شهر تموز يمثّل فصلاً جميلاً في الأدب العالمي، وتدور حوله أعمال أدبية رائعة ومتنوعة، ويبقى مصدر إلهام للكتّاب والشعراء في جميع أنحاء العالم...
يعد شهر تموز (يوليو) أحد أجمل أشهر السنة وأكثرها دفئاً وسلاماً، وما أجمل أن نحتفل في هكذا شهر بجمال الأدب والثقافة الإنسانية.
يمثّل شهر تموز (يوليو) بمختلف أشكاله ومعانيه مصدر إلهام للكثير من الكتّاب والشعراء في جميع أنحاء العالم، وتعد أعمالهم مرآة لجماليات الطبيعة والحياة في هذا الشهر الجميل. يعود أصول اسم شهر يوليو إلى اللغة اللاتينية، حيث كان يسمى شهر يوليوس، وذلك تيمناً باسم الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الذي ولد في هذا الشهر. وفي العصور الوسطى، تُرجم اسم الشهر إلى اللغة العربية وسميَّ "تموز".
يُشار إلى أن هذا الشهر كان يسمى في العصور القديمة باسم "شهر العنقاء"، وذلك لارتباطه بالأسطورة القديمة التي تحكي عن طائر العنقاء وتجدد حياتها في هذا الشهر.
لشهر تموز (يوليو) نصيب كبير في الأدب العربي، حيث اختار العديد من الشعراء والكتّاب والمؤرخين هذا الشهر ليكون مصدر إلهام لأعمالهم، ويمكننا الاستشهاد بتعدد دلالاته في الأدب العربي، فهو غالباً ما يرمز إلى الحب والحنان والرحمة، كما يرمز إلى الخصوبة والإنجاب والحياة الجديدة.
كثير من الشعراء العرب أشاروا في قصائدهم إلى مظاهره، فالشاعر العراقي معروف الرصافي في قصيدته "تموز الحرية "، تحدث عن أهمية تكريم شهر تموز (يوليو) لأنه شهر الاستقلال والتحرر من العبودية، كما أنه يمثّل العدل والمساواة.
يقول الشاعر معروف الرصافي في قصيدته:
يا شهر تموز لا راعتك رائعة
ولا لقيت من الأحداث إرزيزا
يا شهر تموز قد زينت رايتنا
بالعدل توشية فيها وتطريزا
من لي بأنجم هذا الأفق أنظمها
قصائداً فيك مدحاً أو أراجيزا؟
أو أنحتُ الماس أقلاماً مُعرِّضة
أمدُّها ذهباً في الطرس إبريزا
وأجعل الجو في تموز أمدحه
طرساً أجادته كف النور ترزيزا
ما يلفتني بهذه القصيدة أن الشاعر يشير إلى أنه قد يستخدم الماس والذهب في تزيين قصائده عن شهر تموز، ويرغب في أن يكون شعره عن شهر تموز جميلاً ومتألقاً مثل الأحجار الكريمة... يا لروعة الأفكار!
وفي الأدب الفرنسي، على سبيل المثال، كتب العديد من الشعراء والكتّاب عن شهر تموز، حيث وصفوا جمال الأشجار والأزهار والمناظر الطبيعية في هذا الشهر الجميل. بالإضافة إلى ذلك، فإن تموز (يوليو) يمثّل في الأدب العالمي فترة الانتصار والثورة، حيث ارتبط بذكرى الثورة الفرنسية التي وقعت في 14 يوليو 1789، والتي انعكست على الأدب العالمي بشكل كبير.
من أبرز الشعراء الفرنسيين الذين تغنّوا بشهر تموز الشاعر أوغست لاكوساد في قصيدته "شموس تموز" Les Soleils de Juillet يقول فيها:
Les voici revenus, les jours que vous aimez,
Les longs jours et clairs sous des cieux sans nuage.
La vallée est en fleur, et les bois embaumés
Ouvrent sur les gazons leur balsamique ombrage.
Tandis que le soleil, roi du splendide été,
Verse tranquillement sa puissante clarté,
ها قد عادت الأيام التي نحبها
أيام طويلة ومشرقة تحت سماء بلا سحاب
الوادي المزدهر والغابات العطرة
تفتح ظلالها العطرية فوق المراعي
بينما الشمس، ملكة الصيف الرائع
تسكب إشراقها العظيم بهدوء...
يركّز الشاعر على قيمة اللحظات الجميلة والهادئة في الطبيعة خلال شهر تموز بأسلوب محبّب.
في النهاية، يمكن القول بأن شهر تموز يمثّل فصلاً جميلاً في الأدب العالمي، وتدور حوله أعمال أدبية رائعة ومتنوعة، ويبقى مصدر إلهام للكتّاب والشعراء في جميع أنحاء العالم، فهو يعكس جمال الحياة والطبيعة ويشجع على التفكير الإبداعي والتعبير الأدبي.
أعزائي القراء، لا شيء يفوق الانغماس في قراءة ممتعة في لحظات يتجسد فيها سحر الأدب كاملاً، حيث ينقلك إلى عوالم خيالية تمتزج بالواقع.
فليبارك الله فيكم، ولنتمتع سوياً بعطر الأدب ودفئ الصيف.