1. بين الماضي والحاضر
أوقفوا عقارب الساعة
كي ألمس كياني ولو هنيهة
أما للأيام تركض مسرعة هكذا؟
إلى أن أصبحنا نتسارع خلفها
تاركين لحظات الماضي خلفنا
تاركين أحاسيسنا البريئة
كم وددت أن أستيقظ صباحا
وأرقص على سمفونية
زقزقة العصافير
والبيت معطر برائحة القهوة الصباحية
ونغمات فيروز الوردية
لا من يفكر بالآتي
ولا من يفكر بالغائب
أصبحنا منشغلين عن أنفسنا
دون أن نأخذ لحظة من الواقع
نسترجع فيها ذاتنا
تلك الذات المملوءة بابتسامة الطفولة
تلك الذات التي تود أن تتحرر
فوق جبل شامخ أخضر
تركض، وتركض وتركض
إلى أن تستلقي على الأرض
فتشم رائحة التراب
تكسي
روحها
وتنظر للسماء الزرقاء
لتحاول فهم رموز السحاب الأبيض
مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة
أ عيب إن استرجعنا لحظات الطفولة؟
أعيب فينا أن نتصرف كالأطفال أحيانا؟
ونسترجع شيئا من فتات البراءة
شيء من تلك الطاقة الشامخة الإيجابية
تركنا كل هذه اللحظات الجميلة
كي نركب سفينة تبحر بنا نحو المستقبل
تائهين
دون بوصلة
لا من أحد يستمتع بالوقت
ولا من أحد يستمتع برؤية المحيط والمناظر
الخلابة
نقذف ونقذف باستمرار
دون توقف
كي لا نغرق بين موجات حرب النسيان...
2. لوحة الأمل
مأسور في غرفتي مغلول قرب لوحتي
تلك اللوحة التي لم تكتمل بعد
لا أجد عنوانا ولا عبارة
فأمزقها وأتركها مبعثرة
مع أمثالها المشبرقين على الأرض
أفقد رجائي وأودع ألواني
فإذا بطائر وقف قرب النافذة
تلك النافذة التي تراقص عليها الغبار
تلك النافذة المغلقة على بحر أسرار
فتحت النافذة فإذا بريشه انغمس في الألوان
يتطاير في الغرفة ويرش الجدران
قد جعلها تتراقص بألوان الصباغة
ومضى بعدها يصدح تارة
نعم، إنه الأمل تلك هي الرسالة
أيا لوحتي، أين لحن الحياة؟
اِسطعي ودعيني أرقش
أنظم وأرسم خطوط تتخطى المعتاد فبؤسي زاد،
والآن أملي وضوئي عاد
أيا لحن الحياة أين ربيعي؟
الشمس ولت، فأتركها تسقى وتنبت
أنسج أحلاما كانت هي شموع ليالي!
تضيء لنا الشموع دربنا
وتعيد لنا بريق الحياة
وما الحياة سوى أمل
ولولا الأمل لما كانت الحياة...
شعر: خديجة إدريسي توراغتي (المغرب)