يمر اليوم تلو اليوم والشهر طويلاً، أظل وحيدة بين تلك الجُدران، ليس من السهل القرار بأن أُفكر بالارتباط بشخص آخر، مع أن هذا حقي.
يبدو لبعض الناس أني مُتكبرة، ولا يعجبني أحد، ولكنهم لا يعلمون شيئاً عني على الإطلاق، سوى أني تلك الجميلة التي دوماً تخرج وحدها، و الحمد لله أني لازلت امتلك ذاك الجمال، برغم ما عانيته طيلة حياتي.
أبتسم فيظن البعض أني لا أحمل أي من الهموم، ولا يعلمون أن من يبتسم للغير ويُضحكه يكون الأكثر هماً، ولكنه لا يُفشي لوجعه سراً.
ويظن المقربون مني أني انتظر عودتك، برغم أني من طلبت منك الرحيل، ولكن ما لا يعلمونه أنك جرحتني جراحاً عميقة لم تلتئم ولن تلتئم، فكيف لي والغُفران.
لن أكذب وأقول إني نسيتك، ولكن تبقى ذكرياتك القاسية هي كل الذكريات، فكم مرة حاولت أن أصبر وأتجاوز، وتُصر أنت على فِعل ما يُرهق قلبي، ويوقظ جرحي، نعم كنت تُصر على ذلك، وكأنما كلفك أحد بمهمة محددة، وهي أن تجعل مني تعيسة، ولأني صبورة كنت أتناسى أو أتصنع النسيان.
سأذكر قبل أي شيء كل ما فعلته من أجلك، وأنت برغم علمك أني أستحق كل جميل، يقودك نقصك لابتزاز مشاعري، والتقليل من أي عمل أقوم به.
كم من موقف لم أجد فيه رجولتك، فلقد علمني من واراه الثرى معني الرجولة، وإن كنت لا تعلم كيف تكون رجلاً، فاذهب إليه لتعلمك الرفات والعظام.
ويظن الكثيرون أن من يصبر سيظل يصبر، ولكن بعد الامتلاء يحدث البركان، فأنهيت وجودك بحياتي، لأعيش بكرامة، لأحفظ لنفسي ماء الوجه حتى، وكنت أعلم أن كل محاولاتك لنظل سوياً، ليست حباً لي، بل كما يحب القط أن يظل يلعب بقلب وإحساس الفأر.
لم يعُد تركي لك فشلاً، فأنا أعلم أمام ربي أني لم أقصر، وصدقني كرهت تصرفاتك وبخلك حتى بمشاعرك، وبالكلمة الحلوة، لكني لم أكرهك كإنسان، نعم أتذكرك كل لحظة، لكن أتذكر كرامتي قبل أي شيء، فعفواً لن أقدر على الغُفران.
قصة: ريهام السعيد (مصر)