📁 تدوينات جديدة

نبضات جديدة على "أصداء الفكر" للشاعرة فاديه عريج

في قصائدها، تنعكس رحلة الشاعرة مع الذات، حيث تتجلى مشاعر الفقد والغياب والتأمل في الحياة. تأخذنا فاديه عريج في رحلة داخل أعماق النفس البشرية، حيث تتشابك الأحلام والأوجاع، وتتعانق الكلمات كأنها لحن موسيقي يعزف على أوتار القلوب.

عودة الشاعرة فاديه عريج بنبضات جديدة على أصداء الفكر

تأتينا الشاعرة السورية فاديه عريج بباقة جديدة من قصائدها الرائعة، قصائد تُلامس قلوبنا بجمال كلماتها وتفرد إحساسها، تنسج لنا لوحاتٍ من الحنين والوحدة والسلام الداخلي.
في قصائدها، تنعكس رحلة الشاعرة مع الذات، حيث تتجلى مشاعر الفقد والغياب والتأمل في الحياة. تأخذنا فاديه عريج في رحلة داخل أعماق النفس البشرية، حيث تتشابك الأحلام والأوجاع، وتتعانق الكلمات كأنها لحن موسيقي يعزف على أوتار القلوب.
نقدم لكم هذه القصائد الفريدة، ونأمل أن تجدوا فيها ما يُغني أرواحكم ويمسّ قلوبكم، فأنتم على موعدٍ مع تجربة شعرية لا تُنسى، بقلم شاعرة تألقت بجمال حروفها وصدق مشاعرها.

وحدي الآن

يا أناملك..
حطّتْ على دُروبِ أُمنياتي
يا وجـعَ الحنينِ في شُرفتينا
وهذا النّبضُ فضاء
وحـدي الآن.. وأنا
أشتهي الصّـَمتَ
ويشتهيني الغـياب
يسافـرُ الطَّيفُ في ظلي
يُسامرُ وحـدتي
ونمضي بلا لقـاء
يا أنا..
يا وحْدَنا في وَحشةِ الأيام
نُصَارِعُ رملَ الحقيقةِ
على شواطئِ السَّـراب
بيننا البحــرُ
والقصـائــد
والصَّـحراء..
تتلعثمُ الحروفُ بيـدي
والمسافاتُ حَمقى
يتلاشى فوقَ هِضَابها لونُ النِّداء
سماؤنا
أسماؤنا
أشياؤنا الأولى
في ذمةِ الغياب!
وليلٌ يغتالُ الضَّوءَ في عينيّ
يؤججُ جمراً تحتَ الرَّماد
يُدثِرُ الرّؤى بالضَّباب
ويبقى الطَّيفُ يُسافرُ في ظِلي
يُسامرُ وحدتي
ونمضي..
بلا لقـــاء
وهُـنا..
كـلُّ الأشياء أكـبرَ
من أيِّ لـقــاء...

ما لقلبي

ما لقلبي…
يُلقيكَ في دَربي الكسيرْ
حَـرفاً يُغَـرّدُ في دَمي
ما لي.. إذا ناجـيتُ طـيفَـك
يَكتُـبُني العَـبيرْ
فـتَثورُ حدائـقُ الجُـلنارِ في صَدري
يا بلـسمَ الجُـرحِ رشّ على دمِّي
فوحَـاً على فَــوْحِ
عُـصفورةُ الـرُّوحِ أنينٌ نغمتُـها
ولظى الهَمسِ يَـغْـفو كالغَمامِ
في لُجةِ الأمسِ
يا شَهقةَ الـوتـرِ في قلبي
أنشودةُ القمـرِ في عيني
لك وحدك قوسُ الغمامِ
بيلسانُ الرُّوح والبُـستان
أهفـو إلى كوكـبٍ في ثـَغْـرِ الحَـيـاةِ
يَعلـو بِـنا شاهقـاً
نَشـرُدُ، نضيعُ
في بحـرِ الأُمنـيات
وفي وَهلة ِوجدٍ راعفةٍ
نهدِمُ أسوارَ الأسرارِ
نغسِلُ أوجاعَ الصّلصال!
يا طيرَ أحلامي
على راحتيَ حطي
لأجلِك حبُ القلبِ والروحِ
وما ملكت نفسي
عطاءً بلا شرط

ما زِلنـا ننتظر

خلفَ عواميدِ هذا الظّلام
رأيناك أيُّها السّلام
ضاحِكَ الجُرح ِ تأتينا
في غَسقِ الأيام!
رأيناك..
ما كنتَ لوحدك
حولكَ أسراب الشُّهداء
كفَّاكَ مُخًضّبةٌ بالدّماء
انتظرناك..
تحتَ شُرُفاتٍ
طالَ بها المَدى
كأنّها ترابٌ أو رمادْ
نوقّعُ أحلامَنا عندَ بابِك
نُجففُ الجراحَ لقدومِك
طالَ علينا الليلُ والبلاءُ
ذابتْ في ليلِ العواصفِ المُهجُ
تناثرتْ أحلامُنا
وقيدَ الصّمتُ أيامَنَا
ماتَتْ الكلماتُ حُزناً في أفواهِنا
حتى ظننا
أنّهُ مَسّنا الجنونُ!
بِتنا سُجناء
فوق ثرانا غُرباء
وغربة الرّوحِ
فوق الثّرى الجريح فناء
وما زلنا نَنْتظِر أيُّها السّلام…

بقلم فاديه عريج | سوريا

تعليقات