📁 تدوينات جديدة

حوار حصري مع الإعلامي والمفكر المصري تهامي منتصر / أجرته: نوال فراح

 حوار حصري مع الإعلامي والمفكر المصري تهامي منتصر / أجرته: نوال فراح

رموز علمية وفكرية بارزة ساهمت بنصيب وافر في تشكيل عقل ووجدان الشعب العربي في مسيرة قرن أو يزيد من الزمان، وهم أسماء لامعة في تونس بلدي: خير الدين الطاهر وضو سليم وفوزية الشطي وسلمى النعيمي، وفي الجزائر أعظم مفكر مالك بن نبي وبشير مفتي وأحلام مستغانمي، وفي مصر نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد وأنيس منصور وتهامي منتصر، وفي سوريا علي سهيل و أحمد يوسف داوود وجورج سلوم، وفي ليبيا إبراهيم الكوني وخليفة الفاخري… تمنيت لقاءهم ومحاورتهم رغم انتقال أكثرهم للدار الآخرة…لكن الله قدر لي أن ألتقي مع مفكر وأديب مصر لعله امتداد لكل من ذكرت…

الأستاذ تهامي منتصر أهلا بك… ماذا في بطاقة تعريف الكاتب تهامي منتصر؟

أنا مصري ولدت في ريف محافظة المنوفية وحفظت القرآن الكريم وعمري ٩ سنوات… درست في الأزهر الشريف حتى ترشحت للدراسة بكلية الطب، لكني غادرتها بعد عامين لدراسة الإعلام وفنونه، وتخرجت في العام ١٩٨٠ وعملت مذيعا بالإذاعة المصرية ثم صحفيا بأخبار اليوم ثم مذيعا بالتليفزيون المصري وقناة اقرأ والبحرين وقناة أزهري والسلام عليك الفضائية. عملت رئيسا للتحرير ومستشارا إعلاميا لمفتي الديار المصرية، وأنا الآن عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية (كبار العلماء) وعضو اتحاد الكتاب العرب.

ماهي شهادتك على واقع الإعلام العربي عموما ؟

إعلامنا العربي يتسق مع النظم الشمولية التي لا تعطي قسطا وفيرا للديموقراطية والحرية، وبالتالي هو إعلام الدولة والحكومات بالدرجة الأولى، وللأمانة كان للإعلام دور مهم في التحرر من الاستعمار وكانت له رسالة تنويرية وتثقيفية وترفيهية واضحة جدا، لكن مع ظهور النت والسوشيال ميديا تراجع دور الإعلام كثيرا جدا… الإعلام العربي حالة خاصة تختلف تماما عن الإعلام في أوربا والغرب والفارق مساحة الحرية.

كيف رأيت الربيع العربي؟

لم أشارك فيه بالشارع ولكني مهدت له بمقالات كثيرة فضحت الفساد في مصر وكنت منحازا لقضية الشباب… وعموما كانت ثورات ناقصة لأنها عفوية بلا قيادة حقيقية، ولما تآمر عليها الحرس القديم في كل دول الربيع بالتعاون مع المخابرات الأمريكية تم إجهاض كل شيء وبقي الدم والخراب…

المفكر العربي تهامي منتصر ماذا عن مسيرتك الإعلامية ؟

عملت مذيعا وصحفيا محترفا ومدير تحرير، وقدمت أهم البرامج الدينية الدين والحياة، روضة الإسلام، أسماء وآراء وحقائق إسلامية… كما قدمت أهم التحقيقات الصحفية التي نلت عنها جوائز التكريم… والأهم في مسيرتي أني حاورت كبار العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي كله وهذه ثروتي الحقيقية…

وماذا عن مؤلفاتك ؟

أشهرها كتابي المتفرد في موضوعه الأبناء والسلطة أبناء الأنبياء والخلفاء والملوك والرؤساء. وكتابي عسل مصفي وكتابي مجموعة قصصية ضد مجهول وكتابي مولانا في بلاط صاحبة الجلالة وكتابي الأخير … أشواك في طريق العرب.

تؤمن بالحب ؟

أؤمن به إيمانا راسخا، فالحياة بدون الحب صحراء جرداء لا ظل ولا ماء… لكن الحب القديم كان لوعة وانتظارا واشتياقا لابتسامة قد تغيب عمرا… لذا كان حبا صادقا طويل العمر… لكن حاليا أصبح في الغالب حبا بلا قلب ولا لوعة ولا صدق… لهذا أنا مازلت أعيش في زمن الحب القديم وأخلص له…

تقرأ الشعر؟

نعم وأكتبه ولي قصائد طويلة في الحب والروح والأخلاق.

على ذكر الأخلاق كيف تراها الآن ؟

على الطريق الأسوأ بفعل النت ومعطيات السوشيال ميديا التي مارسها الشباب العربي باستهتار جريا وراء الشهوات.

وماذا عن حالة الفكر والمفكرين والأدباء؟

بلا شك في القرن الماضي كان الفكر أصيلا معبرا متوهجا رغم قلة الإمكانيات، وظهرت أسماء لامعة جدا مثل نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد ومالك بن نبي وغيرهم كثير في الوطن العربي… الآن برغم الظروف الأفضل لم يقدم أحد من الأدباء أدبا ولا فكرا ينافس القديم.

ما كلمتك الختامية؟

أتمنى لك ولكل الأدباء الشبان مسيرة حافلة بالعطاء وأتمنى للأمة العربية أن تعود إلى رشدها…

أجرت الحوار: نوال فراح

تعليقات