📁 تدوينات جديدة

اللغة الشعرية والارتباط بالنص القرآني عند رواد القصيدة المغربية المعاصرة / فاطمة الديبي

اكتشف في هذا المقال كيف يتجاوز الشعراء المغاربة الرموز التقليدية لخلق لغة شعرية جديدة تنهل من القرآن الكريم لتعبر عن عمق الفكر والإبداع. تعرف على مفهوم التناص ودوره في إثراء الشعر المغربي المعاصر من خلال دراسة أعمال أحمد المجاطي وعبد الكريم الطبال ومحمد الخمار الكنوني.

اللغة الشعرية والارتباط بالنص القرآني عند رواد القصيدة المغربية المعاصرة / فاطمة الديبي

المغرب / فاطمة الديبي

لم تقف اللغة الشعرية عند المبدعين المغاربة عند حدود الرموز التاريخية والأسطورية الطبيعية بل إنهم أبدعوا لغة جديدة نهلت من القرآن الكريم تعابير استعملوها في أشعارهم مستعيرين اللفظ والمعنى كرمز يمنح العمق والدلالة للصورة الفنية، إلا أن هذه الاستعارة لا تسطع عند كل الشعراء بنفس القدر بقدر ما نجدها عند احمد المجاطي تمتاز بالتفوق. وهذا لا يعني أنها لا توجد في أعمال باقي الشعراء بل تطبع أشعار عبد الكريم الطبال ومحمد الخمار الكنوني أيضا، لكنها ليست بنفس حدة تواجدها في ديوان "الفروسية" وهذا التواجد هو ما يطلق عليه (التناص). والتناص عادة يؤخذ لغايات متعددة من ضمنها التأكيد على الفكرة أو الصورة وهو المقصود في النص الشعري المغربي المعاصر

لقد أثبتت الدراسات الأدبية الحديثة أن الكتابة الأدبية إبداعية كانت أو نقدية أو تنظيرية، تنطوي على قدر ملحوظ في التناص تفرض قدرا من المعرفة الواعية بما سبقها من نصوص، كما يعني أن المتن يضم بين ثناياه مستويات ونصوص غائبة تساهم في خلق الدلالة للنص وأفقه الرمزي: إنه موقع ولقاء وحضور وتقاطع جملة من المجالات النصية التي تدخل في علاقة حميمية ينتج عنها هذا النص. من هنا كان التناص هو "تعالق نصوص مع نص حدث بكيفيات مختلفة"

والتناص عموما ظاهرة لغوية ضبطت معاييرها بأشكال متفاوتة مما يجعل عملية تمييزها مسألة مردودة إلى سعة ثقافة المتلقي وقدرته على التمييز الصحيح وإذا ما أردنا الكشف عن النصوص الغائبة التي تركب منها المتن الشعري المغربي المعاصر وحصرها. فإننا نجدها كثيرة ومتشبعة تعود بالأساس إلى ثقافة الشاعر المغربي الواسعة المستمدة من روافد متعددة ومختلفة تشكلت من القرآن الكريم والتاريخ بالإضافة إلى التراث الصوفي الفلسفي والأساطير وبعض الحكايات الشعبية... فهذا المخزون الثقافي الغني أغنى إبداع الشاعر المعاصر بألفاظ وتعابير وأفكار متنوعة تجلت بين ثنايا القصائد.

الكاتبة:

د. فاطمة الديبي
(المغرب)
تعليقات