📁 تدوينات جديدة

حين تصبح الكتابة امتداداً | زهرة أحمد بولحية

حين تصبح الكتابة امتداداً | زهرة أحمد بولحية

تقديم "أصداء الفكر" 

حين تصبح الكتابة امتداداً... 

المغرب | زهرة أحمد بولحية 

حين تصبح الكتابة على رأس المعنى امتدادات في وحشة اليراع، تمد لها يدك وتمنحك ما يمنح المطر لفزاعة الصيف، دفئاً على دفقة إبداع... تصيد بشباك مقعرة، واللغة تعقد لك ولائم حاتم، تعقر ناقتها... على الأقل عندما لا تقوَى اللغة على فك أخطبوط الوهم، تنجلي من خلف الزاوية حقائق أخرى ذات انزياح... تتوارى، تفرد الجناح، فتنام القصيدة في مخابئ اللامعنى، تحفر وكرها... تؤخر الأحاديث الناشزة، وتجثو على أقدامها مثل طبال الكلام، والريح نافذة شفافة تستبطن الأوجاع...

في أسواق "المربد" و"عكاظ"، حيث يجتمع جرح الشعراء، يلتئم بمتون فكرة أو مجون مصيدة، فتقيم الآنسات عرسهن، يعقدن القران على ملكات الأحلام...

عولمة الحاضر الناتئ العاثر ما زالت تدعي دمقرطة العنوان... الأبجدية في دفوفها عصماء... تنادي معتصماً فتح عمورية، وما فتح... الأنحاء...

باتت ملغمة، من الألف إلى الياء، من أغمات إلى صنعاء...

بانت سعاد بعدما آذنتنا، بانت من عري الأطلال، ومن "أم أوفى" دمنة، كتمت سرها... أصبِّحنا يا هند بقدح من شفوف المعنى يسقينا، ولا تعدمي يا هند يقينا، ولا تبقِي معيناً... بلقيس غارقة في العشق، والملام... سكت عنها الكلام...

لا فكرة تقعد ساكنة، تتحرك القوافي نحو الضوء... تصير عبارة تمدغ وحيها بإشارة...

ولادة استكفت، والزيدون علَّم العبارة على باب قلعة المعتمد... اعتنق الكأس وعصر الشرارة...

الفكرة من نوبات الزمان... لا تقل لي أنك لا تعلم أن الفكرة في الرأس تتزوج أختها... بمجاز النار... ولا تلد كفاراً... من الظنون، بل جند معين جبار...

هكذا تصير الكتابة امتداداً لظلال الماضي... ولإشراقة الغادي... في جنح الكلام... جواز من سنن اللغة افترع خطاً في أفق لا مسنون... مجنون بتصفيف الكلمات... والنصوص المشفرة على جداريات الماء... كغرة الأيام... والسنون...
تعليقات