المغرب | زهرة أحمد بولحية
فواصل
1_
ظل المغيب
توج يومي بالغياب
والبحر أرخى أسدال
موج اعتكف
بشاطئي الغريب
كيف أسرق
من الشفق نوره
كما برومثيوس
تزهد في عيون اللهب
كشمع خاشع للضياء
ليس بعده
ديجور
ولا عماء!
2_
ترقص نوائبي
على كسر الأحزان
كل مرة
تصيبني بندب
أصيرني
نشيد آلام
بركانه ثائر
بحمى
منتصف الصفر
ولم أخن عهدا
ظننته موصولا
زارني في المنام...
3 _
أدمنت صحو الضفاف
حتى
إن الصباح بغمام لمّاح...
4 _
كل الفواصل مُسفلتة
النقط فارغة
والوعود زائغة
المصائر...
تتقاذفها وجوه الأوهام...
أنظرُ من خلفي
وإذا الماضي
يناشد حاضرا متحجرا
ملأ جرته بفراغ
ضنين بالأحلام
لا مصايف تباهي
النرجس وهو غيران...
5_
في لج الذهول
عادت العصافير إلى
عشها لتنام
وبدل البحث عن الحب
فضلت اللجام
يُكمِّم ما تجتره الأحزان...
حضرة
1_
تفيأ غمرة الوصل
في مفترق العناق...
على محيا شتيلة جفاها
النحر
تُنبت ضفيرتها
كمذاق فجري
كأنوثة حضرة... كشهوة
العارف
لصنف الصفاء...
لا تعدمه الروح...
هو في اطراد
صباح مساء...
ربما هي حصتنا من حصيص
مكتوب على جبين الأوراق...
2_
أحب الرحيل
في ازدحام الأوراق
في العبور المكتظ بالهبوب
المتراقص
على شفرة مشتاق
مُنسابا
مُذابا
في كأس معتقة
من دَنِّ الأحداق...
نافذة
زادها مكاشفة
نافذة الوجد...
شوارع بهدوء السفح
أحيانا لها جراح...
تحمل أشيائي وخطواتي
تتلبس ضؤرها...
وبذخ التملي
في نزف الوقت
ينبت أحلاما...
وقصائد مؤجلة
بشغف الجمر...
تجتر مساءاتها
وتمضي
صوب منحناها
في مخابئ البوح
ظليلة
تخزن رائحة البنفسج
ومسك الليل...
أشرعة وفية للفراغ...
أرق
تفيأ غمرة الروح
تنهض وئيدة...
تتوكأ
نافرة...
توقع صفحها اشتياقا على أعناق...
هنا وهناك...
حيث
ينام العشب
منتخبا صمت الريح
كغربة المنافي
يبرعم
خارج الحدقات...
وحالات القلب
وُسع الوَرق
أرق على أرق
زوادة تضخ ما في السر من أعماق...
كما أنجبتني الشمس
أفاوض لساني
استعدادا لعواصف الصمت…
هكذا
أشرب قصائدي باردة
في ساحة حرة…
في سمياء
محموم بالأسلاك...
ترى لغتي..
أسوارا تعلو عنوة
في وجه غريق
فزَّعه الموج...
وحتى تكون أنت الناجي
وحتى لا اكون أنا المصيدة
لنتسلق لوحة
أو حتى قصيدة
من مهد الأنبياء...
فتّال
وهو يفتل دمع الصباح
مرت الرياح بطيئة
كان يقلب جفن المطر
على جانبيه ويعدل رؤاه...
حتى لا يحترق...
ليس مهما كيف تحترق
الأوصال...
وأنامل القصائد...
كيف القوافي
ترتقي إلى عيون موال...
ذاك البعيد القريب...
حين يدخل
جعبة السؤال...
تمتلئ الأمكنة بالصمت
صمت يملأ الحناجر...
يخرس اللسان..
خراسني المنشأ
هو ذاك الذي عقر ناقته
وأسلم المقاليد...
علق أحجيات "لونجة"
هو "فتّال الحديد" المتعالي...