📁 تدوينات جديدة

قصائد حصرية للشاعرة ليلى غبرا | سوريا

قصائد ليلى غبرا

الشاعرة السورية ليلى غبرا تقدم لنا مجموعة من القصائد التي تعكس عمق الإحساس وجمال اللغة. استمتعوا بقراءة هذه القصائد التي تتحدث عن الحب والحياة والألم والأمل.

بخطوات وئيدة

رويداً رويداً
أمشي على طرف الأسئلة
النائمة
باحثةً عن أجوبة
خلف أكمة الغيبِ
لأُعَلِّقَ على أغصانها
فاكهةً من حُلم ٍ
علّها تسقطُ على رأس أول ِ سؤال
لأكتشف سر انجذابي إليك
وأُبحر في ملكوت ألقك
يا أجملَ من أجمل حُب
يا بيرقَ ضياءٍ لا يخبو
ونشيدَ روحي الذي لا يصمت
يا من يرسو على شواطئه شغفي
لتزهو حياتي
أتعلق بطواحينكَ
أدورُ… أدور
لأسحق كل اللغات
من أجل رغيف ٍ ساخن ٍ
من همسك..
أين بداية الطريق
وأين المنتهى؟!
الضباب يلقي بأستاره
وغبارُ الأسئلة يكسو المواعيد
وأنا رهينة الانتظار
في قبضة صمته
وتحت وطأة جبروته
كل الأغاني على مفترق لهفة
بانتظار إطلالتك الساحرة
التي تسبي العين
وتُغري شغف الفؤاد
وتفتح للفرح آفاقاً جديدة
عنوانها أنت
وكلمةُ سرّها ابتسامتك...

كلمات شامخة

إن وقعتَ في أولِ السطر
فغامِر
لا تكبح جماح لهفتك
وانزلْ درجَ الأُمنياتِ
ستجد أفواجاً من الكلماتِ
التي تعثرت وهي تهُمّ بالصُّعود
وتجد غيرَ قليلٍ من الكلمات الواجمَِةِ
التي كبّلتها أغلالُ التردُّدِ والتوجُّسِ
ولا تلتفتْ للكلماتِ المشطوبةِ
وتلك النائيةِ
المنزويةِ آخرَ السَّطر
***
بل تمسَّكْ
بالكلمات الشامخةِ
عاليةِ النَّبرةِ
التي يروي ضجيجُها
أسماعَ السطور
ويغمُرُ عبيرُها قامةَ الورقة
ستجدُ هناك أيضاً
كلماتِ حُبٍّ مَنسيّة
على قارعةِ الإهمال
ومسوّدات ٍ لقصائدَ
أو رسائلَ
***
واصِلْ الهبوطَ
لتجدَ
أولَ الكلمات خَجلى
مُحمرّةَ الخُدود
وسوفَ تتذكرُك على الفَور
ولكنها وكالعادةِ
ستنزوي وراءَ كلماتٍ طويلة
تتحمَّلُ أعذارَكَ ومبرراتِكَ
وأنت تَطوي الورقة
وتضعُها في رَفِّ الذاكرة ِ
وتُغادر ُ مقعدكَ بهدوء
وتنسلُّ من قبضةِ اللحظةِ
دون أن تسمعَ أنفاساً تتسامى
وهمساتٍ تتماوجُ وتتعالى
لكلماتٍ تناثرتْ
خارجَ الورقةِ
ولم تنتبهْ لها
وهي تنغرزُ في قلبك
ولا وهي تُعيدُ انتظامَ دَقّاتهِ
وتمدُّ حروفَها على شَفتيكَ
كأغنيةٍ دافئة تترنَّمُ بها
وتُثمِلُ روحَك ألحانُها
وأنت تُغادر غرفتكَ مُتأنِّقاً
تستعجلُ خُطاكَ الزمنَ
لتصلَ إلى حيثُ أن
وتنعمَ بلقائنا المرتقَب…

بقايا أشلاء

لا توجد في جيوب الوقت
مساحات فارغة
لنعيد فيها
ما نسيناه من أيامنا
توجد فقط
أحجار قاسية صلدة
من أحزان متأصلة
وعهود قهر
وأحقاب خذلان
ومواعيد مؤجلة
وبقايا أشلاء أحلام
ملقاة على قارعة التعاسة
تحت أنقاض الأمس
وفي كنف الذهول
فالمساحات الخضراء
نائية بصمت وخجل
تستحي الظهور
تختبئ بعيداً
تتوجس من الخيبة
ولعنة الاصفرار
لا تصل إليها أيدينا المتعبة
نحاول مد جسور لها
من نياط قلوبنا
وخلجات أرواحنا
معتقة بالشوق
والحنين
والكثير الكثير
من الأدعية
وخفقات الرجاء…

أحبك

سأحاول
وبكل ما أمتلك من حب
وما في جعبة روحي من طاقة للعطاء
أن أكتب القصيدة
أُعَبِّد دروبها
بالقلوب وتقلباتها
وأن أرسم غيماً
شارداً في السماء
منفلتاً من قبضة الريح
أرسمه
كاستعارة
لأيامنا الحبلى
بالمطر
وسأضع كلمة (أحبك)
عنواناً للقصيدة
وفاتحةً لنعيمها
لتكون حاضراً فيها
منغمساً في تفاصيلها
ومعتَّقة حروفها باسمك
حتى لا تتوه خطاك
ولا تنزلق إلى الفراغ
ما بين السطور
سأملأ سلال القصيدة
بيانع الثمرات
من صفاتك
وأبهى الزهور من سجاياك
وبكثير ٍمن عناقيد حبك
لأوزعها على العاشقين
الهائمين في دروب الوله
وأصنع من زهور سلالي قلائدَ للغانيات
يتنفسنَ عطرها
وشذاها
فتفوح أروحهنّ بعطر الحب
وتتندّى قلوبهن
بندى الكلمات العاشقة
وتترنم عصافير الربيع
بما تعزفه قصيدتي
من ألحان الهيام
فيسكر الكون
وينتشي طرباً
وعشقاً
ويبدأ اكتمال القمر
من جديد...

قصيدة اعتذار

أنتَ لي نَهرٌ وبَيدَرْ
وَأنا مثلَ فَراشٍ أَتَبَخترْ
وعلى كُلِّ البَرايا
وعلى كلِّ السَّواقي والأقاحي أَتَكَبَّرْ
كُنتَ لي عالَمَ دِفءٍ
يَدُ عَونٍ تَعتَني بي
عندما كُنتُ بِخَطوي اَتَعَثَّرْ
كُنتَ إشراقةَ شَمسٍ
كُنتَ رَوضاً ببهاءِ الوَردِ أَزهَرْ
أنتَ نُعمائي وسَعدي
كيفَ لي أنْ أَتَبَطّرْ؟
وأنا طفلٌ يَتيمٌ
نامَ حُزناً ومنَ الجوعِ تَضَوَّرْ
كُنتَ نَبعاً من حَنينْ
يوقِظُ الرّوحَ ويُنسيها الأنينْ
آهِ ما أقسى بِعادَ العاشِقينْ
كيفَ أنسى
والهَوى أمرٌ مُقَدَّرْ
وهَواكَ العَذبُ في الرّوحِ تَجَذَّرْ
...
هل سَيُرضيكَ اعتذاري
ولكَ الوَعدُ بِأنّي أَتَغَيَّرْ
وأنا مَهما افتَرَقنا
فَعلى العَودَةِ أُجبَرْ
وَسَأعطي كُلَّ جُهدي
كي أُجَنبكَ الألَمْ
وَأداري دَمعَكَ المَصنوعَ
من ماءٍ ودمْ
فَامنَحِ الفُرصَةَ كي نُنهي النَّدَمْ
كم تَمَنَيتُ رُجوعَ الذِّكرياتْ
حينَ كانَ الشَّوقُ عُنوانَ الحياةْ
وَوَقودَ القَلبِ في وَقتِ السُّباتْ
فَازرَعِ الرَّحمَةَ وَردا
وَاجعَلِ الأَيامَ سَعدا
وكَفى هَجراً وَصَدّا
يا مَليكَ الرُّوحِ يا حَقلي المُعَطَّرْ
يا ضِياءَ الفَجرِ يا أجمَلَ مَنظَرْ
...
لمْ يَزَلْ عِندي خِطابٌ
وَيَراعاتٌ وَدَفتَرْ
وَرَبيعٌ من حُروفٍ
مِثلَ وَجهِ الصُّبحِ أَسفَرْ
وَسَأُزجي لَهفَةَ القَلبِ اعتِذارا
وَأُناديكَ مِراراً وَمِرارا
لا تَدعْنا في مَهَبِ الرِّيحِ
أَشباحاً حَيارى
لا تَكُنْ حُلماً خَجولاً
نامَ ما بَينَ الحَنايا ثُمَّ أَدبَرْ
واعذُرِ الإحساسَ عِندي
عِندَما بُركانُ شَكّي يَتَفَجَّرْ
لا تَدَعْ عُمرَ الهَوى يَمضي هَباءً
وعلى ما ضاعَ مِنّا نَتَحَسَّرْ
كم نَهَلنا منهُ شَهداً
وشَرِبنا قَهوَةً من غيرِ سُكَّرْ
فَإذا حاقَ بِنا البُعدُ سَنَخسَرْ
وإذا طافَ بِكَ الوَجدُ... تَذَكَّرْ
إنني مثلَ خُيوطِ الفَجرِ آتي
وَأنا عن مَوعِدي لا أَتَأَخَرْ
وَسَأعطي لكَ وَعداً
زَلَّتي لنْ َتَتكَرَرْ
أعطني عُذراً وصَفحاً
فَصَفاءُ العَيشِ عِندي قَدْ تَعَكَّرْ
واقبَلِ العُذرَ وَسامِحْ
وَلنَعُدْ فالبُعدُ جارِحْ
وَتَحَمَّلْ بَعضَ طَيشي
فَغَداً عَقلي سَيَكبرْ
وَلنَعُدْ فالشَّمسُ جَذلى
وَلنَعُدْ فالدَّوحُ أَخضَرْ...
تعليقات