مقدمة
في خطوة ثقافية لافتة تعكس انفتاح المغرب على فضائه اللاتيني، تشهد النسخة
الحادية والعشرين من معرض الكتاب الدولي ببنما (FIL Panamá 2025) استضافة المملكة ضيف شرف لأول مرة
في تاريخ المعرض، وذلك خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 17 أغسطس بمركز مؤتمرات أتلابا في
مدينة بنما، تحت شعار هذه الدورة: (نسج الحوارات / Tejiendo Diálogos).
ويأتي الحضور المغربي ببرنامج متكامل يزاوج بين الكتاب والفنون والتراث
والحوارات الفكرية[1].
![]() |
السيدة بشرى بودشيش، المستشارة الثقافية لسفارة المملكة المغربية في بنما، وهي تلقي كلمة خلال معرض الكتاب الدولي ببناما 2025 |
لماذا بنما الآن؟ دلالات ثقافية ودبلوماسية
تؤكد وزارة الشباب والثقافة والتواصل أن مشاركة المغرب كضيف شرف في بلد
من أمريكا اللاتينية هي الأولى من نوعها بهذا الحجم، وتندرج ضمن دينامية متصاعدة
في العلاقات متعددة الأبعاد بين الرباط وبنما، مع الإيمان بدور الثقافة جسرا
للتعاون بين الشعوب. كما تبرز المشاركة استراتيجية الانفتاح على الفضاءات الناطقة
بالإسبانية حيث يحضر النتاج المغربي بالعربية والفرنسية والإسبانية[2].
ماذا قدم المغرب في بنما؟ برنامج يعرف ويبهر
تتوزع مشاركة المغرب على محاور معرفية وجمالية حية:
- معرض وثائقي
ومطبوعات فنية تبرز مكونات الثقافة المغربية التقليدية والحديثة،
منها عينات من الكتب الفنية الصادرة عن الوزارة.
- عرض نسخ من مخطوطات
مزوقة
تعرف بفنون الترصيع والزخرفة المغربية.
- ركن للكتب
بالإسبانية يقرب القارئ اللاتيني من الأدب والفكر المغربيين.
- ورش تطبيقية حول الزليج (الفن
الخزفي) والنسيج المستلهم من رموز الزرابي الأمازيغية، إلى جانب موائد
مستديرة عن التنوع الثقافي والأثر الأندلسي في المغرب وصلاته بأمريكا
اللاتينية.[3]
هذه العروض التفاعلية والتنظيمات الفنية تؤطرت برسالة المعرض لهذه السنة: «نسج الحوارات» بوصفه دعوة لتلاقي
الخصوصيات وتبادل الخبرات، وهو ما أكدته أيضا تقارير إعلامية إقليمية أشارت إلى أن
برمجة المملكة شملت نقاشات حول «عبقرية التعدد في الثقافة المغربية» و«الإرث
الأندلسي بين المغرب وأمريكا اللاتينية».[4]
![]() |
ملصق معرض الكتاب الدولي ببناما 2025 |
«نسج الحوارات»: من الشعار إلى الممارسة
لم يكن الشعار مجرد مقولة؛ فقد تحولت أروقة المعرض إلى مساحات تواصل حية: لقاءات أدبية، قراءات
شعرية، عروض موسيقية، وحلقات حكي للأطفال. وقد عبرت رئيسة الغرفة البنمية للكتاب (Capali) عن أن حضور المغرب «من
هذه الفئة الرفيعة» جعل التجربة «ساحرة» تلهم الزوار وتفتح أمامهم أبواب اكتشاف
ثقافة عريقة وحديثة في آن واحد. كما شددت سفيرة المغرب في بنما، بشرى بودشيش، على
أن الثقافة أداة دبلوماسية لمواجهة الجهل والانقسام، وبناء مستقبل مشترك قائم على
الحوار والتعليم.[5]
أصداء جماهيرية واسعة: أرقام تتحدث
سجل المعرض هذا العام أكثر من 108 آلاف زائر خلال أسبوعه الكامل، وهو رقم
يفوق دورة 2024، مع إشادة خاصة بـ «الانتشار الثقافي» للمغرب؛ إذ اكتظ جناح
المملكة وامتلأت فضاءات المؤتمرات والورشات المصاحبة. الأرقام والدلالات تعكس
استعداد الجمهور البنمي للتعرف على الثقافة المغربية من بوابة الكتاب والفنون[6].
ما القيمة المضافة لقطاع النشر المغربي؟
1.
توسيع أسواق القراءة:
يفتح الحضور في بنما نافذة استراتيجية على قراء أمريكا الوسطى والجنوبية، لا سيما
الناطقين بالإسبانية، بما يتيح ترجمة الأعمال المغربية وتسويقها على نطاق أوسع.
2.
شبكات مهنية جديدة:
المشاركة في منصة تجمع ناشرين ومحررين ووكلاء أدبيين تعزز فرص حقوق النشر والتوزيع
والشراكات بين دور الكتاب في الرباط وعمان ومكسيكو سيتي وبوغوتا…
3.
قيمة العلامة الثقافية المغربية:
إبراز عناصر الهوية الجمالية (الزليج، الخط، الموسيقى…) يرسخ «العلامة الثقافية» للمغرب بوصفها مورد قوة
ناعمة يدعم السياحة الثقافية واقتصاد الصناعات الإبداعية.
4.
امتداد تربوي:
دمج
ورش الحرف والفنون في برنامج المعرض يخلق تعلما خبراتيا للزوار الصغار والشباب، ويحفز
مبادرات مماثلة في معارض عربية وأمريكية لاتينية لاحقة.
تعزز هذه
النقاط بما ورد في بيانات Capali والتغطيات الإخبارية لبنما عن بعدي التعليم والصناعات
الثقافية في دورة 2025[7].
بنما تتغير… والمغرب حاضر
على مستوى إدارة الحدث، أفادت التغطيات البنمية بأن دورة هذا العام أطول
زمنيا (أسبوع كامل) وأكثر تنوعا من حيث أكثر من 500 فعالية بين محاضرات ومسرح
وموسيقى وفولكلور وبرامج مهنية للمعلمين والطلبة؛ وهو ما رفع قيمة المعرض كمنصة
تعليمية وثقافية عائلية. حضور المغرب في هذا السياق ضاعف من جاذبية المحتوى، وفتح
حوارا عمليا حول العلاقات العربية-اللاتينية عبر الأدب والمعرفة[8].
ثقافة تعبر اللغات والبحار
تكشف تجربة المغرب في معرض بنما أن القوة الناعمة العربية حين تصاغ
باحتراف وبرمجة تفاعلية، قادرة على كسب قراء جدد وتثبيت جسور ثقافية دائمة. لقد
كان الرهان على الكتاب مدخلا إلى التنوع المغربي: من المخطوط المذهب إلى فنون الزليج، ومن أمواج
الأندلس إلى أنغام الصحراء والريف والأطلس، ومن نصوص الشعر والسرد إلى الحوار
الأكاديمي والفني.
وبين الرباط ومدينة بنما، لا يتوقف الأمر عند أسبوع احتفالي؛ بل يتجه إلى
تعاون ثقافي مستدام: ترجمات متبادلة، إقامات كتاب، لقاءات جامعية، ومعارض متنقلة. بذلك، تكون
دورة 2025 قد وضعت لبنة إضافية في جسر ثقافي طويل، تمسك كتبه بأيدي قراء من ضفتي
الأطلسي، وتدعوهم إلى مواصلة نسج الحوارات.
أسئلة شائعة
ما موعد ومكان المعرض؟
من 11 إلى
17 أغسطس 2025، مركز مؤتمرات أتلابا بمدينة بنما . (prensa.com)
ما شعار الدورة؟
نسج
الحوارات/ Tejiendo Diálogos. (prensa.com)
بماذا تميز حضور المغرب كضيف شرف؟
برنامج ثري
يضم معارض وثائقية ومخطوطات، وورش الزليج والنسيج، وندوات عن التعدد الثقافي
والإرث الأندلسي وصلاته بأمريكا اللاتينية . (revistaeyn.com)
ما مدى الإقبال الجماهيري؟
سجلت
الدورة أكثر من 108 آلاف زائر مع إشادة خاصة بجناح المغرب وفعالياته
المصاحبة[9].
هل هناك تصريحات رسمية تبرز البعد الدبلوماسي؟
نعم؛ أكدت
وزارة الثقافة المغربية الطابع الريادي للمشاركة واعتبار الثقافة جسرا للتعاون،
كما شددت سفيرة المغرب في بنما على دور الثقافة في مواجهة التطرف والجهل وبناء
المستقبل المشترك[10].
المراجع الأساسية
- الصفحة الرسمية لـ La Prensa Panamá : المواعيد
والبرنامج وعدد الفعاليات والشعار.
(prensa.com)
- تقارير E&N / EFE: تفاصيل
أنشطة المغرب (التعدد والإرث الأندلسي، ورش الزليج والنسيج). (revistaeyn.com)
- بوابة maroc.ma (وزارة الشباب والثقافة والتواصل): كونها المشاركة الأولى
بهذا الحجم في بلد من أمريكا اللاتينية، وطبيعة المعروضات المغربية. (Maroc)
- La Estrella de Panamá: أرقام الزوار والإشادة بجناح المغرب. (www.laestrella.com.pa)
- La Web de la Salud: تصريحات Capali وسفيرة
المغرب حول البعد الدبلوماسي الثقافي. (La
Web de la Salud)