هو مهرجان يحتفي بالثقافة الإفريقية وبالكتاب الإفريقي. مهرجان يفتح ذراعيه لكل الأجناس الأدبية ولكل البذور التي زرعت في غير تربتها، من مهاجرين ومهجرين… هذه البذور التي استطاعت أن تملأ الفراغات بكتابات عبرت عن صراعها الدائم ضد التمزق والاغتراب والتأرجح بين ثقافتين ولغتين مختلفتين، مع محاولة الحفاظ على التوابث والخروج من جلباب المستعمر.
هذا وقد شهد الملتقى برنامجا مكثفا، بنى استراتيجياته على التواصل المحكم مع أبناء القارة السمراء، عن طريق موائد مستديرة ومقاهي أديبة وأمسيات شعرية ولقاءات مع الأدباء.
تنوعت المواضيع بتوع الحضور والمشاركين، بحيث كانت عبارة عن أسئلة تدور حول واقع الكتابة الإفريقية وما تتناوله من قضايا، كالديانات والروحانيات والسياسة وكتابة "الما بين ثقافتين". مع التوقف عند مواطن الاختلاف والتشارك بينهما… هذا ولم يغب عن اللقاءات محور الانتقال من "الزنوجة" إلى "الأفريقية"، مع التحدث عن فرنسا السوداء، ما بين الأمس واليوم، مرورا بما تحققه الكتابة من أجل صيانة الكرامة.
ولم تغفل لجنة المهرجان مناقشة وضعية وجديد الساحة الثقافية بالمغرب التي تعرف تطورا ينادي بالمواكبة وتقبل الاختلاف.
أما فيما يخص الجوائز الأدبية، فقد حضر المهرجان العديد من الكتاب، ممن توجوا لمرات عديدة، للتحدث عن أثر ذلك التتويج، في حلقة بوح، تألق فيها -على الخصوص- الأديب الروائي والناقد "واسيني الأعرج" بصدق كلماته ونظرته الثاقبة إلى رمزية الجائزة ودلالاتها…
وإضافة إلى كل هذه الأصناف التواصلية الأدبية، كان لا بد من رسائل واضحة، تحث على ضرورة الكتابة كي لا تنسى حقبة من الزمن الموسوم بالنضال من أجل الانتماء والهوية والصراع من أجل البقاء في عالم مكسور، يفتقد إلى الكثير من الأنسنة…
وقد تخللت هذه الفعالية أنشطة أخرى موازية، كالحوار مع بعض الشخصيات، كالمفكر إدغار موران.
ومن الأدباء الذين حضروا هذا الملتقى، أذكر على سبيل المثال: ياسمين الشامي، سليمان بشير ديان، بريدا خياري، فانتا درامي، ليلى باحساين، أنطونيت أدجاني، حنان الحراث، ياسين عدنان، واسيني الأعرج، إدغار موران، فيرونيكا تادجو، ماكنزي أوريسا، آلان كالتنمر، عبد اللطيف اللعبي… واللائحة طويلة.
نتمنى أن يظل مهرجان الكتاب الإفريقي جسرا أساسياً للتواصل الثقافي بين كل مكونات القارة الأفريقية، وصوتا للتخاطب والحوار مع مختلف الثقافات.
تغطية: رشيدة الوجداني (مراكش)