أتيت إليك يا أرز
يا أرز الأطلس سلام
مني لقاماتك الهيفاء
أرنو إليها طامحة
لذراك الخضراء
أنام في فمك الزمردي
وألهـو في عينيك الزرقاء
يا حارس الغابة
والصخور الصماء
أجدد فيك هواء نفسي
لطالما فقدت الرواء
أيها الواقف المتفرد
فوق الجبال الشماء
تحرس الأرض
وعيناك على السماء
صامدا بوجه الرياح
العاتيات الهوجاء
ترد عن قلاعك البغاة
وتترصد الأعداء
يا رمز النضال والصمود
والوفاء
هب لي منك "سيلفي"
وإنْ قامتك في العلياء…
شعر: ربيعة بوزناد (المغرب)
قراءة "أصداء الفكر"
مقدمة
تأتي قصيدة "أتيت إليك يا أرز" للشاعرة ربيعة بوزناد كعمل شعري يتأمل جمال الطبيعة وعظمة أشجار الأرز، مستخدمة لغة شاعرية تعبّر عن الاحترام والإعجاب بتلك الأشجار الشامخة في جبال الأطلس. من خلال النص، تستكشف الشاعرة رمزية الأرز وعلاقته بالثبات والقوة والنضال.العنوان
يحمل العنوان "أتيت إليك يا أرز" دلالة مباشرة تشير إلى الرحلة الروحية التي تقوم بها الشاعرة نحو الأرز، مما يمهد لموضوع القصيدة الذي يدور حول التواصل مع الطبيعة والبحث عن معاني الثبات والصمود فيها.البنية والصور الشعرية
تبدأ القصيدة بتحية للأرز الأطلسي، حيث تقول:"يا أرز الأطلس سلام
مني لقاماتك الهيفاء"
تستخدم الشاعرة هنا أسلوب التحية والتكريم، مظهرة احترامها لتلك الأشجار العظيمة. وتستمر في تصوير الأرز بقامة شامخة وألوان طبيعية زاهية:
"أنام في فمك الزمردي
وألهـو في عينيك الزرقاء"
الزمردي والأزرق هما لونان يرمزان للطبيعة والنقاء، مما يعكس اندماج الشاعرة مع الأرز وطبيعته الساحرة. الصور الشعرية هنا تعطي للقارئ إحساسًا بالهدوء والتأمل.
المضمون والمعاني
تعكس القصيدة مشاعر الشاعرة تجاه الأرز كرمز للصمود والقوة:"أيها الواقف المتفرد
فوق الجبال الشماء
تحرس الأرض
وعيناك على السماء"
الأرز هنا ليس مجرد شجرة، بل هو حارس الأرض ومرقب السماء، مما يضفي عليه صفات البطولة والنضال. الشاعرة تستمر في إبراز هذا الجانب البطولي من خلال الحديث عن مقاومة الأرز للرياح وحمايته للأرض:
"صامدا بوجه الرياح
العاتيات الهوجاء
ترد عن قلاعك البغاة
وتترصد الأعداء"
تستعمل الشاعرة لغة قوية ومليئة بالحركة والتحدي، مما يعكس الصمود والقوة في مواجهة التحديات، وهي صفات تنسبها للأرز.
الرمزية والإيحاءات
القصيدة مليئة بالرمزية، حيث أن الأرز يرمز إلى الثبات والنضال والوفاء:"يا رمز النضال والصمود
والوفاء"
هذه الرمزية تتجلى بوضوح في ختام القصيدة، حيث تطلب الشاعرة "سيلفي" مع الأرز، وهو طلب يحمل دلالة معاصرة على الرغبة في توثيق هذه اللحظة والتفاعل مع هذا الرمز الطبيعي العظيم:
"هب لي منك "سيلفي"
وإنْ قامتك في العلياء…"
الخاتمة
تجسد قصيدة "أتيت إليك يا أرز" للشاعرة ربيعة بوزناد تحية عميقة للأرز في جبال الأطلس، مقدمة إياه كرمز للثبات والصمود في مواجهة التحديات. عبر استخدام لغة شعرية وصور طبيعية زاهية، تنجح الشاعرة في نقل مشاعر الاحترام والإعجاب بهذه الأشجار الشامخة، وتجعل القارئ يتأمل في معاني القوة والثبات في الطبيعة وفي الحياة.