الموت الرحيم يثير نقاشًا عميقًا حول الاعتبارات الدينية والأخلاقية، ويواجه صعوبات قانونية في العديد من البلدان. يعتبره البعض خيارًا إنسانيًا ينهي معاناة المرضى. في المقابل، يرى آخرون أنه انتهاك لحرمة الحياة وتجاوز للإرادة الإلهية، مما يخلق جدلًا مستمرًا حوله.
سعاد بازي | المغرب
كتعريف للموت الرحيم نقول أنه إجراء اختياري أخير
ينهي به الشخص الهنيهات الأخيرة المتبقية من سلسلة آلام قد تكون فظيعة، بعد مرض مستعص
غير قابل للعلاج، بل قد يكون رمق الحياة الذي يبدو لنا هو بفعل الأجهزة الباهظة الثمن
والتي نظن أنها تطيل أمد الحياة، والحقيقة أن ذلك التمديد يرهق المريض بقدر ما يرهق
ميزانية المحيطين به، بل قد يعرضهم لإفلاس مبين مقابل تمديد المدة الزمنية للألم، خاصة بعد التأكد من انتهاء الأمل في التحسن
بسبب المرحلة العمرية التي تقول كلمتها أيضا.
الموت الرحيم هو إجراء قانوني في بعض الدول، يُجرى
وِفق ضوابط معينة كالتوقف عن تشغيل الأجهزة أو توقيف إعطاء العلاج أو حقن مادة تنهي
الحياة بعد رغبة الشخص طبعا.
ولكن في دولنا الإسلامية وحتى عند الديانة الكاثوليكية،
يعتبر الأمر غير قانوني، وذلك لاعتبارات دينية وأخلاقية، إذ يصبح البث فيه أمرا شائكا
تعطى له أبعاد أخرى تصل إلى حد "التكفير"،
ويتم الخلط فيه بين الموت الرحيم والانتحار، هذا وإن كان أن الانتحار في حد ذاته أمرا
آخر قد يصدر فقط عن تهور الشخص الذي يُقدم على الفعل، وقد يندم عليه في وقت لاحق، إذ
أن الانتحار قد يكون في مرحلة عمرية حديثة كان من الممكن أن يستشير فيها الشخص مع الغير
طبيبا كان أم قريبا ويُطلعه على العثرة، واضحة كانت أم غامضة أو الجرم، لاشك أنه سيدرك قسوة القرار عليه وعلى
أهله، لأن الله رحيم ويحب عباده التوابين.
ما نسميه بالموت الرحيم إذن هو شيء آخر ليس رد فعل
طارئ أو متسرع، بل هو قرار يعتبر عقلانيا عندما يوافق عليه الطبيب والأهل والشخص، بالتأكيد
عند دول العالم العلماني كما سبق ورأينا في فيلم me before
you، أو كما حدث مؤخرا مع (آلان ديلون)، الشيء الذي
جعل الموضوع يطفو على السطح وتناقش تداعياته من الجوانب الدينية والدنيوية.