ميساء قدوح | لبنان
حين وضعتُ النقطة الأخيرة في هذه الرواية، لم أكن أحتفل بالنهاية… بل كنت
أودّع شيئًا من روحي.
"حين يعانق الياسمين البارود"
ليست حكاية حب، ولا قصة عن الحرب فقط.
إنها
ارتباك القلب حين يخفق في زمنٍ لا يرحم، وارتباك الوطن حين يحاول أن يُشبه العادي…
وهو الاستثناء.
ربى… فتاة تنمو في بيئة خجولة من الحلم، لكنها تحفر طريقها
بإبرة أمل.
تُحب دون
ضجيج، وتنتظر دون أن تعترف أنها تنتظر.
وآدم… ليس بطلًا خارقًا، بل رجلًا من لحمٍ ودم،
يُقاوم
بصمته، بخوفه، بعينيه حين تلمح ربى في الزقاق وتمضي.
ما بين الصفّارات العابرة أمام بيتها، ونبتة الدخان التي تنمو في حقول
الجنوب،
ينبت حبٌّ
يشبهنا جميعًا: غير معلن، غير آمن، غير قابل للتصنيف، لكنه حيّ… جدًا.
كتبتُ هذه الرواية على مراحل من الصمت والانفعال،
وفي كل
فصل، كنت أضع قلبًا صغيرًا في يد القارئ،
وأنتظر… هل
سيفهمه؟
هنا لا توجد بطلات مثاليات، ولا نهايات وردية،
هنا أمّ
تبكي من الخوف، لا من الحزن.
هنا فنجان
قهوة لا يُشرب، لأنه يحرس الانتظار.
هنا زهرة
ياسمين تُزرع في حديقة… لتُزهر في قلب.
أردتُ من الرواية أن تقول إننا نُحب حتى في الخوف،
وإنّ
المقاوم ليس فقط من يحمل سلاحًا،
بل من يحمل
نبضًا، ودفترًا، وكوب شايٍ مهتزًّا بين يديه.
ولأنّ هذه الحكاية تُروى من الجنوب،
فكان لا
بدّ أن تكون مشبعة برائحة التراب،
بمذاق
الانتظار،
وبصوت لا
يُصرّح كثيرًا، لكنه لا يسكت أبدًا.
لن أخبركم كيف تنتهي الرواية،
لأن
النهاية… لم تكن نهاية.
كانت فقط
شكلًا آخر للبداية.
اقرأوا هذه الرواية إن كنتم تحبون القصص التي لا ترفع صوتها، لكنها ترفع
وجدانكم.
اقرأوها إن
سبق أن انتظرتم من لا يجيء، أو ودّعتم من لا يُنسى.
اقرأوها إن
شعرتم يومًا أن زهرة صغيرة يمكن أن تُنبت وطنًا.
"حين يعانق الياسمين البارود"...
رواية
كُتبت بالقلب،
فلا
تقرأوها بعينٍ فقط.