بكلِّ تأكيد... فالكتابُ صديقُ الإنسان وعونٌ للطفلِ في تنشِئَته، يقدِّمُ له فوائدَ لا تُعَدُّ ولا تُحصَى.
السويد | شارلوت الشماس
أتطرَّقُ في هذا المقال إلى فوائدِ المطالعة لاسيَّما للطفل. بلا شك فإنَّ المطالعة تقوي من لغةِ طفلي وتُثري مفرداته. فالمفرداتُ التي أستخدمها في حديثي اليومي معه هي مفرداتٌ محدَّدة ومكرَّرة ولا ترتَقي إلى مستوى الكتبِ الغنيَّة بالتراكيب والقواعدِ وأنماطِ الكتابة.
هذا وإنَّ فوائدَ القراءة لا تنحصرُ على النجاحِ الأكاديمي دائماً، وإنَّما تُعَدُّ مرحلةً تعليميَّةً طويلةَ الأمد تعزّزُ لدى الطفلِ التفكيرَ المنطقي والتحليل.
لأجلِ ذلك فأنا أشجعُ الطفلَ بانتقاءِ الكتب التي تتماشَى مع ميولِه، وأدعه يختارُ المواضيعَ التي يُحب وبالتالي أحفزّه على المطالعة، فتصبحُ قراءةَ الكتبِ لديه عادةً يوميَّة تنَمّي مداركه، وتمكنه من التفكيرِ النقدي وتدفعُ الطفلَ إلى ربطِ الكتابِ بالحياةِ الواقعيَّة.
في يومِنا هذا نرى العديدَ من مِنَصَّاتِ القراءةِ الالكترونيَّة والقصصِ المسموعَة، من المفيدِ جداً أن يبدأ الطفلُ بالاستماعِ إلى النصوصِ التعبيريَّة عبرَ تلكَ المنصات التي تساهمُ في تنميةِ مقدراتِه اللغويَّة، وبذلكَ يغدو قادراً على تركيبِ جملٍ مترابطة، وتدريجياً تتوسَّعُ رؤاهُ فيبدأ بالبحثِ عن الأدبِ والعلومِ والمعرفَة.
من الجديرِ بالذكر أيضاً أنَّ القراءةَ تفيدُ الأطفالَ من ذوي متلازمة فرطِ النشاط الحركي ADHD، فالقراءة تساعدُ أذهانهم على الهدوءِ والتركيز لفترةٍ محددة من الوقت، مِن خلالِ إعطائهم مساحةً للقراءة ستتحسَّنُ قدرتهم على التركيزِ بعدَ حين.
بالإضافةِ إلى أنَّه سيغمرُ طفلنا هذا شعورٌ جميلٌ، حينما يشاهدُ شخصيات القصصِ التي قرأها سابقاً وهي تنبضُ بالحياة عندما تُجَسَّد في أفلامٍ مرئيَّة.
ختاماً أقول: لا أجملَ من أن تناقشَ موضوعَ كتاب أو رواية مع طفلكَ حالَ انتهائه من القراءة، وبهذا فإنك تعزز وتقوي الروابط بينك وبينه. وبما أنَّ الأفعال أبلغُ أثراً من الأقوال فأنا لا أطلب من طفلي القراءة، بل أقرأ أمامه، حتماً سيقتدي بي لأنَّه يُحبُّ تقليدي.
![]() |
"أرفقُ مقالي ببضعِ صور كنتُ قد التقطتها بعدستي من المكتبة التي أرتادها بشكلٍ دوري مع ابنتي وابني، لاستعارةِ كتبنا التي يستحيلُ انقطاعها عن المنزل." شارلوت |