كم من حروب ومناوشات كان خلفها إعلام فاسد أشعل فتيلها وأجج نيرانها لتأتي على الأخضر واليابس وكم من أعلام نكست وشخصيات بارزة طمست نتيجة تلفيقات لا وجه لها من الصحة هدفها إبعاد قيادات أو أشخاص وتعويضها بآخرين أكثر خدمة وانصياعا لأهداف تدار في الخفاء.المغرب | لطيفة الزجاري
لا أحد يخفى عليه الدور الفعال الذي يلعبه الإعلام في حياة الناس من خلال مجموعة من الوسائل سخرت لخدمته وكانت لسانه ويده التي بها يرسم الطريق للآخرين ويعبدها وتصير منهجا ومثالا يعودون إليه، وهنا تكمن الخطورة حيث يسهل تسيير العامة والسيطرة عليهم ودفعهم لاعتناق اعتقادات وأفكار قد تكون مغلوطة أو ذات أهداف خفية لا يعلمها إلا من أطلقها. فكم من حروب ومناوشات كان خلفها إعلام فاسد أشعل فتيلها وأجج نيرانها لتأتي على الأخضر واليابس وكم من أعلام نكست وشخصيات بارزة طمست نتيجة تلفيقات لا وجه لها من الصحة هدفها إبعاد قيادات أو أشخاص وتعويضها بآخرين أكثر خدمة وانصياعا لأهداف تدار في الخفاء.
وقد يضرب الإعلام قيما ومبادئ عليها تبنى أسس المجتمعات وذلك بخطة ممنهجة تركز كل التركيز على ركائزها الأساسية الطفل والمرأة مثالا من خلال أفلام وإشهارات وصيحات موضة غريبة عنا مفادها حرية التعبير عن الذات بما تمليه علينا الشهوات والمبتغيات دون وازع ديني أو أخلاقي ليفقد الناس الحد الفاصل بين الخطإ والصواب والعيب والمباح والصدق والكذب وهذا ما صرنا نعيشه اليوم من غرابة واستغراب مما آلت إليه علاقاتنا وروابطنا التي فكت أزرارها حتى بين أقرب الأقربين فساد الحقد والنفور و حب الذات ونكران الآخر. وغيره من السلوكيات المنفرة.
وهذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر ونفيق همة ذوي النفوس الشريفة و شعور الغيرة والدود على المقدسات من أصحاب الكلمة المسموعة أن يشدوا الهمم ويعيدوا الأمور إلى نصابها من خلال تسليط الضوء عن ما يحاك في الظلمة لنلبسه نحن في وضح النهار وهذا هو دور الإعلام النزيه الذي عليه العمل ليل نهار للتصدي لهذه الخروقات وتوضيح الأمور للرأي العام وإعادة كتابة التاريخ بماء من ذهب يكون الصدق لسانه والحقيقة حاله لنترك للأجيال القادمة الأسس الضرورية لمجتمع صالح قوي الركائز متين البناء لا تهزه ريح ولا تنخر عظمه كلمات.