📁 تدوينات جديدة

عمر بن مبروك يحكي رحلته الاستثنائية في عالم التصوير الفوتوغرافي

عمر بن مبروك يحكي رحلته الاستثنائية في عالم التصوير الفوتوغرافي
 -كيف يمكنك تقديم نفسك للقراء أصداء الفكر؟

في البداية، يسعدني أن أتقدم بالشكر إلى أسرة تحرير "سلسلة أصداء الفكر" على اهتمامها بمعرض البرباشة (“برباشة” كلمة تونسية بمعنى “نابشو النفايات”) وفن التصوير الفوتوغرافي. كما أود تقديم تحية تقدير واحترام للسيدة وفاء الثابتي على سعة صدرها وصبرها وإصرارها على الوصول إلى رواق الفنون، رغم قسوة الحالة الجوية والانخفاض الشديد لدرجة الحرارة.

أنا عمر بن مبروك هو فنان تشكيلي/ مصور فوتوغرافي، كاتب عام اتحاد المصورين العرب فرع تونس، رئيس جمعية ثقافة وإبداع، عضو منخرط باتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، وعضو منخرط بالرابطة التونسية للفنون التشكيلية. كما أنني مؤسس لعدة مهرجانات ثقافية وجمعيات مهتمة بالمجال الفني الإبداعي، مثل السينما والمسرح والفنون التشكيلية. كما أنني كنت رئيسًا سابقًا لنادي السمعي البصري بمنطقة قرطاج درمش، وقد أقمت العديد من المعارض الشخصية والمشاركة في العديد من المعارض الجماعية.

-كيف اخترت هذا التوجه، وكيف كانت بداياتك؟

كانت بداياتي في التصوير الفوتوغرافي في أواخر الستينيات خلال زيارة عائلية لأحد الأقرباء بضاحية قرطاج حنبعل، حيث كان أحد أبنائها طالبا في فن التصوير الفوتوغرافي، مما مكّنني من تعلم المبادئ الأولية للتصوير الضوئي والانخراط في نادي التصوير بقرطاج، ثم انخرطت في عدة نوادٍ للسمعي البصري بالعاصمة تونس وضواحيها، بالإضافة إلى اشتغالي بالمجال المسرحي، حيث شاركت في صناعة عدة مسرحيات في مستوى الهواية بكتابة بعض النصوص والمشاركة بالمساعدة في الإخراج، وحصلت على العديد من الجوائز في مجال مسرح الطفل في الوسط المدرسي… وكنت من بين المساهمين في تأسيس مهرجان مسرح العمال بتونس. أشرفُ الآن على بعض النوادي المسرحية للأطفال .

إضافة إلى ذلك، فأنا أمارس فن الخط العربي والحروفيات، واختتمت دراستي في نهاية هذه السنة في المركز الوطني لفنون الخط بتونس بمختلف أنواع الخطوط العربية، خصوصاً الخطوط المغاربية.

-هل لقيت دعما خلال تلك الفترة؟

بخصوص الدعم، فإنَّ معرض البرباشة هو مشروع مدعوم من صندوق التشجيع على الإنتاج الفنِّي والأدبي بوزارة الشؤون الثقافية. وكانت لجنة الاقتناءات بالوزارة قد قامت في عدة مناسبات باقتناء بعض أعمالي المعروضة بالمعارض الجماعية في مجال الفنون التشكيلية.

-عصرنا الحالي ارتبط بالصورة… حدثنا عن دور الصورة والمجالات التي اكتسحتها.

رغم ما يحمله موضوع المعرض من مواضيع متقاطعة ومتشعبة، الاجتماعي منها والاقتصادي والسياسي والثقافي وربما حتى النقابي، فإنني ذهبت في فلسفة تشكيل صوري إلى إبراز زوايا نظر فنية تحدد الدور الكبير في بناء وعي المواطن بأهمية البرباشة في واقعنا وحياتنا اليومية. كما يأتي هذا المعرض في إطار السعي إلى الارتقاء بالمضامين الإبداعية للصورة والمساهمة في بناء نقلة نوعية تجعل من الصورة منهجية عمل، تقوم على رؤية ثقافية تنموية بثوب جديد، يحث على مواكبة عصرنة الصورة والارتقاء بها في عالمها، وإخضاعها إلى تقنيات حداثية جديدة تساهم في إسناد الفكرة المتاحة.

وما تعارف عليه فنانو الصورة أن الصورة تقوم على عنصر التوافق بين الشكل ومضمونها الذي تحدده رؤية المصور، وما يحمله من فكر ووعي وثقافته ودراية بالصورة. وقد انتهجتُ في صورة البرباشة إلى ترسيخ فكرة التكامل بين المحمل والموضوع، مما حقق لي نجاحا في تمرير بعض الأهداف والرسائل التي أردت إيصالها إلى المتلقي. وما تميزت به الصورة في معرضي هي ابتكار صورة جديدة حققت التكامل بين موضوع الصورة ومحملها، حيث عمدت إلى إدماج الصورة وأشياء خاصة مما يلتقطه البرباش، حيث تحولت من مصور فوتوغرافي إلى مصور برباش أبحث عن أشياء أجعلها محامل للصورة، وبالتي تم التركيز على فعل الوحدة بين أهمية المحمل الذي أحصل عليه كمصور فوتوغرافي برباش، وتخلق بالتالي للمتلقي خصوصية البرباشة في ثوبها الحديث، وهو ما ساعد على وصول معاناة البرباش إلى ضمير كل من شاهد صور المعرض مباشرة بالرواق، أو من تابعه عن طريق ربورتاجات بعض القنوات الفضائية، أو الحوارات الإذاعية التي أجريتها، أو على شبكة التواصل الاجتماعي.

-هل للصورة المعبرة الناجحة مواصفات خاصة؟

نجاح الصورة يتمثل في عناصر متعددة، فالصورة هي نتاج عمل فني تقني إبداعي يقوم به المصور الفوتوغرافي.

يختلف أهل التصوير في تحديد مواصفات الصورة الناجحة المعبرة، وفي رأيي يكمن نجاح الصورة كلما توفرت فيها عناصرها الأساسية المكونة لها، ومن بينها خاصة الحالة النفسية للمصور لحظة توثيق الصورة، فإنه بالضرورة سوف تؤثر نفسيته في اختيار موضوع صورته، وبالتالي سوف تظهر للمشاهد تلك المشاعر والأحاسيس، ثم إن اختيار زاوية التصوير تساعد على إبراز عناصر مهمة لا يمكن للإنسان العادي رؤيتها إلا بواسطة عين المصور وخبرته في حسن تعديل الكاميرا، ثم أخيرا درجة مستوى ونوعية الكاميرا.

عمر بن مبروك يحكي رحلته الاستثنائية في عالم التصوير الفوتوغرافي

-في نظرك جمهور اليوم، هل لديه ثقافة قراءة الصورة؟

الجمهور غالبا ما ينظر إلى الصورة من زاوية المتعة أو البحث عن البعد الجمالي أو المثير للعاطفة والأحاسيس، ولا زلنا في وطننا العربي نفتقر إلى ثقافة القراءة النقدية للصورة. ورغم أن بعض الجمعيات والهياكل المهتمة بالتصوير تسعى إلى نشر هذه الثقافة، لكنها لا تجد الدعم المناسب ولا التعبئة التي تتيح للجمهور تلقي ثقافة قراءة الصورة.

-هل التقاط صور احترافية مرتبط بموهبة الفوتوغرافي أم بالآليات والبرامج المستخدمة؟

يشترك العنصران في صناعة صورة احترافية، فالمصور بما لديه من ثقافة فوتوغرافية، وما لدى الكاميرا من خصوصيات تقنية، يمكن الوصول إلى تحقيق صورة احترافية.

-كلمة أخيرة…

أشكر في الختام "أصداء الفكر" على هذا الاهتمام بمعرض البرباشة ومن خلاله تسليط الضوء على فن الصورة الفوتوغرافية والمساهمة في نشر ثقافة الصورة في عصر التكنولوجيا، والصورة خاصة.

أجرت الحوار: وفاء الثابتي (تونس)

تعليقات