📁 تدوينات جديدة

إجازة صيف أم غسيل دماغ! / فادية دعاس

إجازة صيف أم غسيل دماغ! / فادية دعاس
 الإمارات / فادية دعاس 

يشير بعض الخبراء إلى أن فقدان المهارات المكتسبة مدرسيا، خاصة في مجالي القراءة والرياضيات، خلال فترة الصيف يمثل تحديًا كبيرًا. هذا الفقدان يتطلب من المعلمين بذل مجهود كبير خلال الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد في تعويض ودعم ما تم فقدانه. أظهرت الدراسات والاختبارات البحثية ما يُعرف بظاهرة "فقدان التعلم الصيفي"، مما يثير قلق الآباء حول كيفية تجنب هذا الفقدان الذي يشبه "غسيل الأدمغة".

بينما يلجأ الكثيرون إلى البرامج الصيفية الخاصة بالقراءة والرياضيات، قد يغفل البعض عن حل بسيط وفعّال، وهو الحفاظ على الروتين والنظام. إذ يلاحظ الآباء أن أبرز اختلاف بين العام الدراسي والعطلة الصيفية هو التغيير الجذري في الروتين.

أثناء العطلة، يُفضّل الأطفال البقاء مستيقظين حتى وقت متأخر من الليل، وينامون حتى وقت متأخر من النهار، ويقضون معظم فتراتهم أمام التلفاز أو ألعاب الفيديو، دون مراعاة الجداول الزمنية المُعتادة لتناول الطعام أو ممارسة الأنشطة اليومية الأخرى.

يختفي النظام والتنظيم الذين كانوا يتبعونهما طوال فترة الدراسة فجأة. مثل الشريط المطاطي، يُتوقع من الأطفال العودة إلى النظام السابق بمجرد بدء العام الدراسي، وهو ما يعتبر مطلبًا غير معقول. هذا لا يعني أن الآباء يجب أن يفرضوا نفس الجدول المدرسي الصارم خلال الصيف، بل العكس، العطلة تعتبر فرصة للاسترخاء والاستمتاع، وممارسة الهوايات.

ومع ذلك، يجب أن يظل جزء من بروفايلهم الطفولي مُنظماً، حيث يقوم الآباء بتوفير البنية والقواعد والروتين للحفاظ على الصحة والرفاهية. تحسين نظام وروتين الأطفال خلال الصيف يمكن أن يكون الوسيلة الأكثر فعالية للسماح لهم بالاسترخاء دون فقدان التقدم الدراسي الذي حققوه خلال العام الدراسي.

يمكن للروتين الصيفي أن يكون مختلفًا تمامًا عن أيام الدراسة، ويُفضل أن يكون مرناً. يمكن للآباء دمج الألعاب التعليمية، المعسكرات الصيفية، الرحلات الميدانية، والأنشطة المختلفة للحفاظ على تفاعل عقول الأطفال ونشاطها. فقدان التعلم يمكن أن يكون نتيجة لنقص المعرفة أو ضعف المهارات التي تحتاج إلى تطوير مستمر. لذا، فإن فصل الصيف يُعتبر فرصة ذهبية لبناء مهارات حياتية لا يمكن اكتسابها خلال فترة الدراسة القصيرة التي تمتد لتسعة أشهر.

من المهم البدء في تنظيم عطلة الصيف بالتدريج، وتجنب البدء الفوضوي. الأسابيع القليلة قبل بداية العام الدراسي هي الحلقة الأهم. يُنصح بتقليل الضغوط خلال هذه الفترة، وتجنب السفر والنشاطات الرئيسية الأخرى. خلال هذا الوقت، يمكن تقديم النظام والتنظيم التدريجيين، مما يسهل انتقال الأطفال وعودتهم إلى المدرسة.

عندما يعود الأطفال إلى المدرسة، يكونون مستعدين للروتين الدراسي والنظامي، ومهيئين للاستفادة القصوى من التجربة الدراسية، وإظهار قدراتهم كما لم يحدث من قبل. الحفاظ على هذا التوازن بين الاسترخاء والنشاط الصفي يُمكن أن يجعل من الصيف فترة مثمرة ومفيدة للجميع.

تعليقات