📁 تدوينات جديدة

قصيدتان للشاعرة المصرية سامية عبد الرحيم: بوح الألم والحنين

قصيدتان للشاعرة المصرية سامية عبد الرحيم: بوح الألم والحنين
مقدمة

نسافر مع الشاعرة المصرية سامية عبد الرحيم عبر قصيدتين مميزتين تفيض بهما عواطف وتجارب حياتية. في "سنوات بائسة"، نعيش مع الشاعرة آلاما وصراعات، حيث تصف لحظات الألم والانتظار والتحمل بصور مؤثرة وقوية. بينما تأخذنا "في طريقي إليك" إلى رحلة من الشوق والحنين، تعكس فيها الشاعرة مشاعر الحب والحنين والبحث عن الدفء والأمان. دعونا نتأمل معًا في هاتين القصيدتين ونسبر أغوار الروح الإنسانية التي تجسدها كلمات سامي عبد الرحيم ببراعة وجمال.

سنوات بائسة

آهاتٌ ثقيلة تجرُّ خلفها
رعداً وثمان غيماتٍ
معبأة بالدمعِ المغلي
مشتعلة بالقهرِ
تتقلبُ حرا على جمرِ الوجع
تترقبُ
تنظرُ إلى السماءِ
تنتظرُ
أمطارَ الفرج والفرح
على زرعِ الأمنياتِ
لعلها تجمع حصاد الصبر
أو تطفئ نيرانُها الغاضبة
تَسْعَلُ كلَّ ليلةٍ
كصياحِ ديك الفجر
كأنَّ صُراخها المكتومِ يأبى سجنه في القفصِ
يصارعها فتجلدهُ ليصمت
فلا يجدُ وسيلةً يتنفسُ بها
غيرَ السُعالِ المختنقِ
من كثافةِ دخانَ الحزنِ
تتساءلُ
متى ترحل قراصنة الوجع ؟
وهل ستولد ابتسامة مبلسمة
تشفي شفاهَ الحلمِ
التي امتلأت بتشققات قاسية
فأخفت جمالها
يا لها من سنواتٍ بائسة
أصيبت بعجفٍ في أغصان مقدورها
تخشبت جذورِ أيامها
ودفنت ظلمة الليل أطراف نهارها
لكنها
لا تزال ثابتة في أرض القدر
تجاهد احتراقها
تقاوم لذعات أفاعي الألم
تعاند قحط السبل
تصدُّ زلزال اليأس
وتراود بركان الغضب
تكره الاستسلام
تصر على الموت محاربة
معتزة بصمودها
وسط غابة مليئة بآكلي قلوب البشر
الذين لا يستمتعون
إلا بتناول شراب مسكر
يصنعونه عمدا من أحلام قتلاهم
فيسكرون
ويرقصون
على صوت خفقات الأمان
وتمتمات الأماني
التي ألقيت بثقة في أحضانهم
من ضحاياهم السذج
يصمون آذاناهم عن نداء خفي بداخلهم
ألا أن هذه السكرة ستنتهي
احذروا
ستسقطون في بئر أسود
لا منقذ لكم من ضيقه
يرجعون إلى أنفسهم هُنَيْهَـةً
ثم يغلبهم شيطانٌ
ونفسٌ أمارةٌ بالسوءِ…

في طريقي إليك

في طريقي إليكَ
لملمتُ حبات دمع تناثرت
وأنا أراقص الشوق
بخطواتٍ أرابيسكية
كراقصة باليهٍ
تُحرك أصابعَ قدميها
على حدِّ شعرةٍ للأمل
كثملٍ
تملَّكه الهذيان
وهو يتأرجح بين حنينه وظنونه
في طريقي إليكَ
ناجيت دفء طيفك
ليخرج من برواز حلمٍ ورديٍ
صنعتهُ بنفسي
كي تسكنه دون مللٍ
من لونه وصوته
ناجيتهُ
كي أحتمي به
من برد غربة الحياة
من قسوة قبضتها
وغلاظة حكمها
لكن أشعة الأحلام
تخبو فجأة عندما نستيقظ!

تعليقات