فرح السباعي | المغرب
قل لي كيف أعشق؟
بحبِّك أترنَّح،
لِوَصْلِك صِرتُ أتألَّم،
وفي المنام أُحاول أن أراكَ...
أنشودةٌ في الأفقِ تصدح،
على أوتارِ الكمانِ يتعثَّرُ صبري.
كيفَ الخلاصُ منك؟
ضاقتْ بيَ السُّبُل،
تائهٌ بين صدى خطاك،
أستوطنُ قلبك؟
أم أرحلُ مع الريح؟
يا لُبنى،
هل أكتبُكِ على الورق،
أم أتركُ القلمَ ينزفُ وحدَه؟
وجعي يسألُني عن شفائِك،
هل أُصبحُ صَحِيحًا؟
أكتبُكِ قصيدة،
أتغنَّى بها... وأضيع؟
طالَ الجوابُ،
فقُل لي يا كُلِّي،
هل أكونُ كلكِ؟
المُحارِب
هذا الجريحُ...
بقايا معركةٍ تتحدَّثُ،
هذا القتيلُ...
سهمٌ في الصَّدرِ مُنغرسُ،
وهذا الأسيرُ...
ينزفُ بينَ الجُدرانِ.
يا مُحارِب،
احملْ رايتَكَ للنور،
لا تجزع،
فجرُ الغدِ ينتظرُ.
جُرحُك يمتدُّ إلى الغد،
قومُكَ لم ينسوا،
أمُّكَ في القبيلةِ تنتظرُ،
وابنتُكَ...
دموعُها غيمةٌ لا تمطرُ.
المتيم بحب ليلى
هذا المحارب الذي غدت به المعارك
تفتخر،
وهذا العبد بحب ليلى
تائه.
أقوسٌ أنت بسهمك المنغرس؟
أيا ليلى، رفقًا بالفؤاد، إنه معذَّب.
يا أهل القبيلة، فليشهد الكل أني
متيَّم،
وأني بحبها لا أكتم،
بالبوح لعشقي لها صرت أتلعثم.
أيا نجمةً في السماء، فيكِ أسرح،
عجبًا! من قال إن الحب يُسكر؟
لا الليل أتى، ولا الفؤاد بالجوى
ارتوى،
بتُّ أحسب النجوم وأرعاها،
لعل القلب يرتاح وينساها.
كيف لي أن أنسى من سرقت
الفؤاد؟
وأجملَ ما أخذته وارتاحت!
ولو لم تسرقه، لَبِتُّ أسعى
إلى قلبها وأرجو الوصالا.
رحل الفؤاد
عزيزي...
من أضاءَ الحروبَ بعيونِه،
حبيبي...
من صوبَت إليهِ الرماحُ.
وأنا...
أبحثُ في الحروفِ لرثائِه،
لم أجدْ سوى القلمِ...
وقبرِهِ.
رحلَ...
كضوءٍ تلاشى مع الفجر،
رحلَ...
ولم تأتِ العهودُ بعدَهُ.
في زوايا الدارِ...
يبتسمُ وجهُك،
لكنَّ شوقي...
وهمٌ لا يموت.
أيا ليتَ شِعري...
هل يسمعُك التراب؟
للفراقِ أضلاعٌ من وجع،
يا مَنْ كنتَ لي كلَّ الليالي...
كيفَ قيلَ إنَّ الفراقَ يُسْكِر؟
ضاقَ السَّبيلُ،
فما لي إلا أنْ أنْسَاكَ...
أو أنْ أُقادَ إلى المرقدِ.