يمكن للتكنولوجيا أن ترفع من مستوى التحصيل الدراسي وتساعد التلاميذ على تحسين أدائهم وتجاوز تعثراتهم. ولكن، بالمقابل، يجب أن نتذكر أن استخدام التكنولوجيا يجب أن يتم بحكمة وتوجيه صحيح نحو الاستخدام السليم والفعال...
المغرب | حسن امحيل
مزايا...
بداية، يمكن استخدام التكنولوجيا لتوفير محتوى تعليمي متنوع ومتاح بسهولة للمتعلمين، بما في ذلك الفيديوهات التعليمية والبرامج التعليمية التفاعلية والتطبيقات المنسجمة مع الأهداف البيداغوجية المسطرة سلفا. ويمكن لهذه الآليات أن تجذب انتباه الأطفال وتجعل العملية التعليمية أكثر متعة وتفاعلية، مما يؤدي إلى تحسين النتائج الدراسية.
ثانياً، يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في تحسين تجربة التعليم عن بعد، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب الكثير من العمل عن بعد. وباستخدام التطبيقات التعليمية عبر الإنترنت والأدوات الرقمية الأخرى، يمكن للتلاميذ الاستمرار في تعلمهم عن بعد ومواكبة برنامجهم الدراسي.
ثالثاً، يمكن للتكنولوجيا أن توفر مزيداً من الفرص للتفاعل والتعلم الفردي، بفضل وجود الأدوات والتطبيقات التي تمكن المتعلمين من الوصول إلى المواد التعليمية بطريقة سهلة ومرنة، والتواصل مع المدرسين والأساتذة والتلاميذ الآخرين عبر الإنترنت، ومشاركة المعرفة والخبرات.
نعم، ولكن...
إذن إيجابيا، يمكن للتكنولوجيا أن ترفع من مستوى التحصيل الدراسي وتساعد التلاميذ على تحسين أدائهم وتجاوز تعثراتهم. ولكن، بالمقابل، يجب أن نتذكر أن استخدام التكنولوجيا يجب أن يتم بحكمة وتوجيه صحيح نحو الاستخدام السليم والفعال، إذ يمكن أن تصبح التكنولوجيا من الأدوات التي يمكن استخدامها بشكل سلبي على التحصيل الدراسي. فعلى الرغم من أنها توفر الوصول إلى المعلومات والموارد التعليمية بسهولة، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ. لذلك، يجب أن يتم النظر في بعض المشاكل المحتملة للاستخدام الزائد للتكنولوجيا في التعليم.
في البداية، قد يستخدم الأطفال التكنولوجيا بشكل زائد وغير منتظم، مما يؤثر على تركيزهم وقدرتهم على الاستيعاب والتعلم. وبدلاً من التركيز على المهام الدراسية والتعليمية، يمكن أن يقضوا وقتهم في اللعب على الإنترنت أو مشاهدة مقاطع الفيديو، وقد يصادف من خلال ذلك محتويات تافهة إلى خطيرة كفيلة بعرقلة تعلمه أو حتى إكسابه سلوكات معيبة. كما يمكن أن يسبب الاعتماد الزائد على الأدوات التقنية قصورا في التعلم الذاتي وفي الاعتماد على النفس، خاصة وأن بعض المواقع تقدم حلولا جاهزة لتمارين الكتاب المدرسي التي من المفروض أنها مقدَّمة لقياس مدى استيعاب التلاميذ للدروس ولتقويم مكتسباتهم.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي استخدام التكنولوجيا بشكل غير سليم إلى عدم التفاعل مع الأشخاص الحقيقيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلبا على تطور مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. كما يمكن أن يتسبب استخدام التكنولوجيا بشكل زائد في عدم القدرة على التركيز والانتباه لفترات طويلة، مما يؤثر سلبا على قدرتهم على الاستيعاب والتعلم.
لذلك، يجب ضبط وقت استخدام الإنترنت بشكل منتظم كما كان يُنصَح به منذ زمن مع التلفاز، وتوجيه الأطفال للاستفادة من الموارد التعليمية الرقمية بشكل مناسب وفعال. إذن من المُلِح جدا استخدام التكنولوجيا بحكمة وتوجيه صحيح، وضمان أن يكون الاعتماد عليها جزءاً من استراتيجيات التعليم المتكاملة وفق منهجية تحد من كل خطر محتمل.■