"أسلحة أنثوية عديمة النفع" هو دعوة للتأمل في حياة المرأة الشرقية ومعاناتها، وفي نفس الوقت هو احتفاء بقوتها وجمالها الداخلي. يعتبر هذا الديوان إضافة قيمة للأدب العربي الحديث، ويستحق القراءة والتأمل.
أصداء الفكر:
رمزية العنوان وأسلوب الكتابة
العنوان نفسه "أسلحة أنثوية
عديمة النفع" يثير الفضول والتساؤلات. هل الأسلحة هنا هي مشاعر المرأة وجمالها؟
وهل هي بالفعل عديمة الفائدة في مواجهة التحديات الحياتية؟ تساؤلات تفتح المجال لرحلة
استكشافية في عمق نصوص الديوان. تعبر نينا عن حياتها وتجاربها من خلال لغة انسيابية
غارقة في الجمال والعذوبة، مما يجعل نصوصها أشبه باللوحات الفنية المليئة بالتفاصيل
الدقيقة والملونة.
تجليات الألم والحب
في ديوانها، تصور نينا معاناة الأنثى في مواجهة المجتمع الذكوري والقيود المفروضة عليها. فهي تكتب بحبر القلب، وتنقل
لنا صوراً باذخة بالوجع والقلق والمعاناة. تقول في أحد نصوصها: "الكلام المُرّ
الذي يتفوّه به رجال العائلة، على أية حال سأخرجه في الصباح من جسدي كفضلات، بعدما
أشربُ فنجان قهوتي مع سيجارة". هذا النص يعكس كيفية تعايشها مع الألم اليومي والمعاناة
المجتمعية، وهو تصوير واضح لصراع الأنثى بين الرغبة في الحرية والقيود الاجتماعية.
الحُبّ والرغبة
رغم قسوة الواقع، لا يزال الحُبّ
يحتل مكانة بارزة في قصائد نينا. تصور الشاعرة الحُبّ بطرق شديدة العذوبة والشفافية،
كما في نص "عيناك اللتان أحُبّ" حيث تستخدم صوراً بديعة لتصف الحب والشوق
بعبارات مليئة بالحنان والرغبة. تقول: "أصنعُ منك أحلى الأشياء، فستان حريري مضاء
بأصابعك، ضحكة شهيّة محلاة بصوتك". هذا الوصف الرومانسي يبرز الجانب الحالم والعاشق
في شعر نينا، متجاوزة من خلاله قسوة الحياة والمجتمع.
الحرية
الديوان يتناول أيضاً موضوع الحرية بشكل بارز، حيث تعبر نينا عن رغبتها العارمة في التخلص من القيود والتحليق في
سماء الحرية. في نص "صائد الفراشات"، تقول: "السماء في قلبي والطائر
في القفص، لستُ حجراً، بل جرعة هائلة من السعادة". هذه الكلمات تجسد الصراع الدائم
للأنثى الشرقية بين الواقع القاسي والحلم بحياة حرة ومستقلة.
تقدم نينا عامر ديوانا شعريا متكاملا، يحمل في طياته الكثير
من المشاعر والتجارب الإنسانية. "أسلحة أنثوية عديمة النفع" هو دعوة للتأمل
في حياة المرأة الشرقية ومعاناتها، وفي نفس الوقت هو احتفاء بقوتها وجمالها الداخلي.
يعتبر هذا الديوان إضافة قيمة للأدب العربي الحديث، ويستحق القراءة والتأمل.