📁 تدوينات جديدة

رقصة المبررات بين الاحتراف والهواية، بقلم: سعاد بازي

رقصة المبررات بين الاحتراف والهواية، بقلم: سعاد بازي 

نحن القابضات على رسن الأحصنة، المتكئات على سارية الثقة، نفكر أحيانًا بأداء جديد وتجديد السباحة وفق التيارات التي تجتاحنا. قبل أن نتشبث بساعد المحاولة الصغرى، يجب ألا نغفل أن الموج أيضًا يفكر في مفاجأتنا ويعد الخطة لذلك دون مكاشفة أو إيحاء. المحيطون بنا لا يدخرون ذرة استغفال أو استغلال، لكننا نستعذب الغشاوة خشية الاستيقاظ السمج من الجهل اللذيذ. 

نخشى النظر إلى الوحل الذي زلقت فيه أقدامنا، نخشى تشريح ما وراء الأقنعة. نقبل على مضض سلة الاعتذارات المثقوبة ونتفرج ببلاهة على لوحة راقصة من المبررات المفبركة باحتراف. رقصات خيالية لا تفرد أجنحتنا على محاريب الروح، ولا تسلم مصائرنا بين فكي الواقع الذي لن يقول لنا مرحبًا دون ثمن قبل أن يسأم بدوره من أرجحتنا. 

هذه دعوة لتقليب تربة دواخلنا كالفلاح الذي لا يتوانى عن تحريك أرضه وحفر الأخاديد واستعارة الأنابيب ثم البذرة والزراعة. هي دعوة للانتفاضة، لمسح زجاج الواجهات، وعدم التصفيق لراقصات على حبال المبررات من أول السطر إلى فواصل التحجج بنشرة الطقس والصداع النصفي وهبوط الضغط. 

هي دعوة لتلمس ما تحت طنافس الحديث الحريري، واستجلاء المآلات التي تقودنا إليها ذئاب تملك الترصد مع النباهة، ونحن الحملان الساعية لاستعادة لياقة الروح بحبقها ونعناعها، واستعادة الأوجه الصامدة الراسخة كالتماثيل المنصوبة في المتاحف، كوجوه أمهاتنا المنقوشة بإزميل على صفحات وجداننا، وعيون الأمهات الطافحة بكم هائل من الحزن لأننا عجزنا عن منح الأكثر، لأننا عجزنا حتى عن إبداء أول الموكب وآخره.

ربما كنا نظن أن الكلمات ستفقس نوايا، أو كنا نوثر العمل دون قول لعله يثمر أوراقًا وأغصانًا؟ هل كنا نظن أن لا أحد يتوه عن الطريق إلى قلب الأم؟ لا المهرجون تاهوا مرة عن موقع السيرك، ولا الأنبياء لم يتعرفوا على غيران الوحي حتى لو أسدلت العناكب خيوطها. فكيف يحدث للأبناء هذا التوهان؟ 

سعاد بازي
تطوان - نص اجتماعي سردي

أصداء الفكر:
نص عميق يعبر عن الصراع الداخلي والخوف من مواجهة الحقائق. يبرز الحاجة الملحة للانتفاضة والتغيير من خلال استعارات قوية وصور بلاغية تعكس معاناة الإنسان وسعيه نحو الحقيقة والتحرر.


تعليقات