تعال...
تعال! نكتب بعضا من
السطور
بقلمين، مذكر ومؤنث...
علّ القصيدة تترنح
بين العالمين..
وتروي شغف القلبين..
علها تذيب المسافات..
وتجعل البعيد اقرب
من الوريد..
تعال! نرسم مجرة جديدة
لنا..
لا تعترف إلا بكوكبين..
واحد باسمي وآخر سأهديه
لك..
كوكبان، جاذبتيهما
مقلتك..
ليلهما ضياؤك..
ونهاراهما لا يشرقان
إلا ببسمة منك...
تعال! نذوب في أحلام
الشفتين..
في دروب الحب والهوى،
باحثين عن ظلنا الثالث..
في طريق الليل والدجى
نداعب الطفلين..
فقد بلغ الشوق الذروتين...
تعال! ننقب عن الحدود
الفاصلة بيننا..
فقد تماهت اجسادنا
مع بعضها البعض..
وحواسنا تحدت الأصابع
الخمس..
وبصيرتنا صارت دقتها
ابعد من زرقاء اليمامة..
آه منك أنت! من تلك
النظرات..
من بحة صوتك عبر الأثير..
من عبق أنفاسك عند
مغيب الشمس..
من هروبك من كل شي..
ولا شيء..
في اتجاه لا شيء...
تعال…
تعال... ولا تكثر القيل
والقال
تعال واذكر مني حَسن
الخصال
ولا تنس قلبا سكنته
بلا نِزال.
تعال... فجدران الشوق
تهاوت
وأبوابها باتت بلا
أقفال.
تعال... فالبعد قد
طال وطال.
تعال...
انبعاث!
عندما أتعبني الكلام،
وما همّني لوم اللّئام.
عندما حملت أناملي،
قلما من الأقلام،
لأكتب بعض الكلام...
تتابعت أفكار متلاشيه
كنت قد دفتنها في مقبرة التاريخ
ووليت عنها يوما باكيه.
طفلة أنا كنت زاهيه،
غير أنها لم ترحمني عواصف الدهر
ولم تأب إلا أن تعبث بالزهر
وأن تقصم الظهر،
لترشف كل قطرات المطر،
وتتركني عالقة في دروب الضجر.
بلا أمل، بلا حب، بلا نوم في المقل.
لتزورني كومة من الضباب المكوّر،
فتجتاحني ذات يوم عند السَّحر،
قومي فلا شيء مستمر أو مستقر.
اِخترقت أضلعي، تسري كالدماء
توزعت بين خلايا اليأس والرجاء.
آه من صعقاتها المؤلمه!
من تلك الليلة المظلمه!
في انتظار الخروج من الدائره.
إنه الخلاص من العتمة القاهره،
من النظرات الكاسره،
من القلوب المتحجره.
وأخيرا، سمعته، صوتك! ينادي
إنه السمو إلى مراتب الكرمْ
إنه السفر بين شتى النّعمْ.
تفتّحي يا وردة فوّاحه
انبعثي! فقد آن الأوان،
وماتت الأحزان.
أقبري معالم الانتقام،
ارتقي فأنت أقوى إنسان!
وضعي آلامك على شاطئ النسيان
وانطلقي دون خوف من الخذلان.
والزمي الحمد للرحمان.