث عن أمجاد الروح، والتقليص من الشهوات المادية لنقترب من النعمة ونبتعد عن النقمة ...

ولنحاول أن نجعل الأحزان طارئة، والأفراح أبقى

أرواحنا ولادة خلاقة وستبقى ...

امرأة من سُلالتي

قد توقِد جمر التعب

لتمنحها نبذة لجوء

لتمنحها يدك

كتفك

أو تشاركها الاتكاء على عكازتك

إن كنتَ أعمى ...

امرأة بجنون صريح

تخاف أن تُطفَأ ابتسامتك

تندم أنها لم تدخر من نعناع الذكريات

ما يكفي لكأسِ شاي كل يوم

لم تدخر المزيد من الضوء

يكفي لوشوشتها كل صباح

عند صحوِها المتثاقل ...

امرأة

تهفو لخمسة من أصابعك

لا لتنبش بها أحلام الاخرين

تحتاجها للتلويح

للربت على كتف القلق قبل نضجه

لوضعها كمامة على فم الألم ...

امرأة

تحتاج لوجهك كقمر راشد

لضحكاتك التي تندلق كماء الورد

يمتصه قطن القلب

يمحو به بُقَعَ التخمة

من تفاهة العالمين ...

امرأة

تقتات من العمر المدسوس

في جِراب الوقت

منذ أشهر وشهقات

لا ترى عند بعدك

حُضنا أرحب من فضاء الورق ...

سعاد بازي  | تطوان، المغرب

فيديو كليب

امرأة من سُلالتي


تعليقات