📁 تدوينات جديدة

أشعار حصرية للشاعرة المغربية صفاء المديوني

أشعار حصرية للشاعرة المغربية صفاء المديوني
 المغرب | صفاء المديوني 

الرحيل 

وإذا رحلت، لا أعود! 

فقد تعبت من الصمود 

من الوهم ومن الوعود، 

من كل القيود، من الشرود 

واللؤم... والصدود. 

واذا رحلت لا أعود! 

وقت هو مضى كالسراب، 

في طريق بارد وضباب، 

ما عشنا فيه غير التوهان 

وكثير من الخذلان، 

ومكر برائحة الدخّان. 

واذا رحلت لا أعود! 

اكتف بكرامتك المزيفة، 

وببعض عباراتك السطحية، 

غطاؤك لنفسك النرجسية.

أو تظنني غبيّة؟!

أم تُراك نسيت أنني أبيّة!

وإذا رحلت لا أعود!

كم فرصة كانت لك مني ذهبية!

كم عَبرة كتمتها،

كم غصّة سترتها،

كم ليلة سهرتها؟

وإذا رحلتُ لا أعود!

الآن، الآن فقط تغيّرت الأزمانا،

تطلب الغفرانا

وتعزف منه ألحانا

وتذكرت الإنسانا؟!

وأصبحت الولهانا؟!

وإذا رحلت لا أعود!

وا أسفاه! فقد أوصدت باب العودة،

وماتت في قلبي كل المودّة.

فلا شيء لك باق سوى الحسرة،

وأظن أنها عليك أشد جمرة.

فإذا رحلت لا أعود!

خذلان

وعندما أنت قرّرت

كنت أنا قد رحلت...

بابتسامتي المعتادة، حملت ما تبقى من الكرامة.

وإني في ذلك غير ملامة.

أو تظن أن في عمقي الندامة؟!

تواضع، ولا تزهُ، انتظر!

 فلدي أكثر من دليل للإدانة.

غادرت عالمك الملوث بالمهانة،

غادرت مسلسلا من الكلمات الرنانة.

وقد خذلت بما حسبته فيك رزانة!

لا تدغدغ لوعتي، ولا تعبث بدموع مقلتي!

دعني ارتشف رحيق الحرية،

دعني أسعى لأحلامي الفتيّة،

لا تكابر! فأنت مجرد ماكر ناكر!

منك كثُر، لكنّ البقية أرقى وأفضل.

هم من ذاك الزّمن الذي تخلى عنك

وألقى بك على مشارف الهاوية،

وأنا عدت أدراجي بكل أنانية.

المنتصرة

نسيت كل شيء... ودفنت كل شيء

وكأنني لا شيء!

دققت آخر المسامير في نعش الفراق

وقطعت جذور الاشتياق.

ما أقسى قلبك!

وقد كنت ظننته خير العشاق.

ظننت أن كل شيء باق.

الكلام، الأحلام وشيء من الأوهام.

رغم ما ضاع من الأيام، فأنا حسبته

من الغرام،

كنت معي في الطريق...

طريق بُثرت فيها معالم أنوثتي،

واستعجلتُ فيها الموت مرات ومرات.

يا ليتك كنت أنا وتجرّعت سُمّ الهوى

وأحرقتك لوعة الجوى!

وما قولك؟!

مجنونة؟ متيّمة أم... لا يهم!

أنا يا جلّاد مجرّد مكلومة.

أو تعلم متى بدأ الحداد؟!

عندما توقف عدّاد دقات قلبك النحاسيّ!

وذرفتَ دموع النّدم والحسرة،

فالفارس توفيّ دون نصر...

وقطعتُ جذور الأوهام في صدري!

تماما! أنت الخاسر وأنا المنتصرة،

في ساحة العشق كانت دماؤك منهمرة.

يا لحظة انتظرتُها منذ الأزلْ!

جررتَ فيها حبال الذّل والخيبة في المقلْ!

وأنتشي فيها أنا كالملكة.

فيديو كليب القصائد

تعليقات